الرئيس العراقى فؤاد معصوم لـ«الشروق»: لا تمييز فى الدعم الحكومي للمسلحين الشيعة والسنة فى مواجهة «داعش» - بوابة الشروق
الأحد 28 أبريل 2024 11:55 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الرئيس العراقى فؤاد معصوم لـ«الشروق»: لا تمييز فى الدعم الحكومي للمسلحين الشيعة والسنة فى مواجهة «داعش»

فؤاد معصوم الرئيس العراقى
فؤاد معصوم الرئيس العراقى
حوار ــ سنية محمود:
نشر في: الخميس 2 أبريل 2015 - 10:08 ص | آخر تحديث: الخميس 2 أبريل 2015 - 11:37 ص

 الأزمة مع الأزهر سحابة صيف تم احتواؤها.. ونتطلع لدوره فى التقريب بين المذاهب

 لا يكفى مواجهة الإرهاب عسكريا.. ويجب التصدى لدعمه بالمال وفتاوى التكفير

 داعش استهدفت المناطق السنية.. وقوات الحشد الشعبى تخضع لمسئولية الدولة

 معاناة النازحين تفوق قدرات الحكومة.. وإيران كان سباقة بتقديم المساعدات

 نعانى من أزمة مالية تتسبب فى تأخير مستحقات «كردستان».. والتواصل مع حكومة الإقليم فى أفضل حالاته

أكاديمى وسياسى كردى محنك، وصل إلى رئاسة العراق فى مرحلة تعد هى الأخطر فى تاريخها الحديث.. يعقد كثيرا من العراقيين على رجاحة فكره آمالا فى الوصول بالبلاد إلى بر الأمان.

ولمصر خصوصية وحظوة لديه، إذ عاش فيها، ودرس فى جامعة الأزهر، وحصل منها على درجة الدكتوراه فى الفلسفة الإسلامية عام 1975، يصفه البعض بالليبرالى الأزهرى. وفى أول زيارة له لمصر منذ توليه رئاسة العراق للمشاركة فى القمة العربية بشرم الشيخ، حرصت «الشروق» على لقاء الرئيس العراقى فؤاد معصوم، ومحاورته، والتعرف على رؤيته لمشاكل العراق والمنطقة.

• فى ظل تنامى الأخطار المحدقة بالعالم العربى، جاءت دعوة الرئيس عبدالفتاح السيسى لتشكيل قوة عربية مشتركة، ما هو موقفكم من تلك الدعوة وتصوركم لآلية ترجمتها على أرض الواقع؟

ــ دعوة الرئيس السيسى مهمة، وتعبر عن شعور بالمسئولية، وحرص على كل ما يسهم فى محاربة الإرهاب، ولكن علينا أن ننظر إلى الحرب على الإرهاب باعتبارها صفحات متعددة وشاملة، وليست مقتصرة على الجانب العسكرى، فهناك جوانب استخباراتية تتعلق بتمويل الإرهاب، وكذلك بتدفق الإرهابيين وخططهم ومناطق تدريبهم وتجمعهم، وهناك جانب كبير يتعلق بالفتاوى والفكر الذى يستمد منه الإرهابيون أيدلوجيتهم ويبررون به ممارساتهم وتوحشهم، ولذلك فإن الحرب على الإرهاب تتطلب تعاونا إقليميا ودوليا فى كل هذه الجوانب. ومع ذلك فإن تشكيل قوة عربية عسكرية لمقاتلة الإرهاب هو بدوره أمر مهم لمساعدة أى دولة عربية تطلب المساعدة العسكرية، ولكن تشكيل هذه القوة ومهامها وأدوارها ربما يحتاج إلى وجود متخصصين سواء من رؤساء أركان الجيوش العربية، أو من أجهزة مكافحة الإرهاب كى يتدارسوا أمرها. ونحن فى العراق مستعدون للبحث والحوار فى هذه الأمور من حيث المبدأ، رغم أن لدينا من الموارد البشرية والمقاتلين ما يكفى لتأمين البلاد، فإننا نحتاج إلى الأسلحة والتعاون مع الآخرين لتجفيف منابع تمويل الإرهاب والحصول على المعلومات بشأن تحركات الجماعات الإرهابية.

• أثار البيان الصادر عن الأزهر الشريف بشأن الحشد الشعبى (الشيعى) أزمة أخيرا فى العلاقات مع القاهرة، ماهى قراءتكم لتلك المسألة؟

ــ كنا نتمنى أن يتأكد الأزهر الشريف ويرسل لجنة تقصى حقائق قبل أن يطلق الاتهامات، وأن يسهم بشكل عام فى تخفيف المنسوب الطائفى الذى يصطبغ به الخطاب العام للمنطقة، وأن يعمل على تكريس الوسطية والتقريب بين المذاهب التى اتسم بها عبر تاريخه، فمسئولية الأزهر كبيرة فى إشاعة ثقافة التسامح واحترام التنوع والعمل على فضح فتاوى التكفير التى يستند عليها إرهابيو داعش فى ممارساتهم المتوحشة والتى لا تمت للإسلام بصلة. وعلى كل حال فقد تم احتواء الأزمة التى تسبب بها بيان الأزهر، والعلاقات العراقية المصرية راسخة ولا تؤثر فيها سحابة صيف عابرة.

• ليس خافيا وجود أزمة مستمرة بين الحكومة العراقية والإقليم الكردى لانتزاع حقوق مالية واقتصادية.. ماهى آفاق التوصل لتسوية نهائية لتلك الأزمة بنظركم؟

ــ الحديث عن أزمة مستمرة أمر لا وجود له. ولكن هذا لا يعنى عدم وجود خلافات ومشكلات بين الحكومة الاتحادية وحكومة الإقليم، والحكومتان تسعيان لحل هذه الخلافات والمشكلات عبر الحوار والتواصل بينهما.. والآن مستويات التعاون والتنسيق بينهما فى أحسن أحوالها، ويوجد اتفاق نفطى ومالى بين الطرفين، ويجرى تطبيقه على نحو جيد.. وقد أرسلت الحكومة الاتحادية المستحقات المالية الخاصة بالإقليم، ولكن لا تنسوا أن العراق يعانى حاليا من أزمة سيولة مالية، وهذه بالتأكيد تؤثر أحيانا فى تأخير دفع المستحقات. والواقع أن المشكلات ليست كبيرة ولا ضخمة، وهى فى كل الأحوال ليست مستعصية على الحل، والطرفان يسعيان لحلها.

• وجه عدد من المسئولين الأكراد انتقادات واسعة للحكومة المركزية بشأن دعمها اللا محدود (ماليا وعسكريا) لقوات الحشد الشعبى الشيعية فى عملياتها ضد داعش فيما لم تبادر بأى دعم مماثل لجهود قوات البيشمركة فى هذا الشأن، ما تقييمكم لتلك الانتقادات؟

ــ كما قلت، يعانى العراق حاليا أزمة مالية بسبب انخفاض أسعار النفط من جهة، ومن جهة ثانية بسبب الظروف التى خلفها إرهاب داعش وما يستوجبه من ضرورات تحرير المدن من سيطرته، وكذلك ما خلفته ظروف نزوح ولجوء للملايين وهذا كله بحاجة إلى أموال كبيرة فى ظل ضائقة مالية يعانى منها العراق.. وبسبب ذلك يحصل تأخير فى دفع رواتب منتسبى الحشد الشعبى وكذلك منتسبى البيشمركة التى تتكفل وزارة الدفاع بدفع رواتبهم.. وأحيانا فى إطار المزايدات لبعض السياسيين تخرج تصريحات بهذا الخصوص.. ولكن التنسيق والدعم متواصل بين الطرفين، وهو يتطور، والخطط لتحرير الموصل توفر حيزا لمشاركة البيشمركة والحشد الشعبى ومقاتلى العشائر والقوات المسلحة، مثلما حصل فى بعض جبهات القتال الأخرى فى ديالى وصلاح الدين وكركوك.

• ما تقييمكم لضربات وجهود التحالف الدولى الذى تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم داعش الإرهابى، لاسيما فى ظل إعلانكم بدء تنفيذ التحالف ضربات ضد التنظيم فى تكريت بعد عمليات استطلاع جوى؟

ــ دور وجهد التحالف الدولى مهم ومؤثر، واستطاعت الضربات الجوية التى قام بها التحالف أن تسهم فى تحجيم تنظيم داعش الإرهابى، كما أن المعلومات الاستخبارية وصور الاستطلاع الجوى التى يوفرها التحالف كان لها تأثير كبير فى تحقيق الانتصار الذى تحققه القوات العراقية على الأرض. ولكن يظل العراق يتطلع لدور أكبر من جانب التحالف الدولى بما فى ذلك المساعدة فى التخفيف من معاناة النازحين التى أضحت أوضاعهم تفوق قدرات الحكومة العراقية.

• ماهى قراءتكم للدور الإيرانى المساند لبغداد فى حربها ضد داعش؟

ــ نحن رحبنا بكل الجهود الدولية لمحاربة داعش باعتباره تنظيما إرهابيا يستهدف الجميع، فقتال العراق له ليس فقط دفاعا عن نفسه وإنما أيضا بالنيابة عن العالم، وبالتالى رحبنا بالمساندة التى أتت من قبل دول التحالف الدولى وحتى من الدول من خارج التحالف ومن بينها إيران التى كانت سباقة فى تقديم المساعدة العسكرية سواء للحكومة الاتحادية فى بغداد أو لحكومة الإقليم فى أربيل.

• وما هو تصوركم للتسوية التى تمضى فيها أنقرة إزاء القضية الكردية وانعكاسات ذلك على العراق؟

ــ منذ البداية شجعنا على تسوية القضية الكردية فى تركيا.. وقد شجعت الأحزاب الكردية الرئيسية العراقية الحكومة التركية وحزب العمال الكردستانى على تسوية سلمية، ولعبت الأحزاب العراقية أدوار الوساطة فى مراحل متعددة، ومازال هذا الدور متاحا إذا ما كان الطرفان بحاجة إليه. وبالتأكيد فإن الاستقرار والسلام عندما يعم فى جوار العراق فإن ذلك يمثل مصلحة عراقية، ولذلك نحن نتطلع أن يعم الاستقرار فى تركيا وسوريا وإيران وكذلك منطقة الخليج.

• توجد مخاوف من وقوع العراق فى براثن اقتتال طائفى طويل المدى، بفعل الاعتماد على قوات الحشد الشعبى فى مواجهة تنظيم داعش؟

ــ هذه قراءة خاطئة، وهى تفترض أن داعش جاء بدعم مكون عراقى، وأن إرهاب داعش جاء ليدافع عن السنة فى مواجهة الشيعة. والحقيقة أن داعش يستهدف الجميع، أى كل العراقيين شيعة وسنة وأكرادا وتركمان ومسيحيين وإيزيديين وكلدوآشوريين وصابئة وشبك. فداعش استهدف المناطق السنية وقتل من أبنائها وشيوخها وعشائرها ونسائها أكثر مما قتل من الشيعة. والآن كل العراقيين يقاتلونه، كما أن قوات الحشد الشعبى تخضع لمسئولية الحكومة العراقية، وهى جزء من منظومة قتال إرهاب داعش إلى جانب قوات العشائر، والحشد الشعبى يضم فى تكوينه سنة وشيعة وإيزيديين وتركمان، وهى نواة لمنظومة الحرس الوطنى التى يجرى العمل على تشريع قانونها وتشكيله ليصبح ضمن أطر القوات المسلحة العراقية أو منظومة الدفاع العراقية. وفى معارك تحرير صلاح الدين وقبلها فى ديالى أسهم المقاتلون المتطوعون من الشيعة والسنة فى قتال الإرهاب الداعشى، وقد تجسدت الوحدة الوطنية بين مكونات الشعب العراقى فى معارك التحرير بما فيها المعركة المقبلة التى يجرى التخطيط لها من أجل تحرير الموصل.

• فى تصوركم.. كيف سيكون مصير تلك القوات بعد الانتهاء من العمليات العسكرية الحالية، هل هناك توجه لإدماجها فى صفوف الجيش العراقى؟

ــ قوات الحشد الشعبى الآن تمثل جزءا من المنظومة العسكرية الخاضعة للحكومة، وإن كانت تضم مقاتلين متطوعين، وبالتأكيد، فإن الحرس الوطنى الذى يجرى العمل على تشريع قانونه وتشكيله سيضم أعدادا كبيرة من الحشد الشعبى، كما أن الجيش والشرطة التى يجرى إعادة تأهيلهما يمكن أن تضما فى تشكيلاتهما بعض عناصر الحشد الشعبى، فضلا عن أن متطوعى الحشد الشعبى أنفسهم يمكن أن يعودوا لأعمالهم السابقة بعد إنجاز مهمة القضاء على داعش وتنتفى الحاجة لوجودهم.

• أخيرا أطلقت منظمة العفو الدولية تقريرا اتهمت فيه قوات الحشد الشعبى بارتكاب جرائم طائفية، ما هو تعليقكم؟

ــ القائمون على الحشد الشعبى أنفسهم يقولون إن انتهاكات تحصل فى بعض المناطق بصورة فردية، بل إن مقاتلى العشائر الذين يقاتلون إلى جانب قوات الحشد الشعبى يقومون بعمليات ثأرية أحيانا ضد أبناء عمومتهم ممن انضم لداعش، وهذا كله لا يحدث على نحو ممنهج، وإنما يحدث على نحو فردى، ووفقا لتصرفات شخصية، والأجهزة تلاحق مرتكبى مثل هذا النوع من الجرائم.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك