قال محمد إبراهيم، مراسل «القاهرة الإخبارية» من الخرطوم، إن الجيش السوداني يواصل تحركاته العسكرية في إقليم شمال كردفان، موضحًا أن القوات السودانية تحاصر مدينة بارا التي لا تزال تحت سيطرة ميليشيا الدعم السريع، والتي تتخذ المدنيين دروعًا بشرية داخل المدينة، ما يمنعهم من المغادرة ويزيد من صعوبة الموقف الإنساني.
وأضاف في تصريحات عبر قناة «القاهرة الإخبارية»، مساء الأربعاء، أن الجيش شن هجمات جوية عبر مسيرات استراتيجية استهدفت تجمعات تابعة لميليشيا الدعم السريع في عدة مناطق من إقليم كردفان، أبرزها في منطقتي الفولة والنهود، حيث تم تدمير عدد من المركبات التي كانت تحمل وقودًا لصالح الميليشيا، كما تمكن الجيش في إقليم النيل الأزرق من التصدي لمحاولة هجوم بطائرة مسيّرة تابعة للدعم السريع على منطقة الدمازين دون وقوع خسائر.
وأوضح المراسل أن المشهد العام يشير إلى احتمال اندلاع مواجهات عنيفة خلال الساعات القادمة في شمال كردفان، مع استمرار التحشيد المتبادل بين الجيش وميليشيا الدعم السريع قرب مدينة الأبيض.
وذكر أن الأوضاع في مدينة الفاشر تبقى بالغة الصعوبة، حيث تمنع الميليشيا المدنيين من مغادرة المدينة وتمارس انتهاكات بحقهم، بينما نزح عدد منهم إلى معسكر طويلة ومدينة الدبة في شمال السودان.
وأصبح آلاف السودانيين مهددين في مدينتي «الفاشر»، حاضرة إقليم شمال دارفور، التي استولت عليها «قوات الدعم السريع» 26 أكتوبر الماضي، و«بارا» الاستراتيجية في ولاية شمال كردفان، التي تشهد عمليات نزوح كبيرة في اتجاه مدينة الأُبَيِّض كبرى مدن كردفان.
وأعربت منظمة «أطباء بلا حدود» السبت، عن خشيتها من أن آلاف المدنيين عالقون في مدينة الفاشر السودانية ويواجهون خطراً وشيكاً إثر سيطرة «قوات الدعم السريع» عليها، وأظهرت صور جديدة بالأقمار الاصطناعية أن المجازر ما زالت مستمرة في عاصمة ولاية شمال دارفور.
وأفاد ناجون وصلوا إلى بلدة طويلة القريبة من الفاشر بعمليات قتل جماعية وإطلاق نار على أطفال أمام ذويهم وضرب ونهب للمدنيين أثناء محاولتهم الفرار.
وقالت الأمم المتحدة إن أكثر من 65 ألف شخص فرّوا من مدينة الفاشر منذ الأحد، لكن عشرات الآلاف ما زالوا عالقين هناك، بينما أظهرت صور جديدة التُقطت بالأقمار الاصطناعية مؤشرات على استمرار عمليات القتل الجماعي داخل مدينة الفاشر ومحيطها وفق باحثين في جامعة ييل الأمريكية.