تعهد الرئيس الألماني فرانك-فالتر شتاينماير بدعم أمن ليتوانيا ، وذلك خلال زيارة إلى العاصمة فيلنيوس يوم الأحد، احتفالا باليوم الوطني للدولة الواقعة بمنطقة البلطيق وتسليط الضوء على التزام ألمانيا بالجانب الشرقي لحلف شمال الأطلسي"ناتو".
وزار شتاينماير مقر اللواء المدرع الألماني في ليتوانيا، الذي يستعد لنشر إحدى وحداته في البلاد.
وقال شتاينماير في احتفالات اليوم الوطني: "مع تمركز لواء ألماني في ليتوانيا، نقدم وعداً دائما: أمنكم هو أمننا".
واعتبارا من عام 2027، سيجري نشر حوالي 5 آلاف جندي من اللواء المدرع الألماني بشكل دائم في ليتوانيا لمواجهة التهديدات من روسيا وتعزيز الجانب الشرقي لحلف الناتو.
و تم إدخال اللواء رسميا إلى الخدمة في مايو الماضي. لكن لا تزال الثكنات ومساكن الجنود وعائلاتهم بحاجة إلى البناء قبل أن يجري إرسال اللواء الألماني بالكامل إلى ليتوانيا.
وقال شتاينماير: "هذا اللواء يمثل المسؤولية المتبادلة والولاء للحلف، حيث نعلم أن من يدافع عن ليتوانيا يدافع عن أوروبا ويدافع عن قيم أوروبا. وهذا ما تفعلونه، أيها الليتوانيون الأعزاء، كل يوم".
ولم يذكر الرئيس الألماني روسيا، التي يعتبرها الكثيرون في ليتوانيا -التي تحد جيب كالينينجراد الروسي وحليفة موسكو بيلاروس- تهديدا.
وقبل الزيارة، قال مكتب شتاينماير إن دعوته كضيف شرف من قبل الرئيس الليتواني جيتاناس ناوسيدا اعتبرت في برلين تمييزا خاصا ودليلا على العلاقات الوثيقة بين البلدين. ورافق شتاينماير زوجته إلكه بودينبندر.
الرئيس الليتواني يثني على "التضامن الأوروبي"
ووصف ناوسيدا اللواء الألماني، متحدثا في حفل عسكري أمام مقر إقامته الرسمي في فيلنيوس، بأنه "إشارة قوية على التضامن والمسؤولية الأوروبية"، وشكر شتاينماير على التزام ألمانيا بالدفاع عن حدود أوروبا إلى جانب ليتوانيا.
وقال شتاينماير إنه فخور بأن ألمانيا تقف مع الليتوانيين. وقال: "هنا في ليتوانيا، تعلمون أن لا الحرية ولا السلام مضمونان. الحرية ليست حالة. الحرية مهمة".
وفي مؤتمر صحفي مشترك، أكد الرئيسان أن اللواء المدرع سيقرب ألمانيا وليتوانيا أكثر.
وأوضح شتاينماير أن دعم ألمانيا يمتد إلى ما هو أبعد من ليتوانيا ليشمل لاتفيا وإستونيا أيضا. وقال: "إن التزام ألمانيا القوي والمتزايد بحماية الجانب الشرقي لحلف الناتو هو علامة على موثوقيتنا كشريك في الناتو وعلى روابطنا العميقة حقا مع جيراننا الشرقيين".
الرئيس الألماني يرحب بالنقاش حول الخدمة العسكرية
ونظرا لتصاعد الوضع الأمني في أوروبا، قال شتاينماير إنه يرحب بالنقاش حول العودة إلى الخدمة العسكرية الإجبارية في ألمانيا.
وقال إن هذا لن يكون ممكنا بين عشية وضحاها. "لكن يجب أن نواصل هذا النقاش. لأنه إذا لم يكن هناك عدد كاف من المتطوعين لسد الثغرات، ففي ضوء الوضع الأمني المتغير في أوروبا، لن يكون لدينا خيار سوى العودة إلى التجنيد الإجباري".
ويهدف الجيش الألماني إلى تجنيد ما لا يقل عن 60 ألف جندي إضافي للامتثال لأهداف الناتو الجديدة المتعلقة بالقدرات.
وقد أدى هذا إلى تجدد النقاش حول ما إذا كانت ألمانيا بحاجة إلى إعادة العمل بالخدمة العسكرية الإجبارية، بعد أكثر من عقد على تعليقها.
وقد التزمت الحكومة الألمانية بقيادة المستشار فريدريش ميرتس بالسعي إلى خدمة عسكرية تطوعية في إطار اتفاقها الائتلافي.