جاء محمد فى أوائل الاربعينيات من كفر عبده قاطعا المسافة وسكة السفر من الاسكندرية إلى القاهرة، قاصدا معرض القاهرة للكتاب فى دورته الـ47، للبحث عما هو جديد فى عالم الكتاب. لكنه فوجئ أن كتب المعرض «للمفتحين فقط»، ولا مكان لذوى الإعاقة، حسب قوله. بين أجنحة وممرات دور النشر الخاصة والعربية يمسك الكيميائى شريف بيد صديقه الطبيب محمد عبدالعظيم، باحثين عن كتب مقروءة أو برامج تكنولوجية مخصصة لفاقدى البصر، والاجابة متكررة «مش موجود عندنا»، يقول الطبيب «لم أجد فى الدور الخاصة أو الهيئة العامة للكتاب، أو حتى فى أجنحة المؤسسات الصحفية الكبيرة». يتساءل الطبيب مستاء «كيف لمعرض دولى يقام فى القاهرة، ويضم العديد من الدول ولا أحد يفكر فينا كمكفوفين»، مشيرا إلى أنه ظل يبحث فى المعرض بصحبة رفيقه على كتب علمية تساعده فى تحضير رسالة الدكتوراه ولم يجدها. يقارن الطبيب بين رحلته إلى المعرض ورحلته فى إحدى جامعات أمريكا اثناء تلقيه منحة دراسية، واهتمام الغرب بذوى الإعاقة وتوفير وسائل نقل لهم داخل الجامعة وتوفير أدواتهم وكتبهم الخاصة، قائلا «من ساعة ما دخلت المعرض مافيش عربية مخصصة لينا تنقلنا».