بعد إحيائه مجددا.. كيف بدأ مشروع توشكى ولماذا لم ينجح في الماضي؟ - بوابة الشروق
السبت 20 أبريل 2024 4:43 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

بعد إحيائه مجددا.. كيف بدأ مشروع توشكى ولماذا لم ينجح في الماضي؟

محمد علاء
نشر في: الأحد 26 ديسمبر 2021 - 11:33 م | آخر تحديث: الأحد 26 ديسمبر 2021 - 11:38 م
محطات عديدة مرَّ بها مشروع توشكى (225 كيلومتر جنوبي محافظة أسوان) منذ إطلاقه في يناير عام 1997. البداية كانت بالإعلان عن مشروع قومي "ضخم" يستهدف استزراع 540 ألف فدان، وإقامة مجتمعات زراعية وصناعية متكاملة والمساهمة في زيادة الرقعة المعمورة من 5% (آنذاك) إلى 25%، لكن لسنوات طويلة ظل المشروع "محلك سر".

ومع توليه رئاسة الجهورية في عام 2014، أعاد الرئيس عبد الفتاح السيسي الزخم إلى مشروع توشكى وصولا إلى افتتاحات اليوم.. وتنشر بوابة الشروق في هذا التقرير أهم المعلومات عن المشروع: كيف بدأ ومم يتكون ولماذا لم ينجح في الماضي؟.

وبحسب الموقع الرسمي لوزارة الموارد المائية والري، المسؤولة عن تدشين البنية الأساسية، بدأ مشروع توشكى في 9 يناير عام 1997، بهدف نقل المياه من بحيرة ناصر عبر ترعة عرضها 200 متر مرورًا بمنخفض توشكى وصولًا إلى واحة الفرافرة بطول 850 كيلو متر تقريبا في المرحلة الأولى، على أن تصل لاحقًا إلى الواحات البحرية حتى منخفض القطارة.

مكونات المشروع

يتكون المشروع من محطة طلمبات عملاقة، وترعة الشيخ زايد بالإضافة إلى مجموعة من الآبار الجوفية.

1) محطة طلمبات لرفع المياه

تعد محطة طلمبات توشكى "مثالا فريدا للمحطات العملاقة التي تطبق فيها أحدث الوسائل التكنولوجية"، تسمح بالتحكم في كمية المياه الخارجة من وحدات المحطة حسب احتياجات الري الفعلية، وفق وزارة الري.

وتقع المحطة، التي تكلف إقامتها 1480 مليون جنيه، على البر الأيسر لبحيرة ناصر، وهي تتكون من 24 وحدة طلمبات، بإجمالي تصريف 25 مليون متر مكعب في اليوم للمرحلة الأولى، ويصل أقصى رفع استاتيكي للمحطة إلى 54 مترًا مع ضمان استمرارية تشغيلها عندما ينخفض منسوب المياه ببحيرة ناصر إلى أدنى حد للتخزين.

2) قناة الشيخ زايد

أقيم مشروع شق قناة الشيخ زايد بمنحة إماراتية بلغت قيمتها 100 مليون جنيه، وهي تحمل اسم مؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ زايد آل نهيان.

ويبلغ طول القناة الرئيسية 47.54 كيلومتر وعرض قاعها 30 مترًا، وأنشئت قنطرة على القناة للتحكم في مناسيب المياه ومفيض بالقرب من نهاية القناة لتصريف المياه الزائدة عن مناسيب التشغيل الآمنة. وتتفرع القناة الرئيسية في نهايتها إلى دليلين هما: دليل فرْعي 1 و2، ودليل فرْعي 3 و4.

ويبلغ دليل فرعي 1 و2 طول 22 كم وعرض القاع 20 مترا ويتم ري زمام مساحته 109 ألف فدان مباشرةً من الدليل، قبل أن يتفرع إلى فرعين: 1 (ويبلغ طوله حوالي 24 كيلومتر وعرض القاع 9 أمتار، ويخدم زماما قدره 120 ألف فدان) و2 (ويبلغ طوله 26.5 كيلومتر وعرض القاع 8 أمتار ويخدم زماما قدره 120 ألف فدان).

ويبلغ دليل فرعي 3 و4 طول حوالي 18.5 كم وعرض القاع 20 مترا، قبل أن يتفرع إلى فرعين: 3 (ويبلغ طوله حوالي 24 كيلومتر وعرض القاع 8 أمتار، ويخدم زماما قدره 100 ألف فدان)، و4 (الذي ينقسم إلى جزءين أحدهما في الأراضي منخفضة المنسوب بطول 30 كيلومترا، والثاني في الأراضي مرتفعة المنسوب بطول 19.5 كيلومتر).

3) الآبار الجوفية

توضح وزارة الموارد المائية والري أن عدد الآبار المستهدف حفرها يصل إلى 316 بئرًا جوفية لزراعة حوالي 30 ألف فدان بمناطق متفرقة، لافتةً إلى الانتهاء من حفر 130 بئرًا إنتاجية و58 بئرا اختبارية، وبلغت مساحة الأراضي المنزرعة على المياه الجوفية أكثر من 3 آلاف فدان حتى الآن.

التغذية الكهربائية:

ويشمل المشروع 6 محطات محولات، هي: توشكى 1 لخدمة محطة الطلمبات، وتوشكى 2 لتغذية محطات فروع الترعة الأربعة، ومحطة الإصلاح 1 لخدمة زمام فرعي 1 و2، ومحطة الإصلاح 2 لخدمة زمام فرع 4، ومحطتين لخدمة فرع 4، بالإضافة إلى خطوط نقل وتوزيع الكهرباء بطول 280 كيلومترا، و3 لوحات توزيع كهرباء.

لماذا لم ينجح في الماضي؟

وفق دراسة نشرها الموقع الرسمي لمعهد التخطيط القومي، بعنوان "مشروع تنمية جنوب الوادي توشكى بين الأهداف والإنجازات"، أعدتها هدي صالح النمر في عام 2006،
فإنه رغم إطلاق المياه في ترعة الشيخ زايد وكذلك دليل وفرعي الترعة رقم (1) و(۲) لم يتم إلا نحو 16.6% و21.9% على التوالي من الأطوال المستهدفة من الفرعين، وهو ما عزته الدراسة إلى "ضعف معدلات استصلاح واستزراع الأراضي (البالغ زمامها ۲۲۰ ألف فدان علی هذين الفرعين)".

وعن دليل فرعي رقم (۳) و(4) من الترعة (البالغ إجمالي زمامهما ۳۰۰ ألف فدان) أظهر الموقف التنفيذي للأعمال المدنية والميكانيكية والكهربائية الخاصة بهم أن معدلات إنجازها مازالت ضعيفة، وفيما يتعلق بمحطة الطلمبات الرئيسية فإنه قد تم الانتهاء من تنفيذها وإطلاقها للمياه في ۲۰ أكتوبر ۲۰۰۲ وتبلغ طاقتها التصميمة نحو 25 مليون متر مكعب مياه في اليوم، ورغم ذلك فإنه من بين 48 طلمبة مياه تضمها المحطة لم يعمل منها حتى الآن (عام 2006) غیر طلمبة واحدة، وهو ما يعزي إلى "بطء معدلات التنفيذ في أعمال الاستصلاح والبنية التحتية الداخلية والاستزراع بالأراضي المستهدف زراعتها، والتي تقدر بحوالي 540 ألف فدان.

وبحسب الدراسة، فقد بلغ ما أنفق من استثمارات حتى عام 2006 للبنية الأساسية (الترعة ومحطة المياه ومحطة الكهرباء والآبار) منذ بدء المشروع حوالي 5.9 مليار جنيه.

كما نوهت إلى أنه رغم كون الزراعة النشاط الاقتصادي القائد في منطقة توشكی ويكاد يكون الأوحد، إلا أن معدلات أداء الشركتين اللتين بدأتا هذا النشاط - على فرعي (۱) و(۲) مازانت ضعيفة حيث استزرعت شركة المملكة للتنمية الزراعية (التي أسسها رجل الأعمال السعودي الوليد بن طلال) نحو 1% فقط (بمساحة ألف فدان من إجمالي 100 ألف خصصت للشركة)، وهو ما أرجعته الدراسة إلى تأخُّر الشركة في تنفيذ أعمال البنية الأساسية الداخلية بتلك المساحة.

وتابعت: أما شركة جنوب الوادي للتنمية الزراعية (وهي شركة مساهمة مصرية)؛ فأدائها أفضل نسبيا، حيث استصلحت واستزرعت ما يقرب من 5.8% (تعادل نحو ۷ آلاف فدان) من المساحة المخصصة لها.

وذكرت الدراسة إلى أن غالبية العمالة المشتغلة لدى الشركتين كانت تقيم في معسكرات إيواء، وهو ما يتعارض مع الأهداف المخططة للمشروع والتي تسعى إلى جذب السكان إلى المنطقة والاستيطان والإقامة المستقرة بها، كما تبين أن المشروعات الإنتاجية الصناعية والسمكية، والخدمية (صحية وتعليمية وسياحية) لم يبدأ تنفيذ أي منها في منطقة المشروع بعد، وهو ما ساعد كذلك على عدم بدء عملية توطين السكان.


قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك