جمع بين الموهبة والدراسة، ولعب عشرات الأدوار على خشبة المسرح وشاشة السينما والتلفزيون وأيضاً عبر أثير الإذاعة، إنه الفنان عزت العلايلي الذي اليوم الجمعة، هو ابن معهد الفنون المسرحية ونتاج التعاون مع جيل مهم من المخرجين مثل صلاح أبو سيف ويوسف شاهين وعلي بدرخان ونيازي مصطفى وغيرهم.
من بين قائمة أفضل 100 فيلم بتاريخ السينما المصرية، بحسب استفتاء النقاد عام 1996، نال الفنان عزت العلايلى نصيب الأسد بالمشاركة في 10 منها، أبرزها: "بين القصرين" و"قنديل أم هاشم" و"السقامات" و"الطوق والإسورة" و"أهل القمة" وغيرها من الأعمال.
كان للمخرج يوسف شاهين بصمة واضحة في حياة عزت العلايلي الفنية، فقدمه في أفلام بارزة من إخراجه، وكانت بداية العلايلي في أدوار متفرقة خلال فترة الستينيات، كان أبرزها شخصيته في فيلم "قنديل أم هاشم" حيث قدم دور الشيخ الضرير، ثم جاءت حقبة السبعينيات مع شاهين لتحدث الفارق في مساحة أدواره.
البداية كانت مع فيلم "الأرض"، ووسط كوكبة من الفنانين أبرزهم: محمود المليجي ويحى شاهين ونجوى إبراهيم وتوفيق الدقن وحمدي أحمد، برز العلايلي في شخصية الفلاح عبدالهادي الذي يكره الظلم، ويقف بجوار بطل القصة "محمد أبو سويلم"، ويحب ابنته "وصيفة".
تدور أحداث الفيلم في قرية مصرية خلال الثلاثينيات، ويبلغ العمدة الفلاحين أن حصة ري أراضيهم صارت مناصفة بينهم وبين محمود بك الإقطاعي، ليثور الفلاحين على هذه التعليمات، وعلى رأسهم محمد أبو سويلم، ويقترح محمد أفندي تقديم عريضة إلى الحكومة، وتتفاقم الأمور عندما يقترح محمود بك إنشاء طريق يربط بين قصره والشارع الرئيسي؛ ما يستلزم انتزاع جزءا من أراضي الفلاحين.
وفي العام التالي كان العلايلي على موعد مع فيلم جديد، يقف فيه أمام سندريلا الشاشة سعاد حسني، ومن إخراج يوسف شاهين خرج فيلم "الاختيار" الذي لعب فيه العلايلي شخصيتي التوأم محمود وسيد.
تدور الأحداث حول سيد كاتب مشهور تسلّق قمة الهرم الاجتماعي والسياسي ويبحث عن المزيد من النجاح، متزوج من شريفة – سعاد حسني- ويستعدان للسفر إلى الخارج؛ للعمل في هيئة الأمم المتحدة، لكنه يقرأ في إحدى الصحف خبر مقتل توأمه محمود، فيؤجل سفره ويتصل بالشرطة للبحث عن قاتل أخيه، وتبدأ رحلة البحث لتغمر ظابط الشرطة شكوك حول الأخ.
بعد 8 سنوات عاد العلايلي للتعاون مع شاهين مرة أخرى في فيلم "إسكندرية ليه"، الذي شارك فيه مجموعة كبيرة من النجوم منهم: فريد شوقي ويوسف وهبي ويحيى شاهين ومحمود المليجي وليلى فوزي ومحسنة توفيق ونجلاء فتحي وأحمد زكي، وفي وسط هذه الكوكبة الكبيرة من الوجوه كان للعلايلي ظهور خاص في شخصية "الريس مرسي" والد الشاب الذي يحب فتاة يهودية.
تناول الفيلم أحوال سكان اﻹسكندرية خلال فترة الحرب العالمية الثانية التي اضطربت فيها أحوال الجميع، وفي قلب هذا المناخ يترعرع يحيى شكري مراد المراهق المولع بالتمثيل الذي يحاول إثبات ذاته، ويفكر في السفر إلى أمريكا لدراسة التمثيل رغم ظروف والديه الصعبة، ومن قصته تتشعب العديد من القصص الأخرى.
كان عزت العلايلي يتشكل مع كل شخصية يقوم بها، وقد برزت موهبته وإجادته التشخيص والتقميص في كل الأعمال التي شارك فيها، وتجلت بشكل واضح في الأفلام التي أخرجها الراحل يوسف شاهين.