القاهرة المسمومة.. سرطان التلوث يهدد «رئة العاصمة» - بوابة الشروق
السبت 27 أبريل 2024 1:20 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

القاهرة المسمومة.. سرطان التلوث يهدد «رئة العاصمة»

تلوث هواء
تلوث هواء
خالد فؤاد وكريم شفيق ومحمد نبيل حلمي ومحمود ذكي
نشر في: السبت 18 أكتوبر 2014 - 6:58 م | آخر تحديث: السبت 18 أكتوبر 2014 - 7:40 م

فى هذا الموسم من كل عام، تمتزج نسائم الخريف بالسحابة السوداء الداكنة، آتية بلا هوادة من الأراضى الزراعية المحيطة بالقاهرة الكبرى ومحافظات الدلتا التي تزرع الأرز بنسب أكبر، في مقدمتها كفر الشيخ والدقهلية والمنوفية، تليها محافظات أخرى تلفح نسائمها المحترقة المدن والمحافظات لتصب في القاهرة ثانى أكبر العواصم تلوثا بالهواء على مستوى العالم، بعد العاصمة مكسيكو سيتى بالمكسيك.

«رئة القاهرة لم تعد تحتمل ملوثات جديدة».. هذا ما يقوله خبراء في شؤون البيئة عن ظاهرة «السحابة السوداء» أن تضرب عددا من المحافظات بينها القاهرة في الأيام المقبلة، لتمتزج نسائم الخريف بالسحابة الناتجة من حرق قش الأرز في الأراضى الزراعية المحيطة بالقاهرة الكبرى ومحافظات الدلتا، وفى مقدمتها كفر الشيخ والدقهلية والمنوفية، ما يتسبب في مشكلات بيئية ومخاطر صحية وتكرار لحوادث الطرق، إضافة إلى ما تعانيه العاصمة مع تلوث بسبب عوادم السيارات ومخلفات المصانع وغيرها.

وعلى الرغم من أن «السحابة السوداء» انخفضت حدتها خلال السنوات الثلاث الأخيرة، إلا أن الإجراءات الحكومية المتبعة «لا تهدف إلى القضاء على المشكلة من جذورها، وتفتقر إلى التخطيط والمتابعة مع الفلاح»، بحسب خبراء متخصصين.

«الشروق» تفتح ملف تلوث هواء العاصمة، وتعرض أسباب الأزمة، وخطورتها على الصحة العامة الإنسان، وخطة الحكومة للتعامل مع موسم «السحابة السوداء» الناجم عن حرق قش الأرز، وتعرض آراء الخبراء المهتمين بشؤون الصحة والبيئة في هذا الشأن، وأخيرا تضع بين يدى صاحب القرار تجارب ناجحة لعدة دول في مواجهة تلوث الهواء.

الموسم هو موسم حرق قش الأرز، يضاف إليه ما تحتكره القاهرة من نصيب هو الأكبر بين محافظات مصر من التلوث، يصيب رئات القاهريين بعنف حتى إنه يؤدى أحيانا لالتهابات رؤية حادة واضطرابات الجهاز العصبى.

البيئة: السحابة السوداء ليست جديدة علينا و«ربنا يعدِّيها على خير»

«نحن مجنى علينا ولسنا جناة».. بهذه الجملة لخص رئيس جهاز شؤون البيئة، المهندس أحمد أبو السعود، موقف الوزارة من تفاقم أزمة تلوث الهواء في القاهرة وبعض المحافظات المحيطة بها، منتقدا إلقاء اللوم على وزارة البيئة واعتبارها المتسبب الأول في تلوث الهواء وتخاذلها عن التصدى لتلك الظاهرة المريبة.

وقال أبو السعود إنه منذ اندلاع الثورة الصناعية، ظهرت أزمة غازات الاحتباس الحرارى التي تسهم بشكل كبير في تلوث الهواء، مشيرا إلى أن الظاهرة ليست في القاهرة فقط، وإنما في مختلف دول العالم، ففى الولايات المتحدة تصل نسبة تلوث الهواء إلى 8%، مؤكدا أن الوزارة ليس لها في الأمر شىء.

وأضاف أن هناك فرقا كبيرا بين غازات الاحتباس الحرارى التي تخرج عن الوقود والبنزين والغازات والسولار، والعوادم الناتجة عن المصانع الكبرى، وبين الغازات الملوثة للهواء التي تنتج عن حرق المخلفات الزراعية والقمامة، فالأخيرة من الممكن السيطرة عليها أما الأولى فليس لنا دخل بها، ودورنا الحد منها فقط ولا يمكن القضاء عليها.

وأكد رئيس جهاز تفتيش البيئة، أن ظاهرة التغيرات المناخية أيضا ليست جديدة على العالم، ولكن آثارها السلبية بدأت في الظهور، خاصة في جذر القمر، وعدد من جزر المحيط الهادى، وأجزاء من الدلتا، والبحيرات الشمالية، كل هذا مهدد بالاختفاء، مشيرا إلى أن تلك التغيرات المناخية من الطبيعى أن تصاحبها بعض الأمراض والأوبئة الجديدة.

واعتبر أبو السعود أن ظاهرة السحابة السوداء القادمة على مصر خلال الأيام القليلة المقبلة، ليست جديدة، ولا داعى للتخوف منها، لأنها عادة ما تأتى في ذلك التوقيت كل عام، و«ربنا يعديها على خير»، والسبب الرئيسى لها يتمثل في حرق مخلفات المنازل والمخلفات الزراعية، وقش الأرز، وعوادم السيارات، كل هذا يكون سحابة سوداء في الهواء، تخيم على سماء القاهرة.

ولحل تلك الظاهرة، يرى أبو السعود أنه لا بد من إعداد استراتيجية جديدة لإعادة استغلال قش الأرز، للاستفادة منه بدلا من حرقه، مشيرا إلى أن الوزارة بصدد عمل بروتوكول تعاون مع وزارة الزراعة، لاستغلال القش.

 وأكد أن هذا البديل سيكون له قيمة اقتصادية عالية، بالإضافة إلى تطبيق القانون بكل حزم على المخالفين من المزارعين.

أما عن إعادة تدوير مخلفات المنازل، يقول أبوالسعود: لو نجحنا في ذلك سنصل بإعادة تدوير المخلفات إلى ما يقرب من 80%، فكل طن مخلفات يوفر 7 وظائف على الأقل، وبذلك نقضى على ظاهرة فرز المخلفات في الشوارع أو النبش الذي تتعرض له إلى حد كبير.

أما عن عوادم السيارات والمصانع التي تؤثر بشكل كبير على تلوث الهواء، أكد أبو السعود أن الوزارة دفعت مليارا و300 مليون جنيه «كاش» لأصحاب المصانع وسيارات الأجرة لتركيب مبردات لتخفيف الغازات التي تخرج منها إلى الجو.

ورصد تقرير منظمة الصحة العالمية، أن القاهرة تقع في النصف الأول من مجموعة الدول الأكثر تلوثا، بالرغم أنها بلدا ليست صناعية، لكن حولها مناطق صناعية مثل حلوان، مما يتسبب في إصابة الكثيرين بسرطان الرئة والأوعية الدموية واضطرابات الجهاز العصبى والإدراكى.

ورد رئيس جهاز تفتيش البيئة على تقرير المنظمة قائلا: إن محافظات الجمهورية لا تعانى مما تعانى منه القاهرة من تلوث في الهواء.

 وأكد أن تقرير منظمة الصحة العالمية عن ترتيب القاهرة ضمن عشر مدن على مستوى العالم أكثر تلوثا، انتهى تماما، وقد نجحت القاهرة في التقدم لتكون في المرتبة العشرين من المدن الأكثر تلوثا على مستوى العالم.

منظمة الصحة العالمية: مصر سادس الدول الأكثر تلوثًا في العالم

«7 ملايين شخص يموتون سنويا بسبب تلوث الهواء».. هكذا أعلنت منظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة في تقريرها السنوى الأخير، الذي حصلت «الشروق» عليه، حول مدى خطورة ارتفاع معدل التلوث في العالم، خاصة في الدول النامية، والذى احتلت فيه مصر المركز السادس بين الدول الأكثر تلوثا في العالم.

التقرير السنوى للمنظمة العالمية أوضح أن الوضع في مصر ارتفع بشدة في السنوات العشر الأخيرة، بعد أن أصبحت نسبة التلوث أعلى 20 مرة من نسبتها المعتادة.

وأرجع التقرير السبب الرئيسى للتلوث في مصر إلى محطات الكهرباء، وعوادم السيارات، بالإضافة إلى استخدام طرق غير مشروعة في التخلص من النفايات عن طريق حرقها، واتباع طرق قديمة في التدفئة عن طريق حرق الفحم والأخشاب.

وأشار التقرير الذي صدر في أغسطس الماضى، إلى أن معدل التلوث في مصر بشكل عام هو 138 ميكروجراما/م3، موضحا أن القاهرة والإسكندرية هما الأكثر تلوثا على الإطلاق، يليهم مثلث الدلتا الممتلئ بالغيوم السوداء.

وأكد التقرير أن أغلب أمراض الصدر والقلب، يكون سببها هو تلوث الهواء وانتشار المركبات السامة، مشيرا إلى أن قارة آسيا هى الأكبر في التلوث بسبب ثقافة شعوبها باستخدام الفحم والخشب في الطهى، وهو الأمر الذي يدمر البيئة.

واحتلت باكستان المركز الأول في أكثر دول العالم تلوثا، ما يؤدى إلى وفاة الآلاف سنويا.

وكانت المفاجأة في احتلال قطر المركز الثانى في دول العالم في التلوث، رغم صغر حجمها وقله عدد سكانها، وأرجع التقرير ذلك إلى كثافة حرق الوقود في المواصلات.

وجاءت أفغانستان وبنجلاديش في المركز الثالث والرابع بسبب استخدام السولار والديزل في تشغيل مولدات الكهرباء، وتبعتهما إيران ومصر ومنغوليا والإمارات، ثم جاء في نهاية القائمة الهند والبحرين.

فى حين رصد التقرير أيضا أنقى مدن العالم وأقلها تلوثا، ليأتى على رأسها إيسلندا بسبب طبيعتها الباردة، ثم كندا والسويد، واحتلت الولايات المتحدة المركز الرابع، وبعدها دول فنلندا والنرويج واليابان ثم سويسرا.

خبراء بيئة يطلقون صيحة تحذير: القاهرة لم تعد تحتمل ملوثات جديدة

قال خبراء في الملفين الصحى والبيئى: إن «القاهرة وصلت إلى درجة التشبع من الملوثات البيئية سواء العوادم أو الغازات السامة والكيميائية، ولم تعد تحتمل مصادر إضافية مثل حرق قش الأرز»، مشيرين إلى أن المحافظة تأتى في النصف الأول من مجموعة المناطق الأكثر تلوثا في العالم على الرغم من أنها ليست صناعية.

وأضاف الخبراء لـ«الشروق»، أن المخاطر الصحية الناجمة عن التلوث البيئى تهدد حياة الإنسان، بينما أغلفت الحكومات المتعاقبة فرض حلول جادة عملية وعلمية لمواجهة الأزمة، أو على الأقل ظاهرة حرق قش الأرز الذي يمكن الاستفادة منه في كثير من الصناعات المهمة.

تقول مسئولة ملف الصحة والبيئة في المبادرة المصرية للحقوق الشخصية، الدكتورة راجية الجرزاوى، إن الملوثات البيئية بالقاهرة من عوادم وغازات سامة وكيميائية سواء في الماء أو الهواء أو التربة «تجعلنا فوق درجة التشبع، ولا نحتمل مصادر تلوث إضافية مثل حرق قش الأرز»، مضيفة أن موسم الحصاد يتواكب مع فترة «الانقلاب الخريفى» الذي يترتب عليه ركود في الهواء ما يضاعف من المشكلة إلى حد الاختناق.

وأوضحت الجرزاوى، لـ«الشروق»، أن القاهرة في النصف الأول من مجموعة المناطق الأكثر تلوثا في العالم على الرغم من أنها ليست منطقة صناعية، مشيرة إلى أن قش الأرز «عبء على الفلاح، وثروة تهدرها الحكومة»، إذ يجب أن يكون الدور الرئيسى للحكومة هو جمع القش من الفلاحين، والاستفادة منه في صناعة الأسمنت اعتمادا على مصادر الطاقة المتجددة وبخاصة في ظل أزمة الطاقة الحالية، وذلك بالتوازى مع توفير ميزانية كافية للمحليات، لمواجهة العجز في «مكابس القش».

من جانبه، قال وزير الصحة والسكان الأسبق، محمد عوض تاج الدين، إن المخاطر الصحية الناجمة عن التلوث البيئى تهدد حياة الإنسان؛ فكل أجهزة الجسم مهددة بسبب التلوث، وأكثرها الجهاز التنفسى الذي يستنشق الأبخرة والأدخنة والمواد الكيميائية، ما يتسبب في تهييج الأغشية المخاطية بالجهاز التنفسى والشعب الهوائية.

وبين تاج الدين، أن مخاطر التلوث البيئى المتمثل في عوادم السيارات وحرق قش الأرز وغيرها «تبدأ من ضيق في الشعب الهوائية والربو وتهييج الأغشية المخاطية في الصدر وتصل إلى السرطان».

وأكد المستشار بجهاز شئون البيئة التابع لوزارة البيئة، الدكتور حسن أبو بكر، أن الحكومات المتعاقبة طوال العهود الماضية أغفلت فرض حلول جادة عملية وعلمية لأزمة حرق قش الأرز، مشيرا إلى أن القش يمكن استخدامه كسماد طبيعى أو وقود منزلى، كما يمكن الاستفادة منه في صناعة الورق ومصانع الأسمنت، ولكن ذلك لم يحدث في السنوات الماضية، والأزمة لا تزال قائمة حتى الآن.

وقال أبو بكر: «إن هواء العاصمة تشبع بالملوثات، ونرى آثاره في السلوك العدوانى للمصريين، والعصبية الزائدة التي باتت سمة مشتركة بينهم، ونسبة المرضى بحساسية الصدر والفشل الرئوى وسرطان الدم».التلوث X أرقام • القاهرة ثانى أكبر مدن العالم من حيث حجم التلوث بعد العاصمة المكسيكية مكسيكو، إذ تستحوذ بمفردها على نحو 50% من المنشآت الصناعية الملوثة للبيئة بمصر.

  • 10 مليارات جنيه خسائر سنوية نتيجة التلوث الهوائى في مصر.
  • 10% زيادة سنوية في عدد المركبات بكل أنواعها، وينبعث منها نحو 120 ألف طن ملوثات سنويا.
  • حلوان مسؤولة عن حوالى 8% من إجمالى الأتربة الموجودة في القاهرة، يليها منطقة شبرا الخيمة ثم هضبة المقطم.
  • تركيزات ثانى أكسيد الكبريت في هواء القاهرة تعادل ضعف المعدل المسموح به عالميا، بواقع 210 ميكروجرامات في المتر المكعب.
  • قدرة الدورة الدموية تقل بمعدل 15% وسط التركيزات الرهيبة لغاز أول أكسيد الكربون الناتج عن حرق وقود السيارات.
  • تتراوح تركيزات الرصاص في هواء القاهرة من 1 إلى 3 ميكروجرام في المتر المكعب، نتيجة حرق الوقود.

مصانع القاهرة الكبرى.. تلوث بلا انقطاع وسط التجمعات السكنية والرقابة محدودة.

لا يمكن إحصاء المصانع الموجودة في القاهرة، خاصة أن بعضها يعمل بشكل غير رسمى نظرا لصغر حجمها، أو إقامتها داخل تجمعات عمرانية ما يحول دون مراقبتها من قبل الأجهزة المعنية.

وعلى أطراف الشمال الشرقى للعاصمة القاهرة، تنتشر مصانع المواد البلاستيكية بالقرب من التجمعات العمرانية، فضلا عن مصانع المواد الكيماوية والمنظفات؛ إلا أن عددا غير معروف على وجه الدقة، الأمر الذي يحول دون معرفة تأثيرها ومدى تناسبها مع التجمعات السكنية المحيطة.

وبحسب البيانات الرسمية لهيئة التنمية الصناعية التابعة لوزارة التجارة والصناعة، فإن 45 مصنعا لإنتاج المواد الأسمنتية ومشتقاتها تنتشر في القاهرة الكبرى، بينما يوجد 25 مصنعا لإنتاج الأسمدة والكيماويات موزعة بين المحافظات الثلاث.

ووفق التعريف المنصوص عليه في مواد القانون رقم 4 لسنة 1994 وتعديلاته، فإن الهواء هو الخليط من الغازات المكونة له بخصائصه الطبيعية ونسبه المعروفة، وهو الهواء الخارجى وهواء أماكن العمل وهواء الأماكن العامة المغلقة وشبه المغلقة.

بينما ينص القانون نفسه على أن تلوث الهواء هو كل تغير في خصائص ومواصفات الهواء الطبيعى يترتب عليه خطر على صحة الإنسان أو على البيئة، سواء كان هذا التلوث ناتجا عن عوامل طبيعية أو نشاط إنسانى، بما في ذلك الضوضاء والروائح الكريهة.. هكذا تقول النصوص المعمول بها نظريا، إلا أن الواقع يحمل صورة أخرى. منسق حملة «مصريون ضد الفحم» أحمد الدروبى قال لـ«الشروق» إن أكبر أزمة يواجهها النشطاء في مجال مكافحة التلوث وحماية البيئة هى «المعلومات» وغياب الشفافية، إذ لا يمكن تقييم أثر التدهور الذي يعدل في معدلات نقاء الهواء بدون معلومات دقيقة بشأن الانبعاثات الصادرة من المصانع الملوثة للبيئة، ومعرفة المصانع المخالفة من عدمه.

ولفت الدروبى أيضا إلى أن مسألة مراقبة الانبعاثات الصادرة عن المصانع تحتاج إلى موارد بشرية مدربة على مستوى عال، حتى يتمكن جهاز مثل شؤون البيئة من المتابعة الدورية للمصانع، خاصة وأن الأجهزة الحساسة «سنسور» المخصصة لرصد الانبعاثات هى التي يمكنها رصد المخالفات بدقة، مضيفا أن هناك بين 8: 9 انبعاثات تصدر عن المصانع بينما يرصد جهاز شئون البيئة انبعاثا واحدا فقط. وكشف الدروبى أنه وفق الإحصائيات الرسمية المعلنة من قبل وزارة البيئة فإن هناك 750 مخالفة انبعاث مواد ملوثة تم رصدها في العام 2012، بالإضافة إلى 813 مخالفة في 2013، وذلك وفق المعايير المصرية التي تسمح بوجود 100 وحدة أتربة في المتر المكعب، بينما تلزم المعايير الأوروبية بحد أقصى 50 وحدة أتربة في المتر المكعب، والأمريكية بـ20 وحدة لنفس المساحة.

وأشار الدروبى إلى أن أقصى عقوبة لمخالفة الانبعاثات الملوثة تبلغ نحو 100 ألف جنيه، وهو ما لا يُعد رادعا كافيا يتناسب مع حجم المشاكل التي يتسبب بها المخالفون.

وبدأ إنشاء الشبكة القومية لرصد الانبعاثات الصادرة عن المصانع في نهاية عام 1998، بهدف الإشراف على شبكات الرصد الذاتى بمصانع الأسمنت العاملة بمصر باستخدام شبكة إلكترونية للمتابعة اللحظية، وللتأكد من مدى توافق الانبعاثات الصادرة منها من أتربة عالقة مع الحدود المسموح بها بالقانون رقم 4 لسنة 1994 والمعدل بالقانون رقم 9 لسنة 2009 ولائحته التنفيذية بهدف التحكم في الانبعاثات الصادرة من المصانع لما لها من بالغ الأثر على الصحة العامة للمواطنين.

ووفقا لأحدث التقارير الرقابية الصادرة عن وزارة البيئة تتم المتابعة اليومية للانبعاثات الصادرة عن مداخن الشركات الصناعية الكبرى على مستوى الجمهورية لمواقع الرصد المرتبطة بالشبكة، حيث بلغ عدد مواقع الرصد الذاتى لـ122 موقعا للرصد تابعة لعدد (27) شركة (21 شركة أسمنت + 5 شركات أسمدة + شركة بتروكيماويات)، حيث تتم مراقبتها إلكترونيا من خلال جهاز شؤون البيئة والفروع الإقليمية المرتبطة بالخادم الرئيسى بالشبكة على مدار 24 ساعة.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك