نشرت شبكة رصد فيديو يظهر تعذيباً لأحد المواطنين، وذكرت الشبكة أن مكان تصويره هو قسم شرطة أبو قرقاص.
وظهر فى الفيديو فردين يعتقد أنهما من الشرطة، يقومان بتعذيب شخص معصوب العينين وعاري الجزء العلوي، باستخدام عصا وحزام جلدي، بينما يجبرونه على إطلاق اسم امرأة على نفسه "أنا سوسن"، وعلى التلفظ بعبارات جنسية مهينة.
ويظهر فى الفيديو أن الشخص قد استسلم لهما واخذ يردد العبارات المطلوبة، بينما يقاطعه اخر باسئلة شخصية عن سنه واسمه الكامل، وبعد الاجابة يشير اليه معذبه قائلاً "شغال"، حيث يكمل بعدها العبارات المهينة.
الداخلية: نحقق في محتوى الفيديو، والفاعل سيعاقب
قال اللواء أسامة متولي، مدير أمن المنيا، أن مديرية الأمن قامت بفتح تحقيق حول الفيديو، للتأكد من صحته، ومكان وزمان تصويره، مشيراً إلى أن الداخلية لا تقوم حالياً باساءة معاملة أي متهم، "الكل يعلم تماماً أن هذا الأسلوب لم يعد متبعاً، حتى لو كان هذا الشخص من عتاة الإجرام"
وأكد اللواء متولي أنه حتى الآن لم يتم معرفة شخصية من يظهر بالفيديو أو مكان تصويره، وأنه لو ثبتت صحة الفيديو سيتم معاقبة الفاعل، "سوف أقوم بنفسي بتحويل الفاعلين للتحقيق وسيتم عقابهم، أياً كانت شخصيتهم ورتبهم"
وأشار اللواء متولي إلى أنه هناك تساؤلات تدور حول هذا الفيديو، من حيث وقت ظهوره، ونشره على شبكة رصد التابعة للإخوان المسلمين، إلا أن هذا لا يغير من التعامل مع الفيديو، ووجوب التأكد من صحته، بغض النظر عن مصدره.
غضب كبير بين النشطاء
أثار الفيديو عاصفة من التعليقات الغاضبة على مواقع التواصل الإجتماعي، منها ما قاله المخرج عمرو سلامة:
"رأيت للتو فيديو تعذيب جديد لا يصلح للنشر، كفيل بإستقاله الحكومة بأكملها في أي دولة عندها ذرة واحدة من إحترام النفس، هلكت أرض بها إناس مثلنا"
وأضاف سلامة "منتظر أسمع رأي مصطفى حجازي وزياد بهاء الدين في فيديو التعذيب الجديد، وأي شخص يملك ذرة سلطة في هذه البلد، حتى لا يسقطوا في قاع المجاري للأبد"
وكتب أحمد عبدالجواد، الأمين العام السابق لحزب مصر القوية، "فيديو تعذيب أحد المواطنين وإهانته وإهدار كرامته في أحد أقسام الشرطة بالمنيا هو وصمة عار ليست علي جبين السيسي أو محمد إبراهيم، وإنما علي كل من يسكت عن مثل هذه الانتهاكات"
بينما اعتبر الشاعر عبدالرحمن يوسف أن الفيديو "يدل على أننا في مرحلة هي العار بعينه، وأنه انقلاب عسكري واضح ومفضوح، وسيسقطه الشعب المصري العظيم بإذن الله" بينما نشر مصطفى النجار، النائب السابق بمجلس الشعب الفيديو على صفحته وقال "نريد تحقيقا فوريا من النيابة للتأكد والمساءلة"
مركز النديم: التعذيب مستمر
كان مركز النديم قد أصدر في 26 يونيو الماضي، الذي يوافق اليوم العالمي لمناهضة التعذيب، تقريرًا عن التعذيب في عهد الرئيس مرسي.
وقد وثق التقرير 217 حالة قتل، و359 حالة تعذيب في أقسام شرطة، وسجون، ومعسكرات الأمن المركزي، وأمام قصر الاتحادية الرئاسي.
وتراوحت أسباب الوفاة بين "طلق ناري في اشتباكات (49 في بورسعيد و10 في الاتحادية بحي مصر الجديدة) أو في كمائن مرور، وحالات تحمل شبهة عالية للتعذيب وسوء المعاملة في أقسام مصر القديمة، حلوان، روض الفرج، قليوب، الجيزة، قنا، ميت غمر، سيدي جابر، نبروه (الدقهلية)، طهطا (سوهاج)، مرسى مطروح، الوراق، وادي النطرون وسجون المنيا وشبين الكوم وطنطا العمومي، والمنصورة، والوادي الجديد".
وخلص التقرير إلى النتيجة التالية "التعذيب لا يزال منهجيًّا وسياسة حكم بها نظام مرسي، مثلما حكم بها نظام المجلس العسكري، ومثلما حكم بها مبارك من قبله".