يستمر الاحتلال الإسرائيلي في ممارساته اللا إنسانية تجاه قطاع غزة المحاصر، فقد أعلن تيدروس أدهانوم جيبريسوس، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، اليوم، أن جيش الاحتلال طلب من المنظمة إزالة الإمدادات الطبية من مستودعاتها في جنوب غزة.

وكتب على منصة X (تويتر سابقاً): "تلقت منظمة الصحة العالمية إخطارًا من الجيش الإسرائيلي بأن علينا إزالة إمداداتنا من مستودعينا الطبيين في جنوب غزة في غضون 24 ساعة، لأن العمليات البرية ستجعلها غير قابلة للاستخدام".

وأضاف: "نناشد إسرائيل، سحب الأمر واتخاذ كل الإجراءات الممكنة لحماية المدنيين والبنية التحتية المدنية، بما في ذلك المستشفيات والمرافق الإنسانية".

وذكرت المنظمة عبر موقعها الرسمي: "رأينا ما حدث في شمال غزة، ولا يمكن أن يكون هذا مخططا للجنوب أيضاً، ولا يمكن لغزة أن تتحمل فقدان مستشفى آخر لأن الاحتياجات الصحية في ارتفاع مستمر".

كما ناشدت المنظمة، الاحتلال الإسرائيلي، اتخاذ كل التدابير الممكنة لحماية المدنيين والبنية التحتية المدنية بما فيها المستشفيات، وذلك بموجب قانون الحرب.

- مناشدات سابقة دون جدوى

هذه ليست أول مرة تناشد المنظمة الاحتلال، عدم المساس بالمستشفيات والمرافق الإنسانية، ولكن دون جدوى، فقد أدى القصف المتواصل على قطاع غزة إلى تدمير عشرات المستشفيات وخروجها عن الخدمة، ففي نهاية شهر أكتوبر فقط كان "ثلث المستشفيات ونحو ثلثي عيادات الرعاية الصحية الأولية في غزة أغلقت أبوابها بالفعل"، بحسب المنظمة، وفي منتصف نوفمبر أعلنت وزارة الصحة في غزة، خروج جميع مستشفيات شمال القطاع عن الخدمة بسبب القصف والحصار.

ورجحت منظمة الصحة العالمية، أن يؤدي تكثيف العمليات العسكرية البرية في جنوب غزة، لا سيما في خان يونس، إلى تعذر حصول آلاف الأشخاص على الرعاية الصحية - وخصوصا تعذر الوصول إلى مجمع ناصر الطبي ومستشفى غزة الأوروبي، وهما المستشفيان الرئيسيان في جنوب غزة - مع تزايد عدد الجرحى والمرضى.

- الاحتلال يواصل النفي

على الجانب الآخر، نفى الاحتلال الإسرائيلي ما ذكرته منظمة الصحة العالمية، وحاولت الانكار، حيث رفض فرع "وزارة الدفاع الإسرائيلية" بيان اليوم الصادر عن المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم جيبريسوس الذي اتهمهم فيه بإصدار أمر لمنظمة الصحة العالمية بإزالة الإمدادات الطبية من مستودعاتها في جنوب غزة.

وقال منسق الأنشطة الحكومية الإسرائيلية (COGAT) في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي: "الحقيقة هي أننا لم نطلب منكم إخلاء المستودعات"، مضيفًا: "من مسئول في الأمم المتحدة كنا نتوقع، على الأقل أن يكون أكثر دقة".