أفلام غزو العراق تدعو الشعوب لرفض ضرب سوريا - بوابة الشروق
الإثنين 29 أبريل 2024 12:24 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

أفلام غزو العراق تدعو الشعوب لرفض ضرب سوريا

فيلم «خزانة الألم» تكاد كمتفرج تشم رائحة البارود وتلسع جلدك حرارة الإنفجارات
فيلم «خزانة الألم» تكاد كمتفرج تشم رائحة البارود وتلسع جلدك حرارة الإنفجارات
كتب - خالد محمود
نشر في: السبت 7 سبتمبر 2013 - 2:52 م | آخر تحديث: السبت 7 سبتمبر 2013 - 2:52 م

هل أثرت الأعمال السينمائية العالمية التى تناولت الغزو الأمريكى للعراق بقصصه المأساوية وفضائحه والخداع الذى مارسته أمريكا، على بعض الشعوب فأعلنت رفضها توجيه ضربة عسكرية لسوريا؟.. الإجابة من وجهة نظرى «نعم».

بالتأكيد للقوى العظمى، الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها، نفوذها وأهدافها التى لا يستطيع أن يثنيها عنها أحد، حتى ولو كانت النتيجة مذابح بشرية، ولنا فى القنبلة النووية على هيروشيما، وحرب فيتنام وغزو العراق عبرة ومثل، وبالتأكيد أيضا أننا ضد ديكتاتورية الحكام الذين يقهرون شعوبهم بنظم فاشية تصل لإراقة دماء أبناء الوطن وقتلهم.

لكن عندما تتدخل السينما بسحرها وجاذبيتها وبريقها لترصد المخططات الاستعمارية عبر صورتها وتوثيقها لمشاهد وقرارات خبيثة تهدر حقوق الشعوب فى تقرير مصيرها، فإن تلك الأعمال السينمائية بدون شك تقوى الطرف الرافض لهذه المخططات لأن الحرب هنا بلا مبرر حقيقى وتمثل كارثة إنسانية.

فيلم «وادى إيلاه»أظهر الآثر السلبى علي الجنود

اعترف أننى بكيت وأنا أشاهد فيلم «بيرل هاربر» الذى انتهى بإلقاء القنبلة النووية على أهل هيروشيما ونجازاكى، وأيضا فى بعض الأفلام التى رصدت قصصا مأساوية لبشر يدافعون عن أنفسهم وأرضهم فى فيتنام ومنها فيلم «الخيط الأحمر الرفيع». وبالمناسبة كنت أتأثر أيضا بلحظات ندم بعض جنود الغزاة الأمريكيين الذين وجدوا أنفسهم فجأة يقاتلون بشرا مثلهم بلا هدف، وكشفهم بعد العودة لحقائقها وأهوالها المجهولة ليبدأ الشريط السينمائى فى مناقشة جدوى تلك الحروب مثلما شاهدنا فيلم «انقاذ الجندى رايان» للمخرج ستيفن سبيلبيرج، و«رسائل من أبوجيما».

وفى مسألة غزو العراق، فقد طرحت السينما العالمية العديد من الأعمال التى أدانت الغزو، وكشفت للملايين من مشاهديها معلومات مهمة وحقائق ووثائق مصورة من أرض الحدث، وكيف خدعت أمريكا وحلفاؤها العالم بامتلاك العراق أسلحة دمار شامل، وعبرت حتى عن معاناة الجنود الغزاة. وتفجر تلك الأفلام الحقائق بكل تفاصيلها مهما بدت مؤلمة وفاضحة وأجواؤها مروعة.

ويأتى فى مقدمة هذه الأفلام بالطبع الفيلم الأجرأ والأهم فى رصد حقيقة بداية الحرب على العراق «المنطقة الخضراء» بطولة مات ديمون وإخراج البريطانى بول جرينماس، الذى جسد وجهة النظر الرافضة والمنتقدة لحرب العراق، وهو مستوحى من كتاب للصحفى الأمريكى راجيف شاندرا بعنوان «حياة إمبريالية مدينة الزمرد».

وأوحى الفيلم بأن الاستخبارات الأمريكية هى المسئولة الأولى والأخيرة عن المعلومات المضللة عن أسلحة الدمار الشامل، والتى بناء عليها تم اتخاذ قرار الحرب مظهر صراع بينها وبين الـ«سى إى إيه» دون الإشارة إلى ضلوع مؤسسة الرئاسة الأمريكية نفسها فى تلك الحرب، وبما كان يزعمه الرئيس بوش بأنها حرب مقدسة خاضتها أمريكا بأوامر مباشرة من الرب.

ويحسب للفيلم تعاطفه العام مع الشعب العراقى وانتقاده المباشر للحرب من خلال شخصية الضابط الأمريكى ميللر«مات ديمون» المكلف بالبحث عن أسلحة الدمار الشامل المذعومة، والذى ظل يتساءل عن جدوى وجود القوات الأمريكية بالعراق بالرغم من عدم وجود تلك الأسلحة دون أن يجيبه أحد.

فيلم «المنطقة الخضراء»اجرأ فيلم كشف أكذوبة أسلحة الدمار الشامل

كما أشار الفيلم إلى الدور المضلل الذى لعبته الصحافة الأمريكية خلال الحرب على العراق من خلال الشخصية الصحفية لورى بجريدة وول ستريت جورنال التى اعتمدت فى تقاريرها الصحفية التى كتبتها وأكدت فيها وجود أسلحة دمار شامل بالعراق على بعض المسئولين الأمريكيين، ومن بينهم مسئول وحدة الاستخبارات العسكرية بالعراق بندستون دون ان تحقق لمعرفة الحقيقة، فضلا عن إشارة العمل إلى دور الاستخبارات العسكرية فى نشر تقارير صحفية فى عدد من الصحف الدولية لتبرير الحرب على العراق.

القيمة المهمة فى الفيلم أن الضابط الأمريكى روى ميللر بطل القصة فشل فى العثور على الأسلحة فى ثلاثة مواقع بالعراق وفشل فى اقناع رؤسائه بالحقيقة ولكنه ينجح فى توصيلها أخيرا عبر الإعلام.

وهناك أيضا فيلم «خزانة الألم» للمخرجة كاترين بيجلو الفائز بست جوائز أوسكار، والذى فتح جراح حرب العراق من خلال رصد يوميات لمجموعة من الجنود فى فرقة تفكيك القنابل والمفخخات بالعراق مركزا على المخاطر والتهديد الذى يتعرض له الجنود فى حرب بلا تداعيات أو أسباب لشرعية قيامها.

وتكاد كمتفرج تشم رائحة البارود التى تملأ الأجواء وتلسع جلدك حرارة الانفجارات وتثير أعصابك حالة التوتر التى لا تنتهى طوال الفيلم، وقد أبدى تعاطفا مع آلام الجنود الأمريكيين الذين يقومون بتأدية واجبهم فى أرض المعركة بإخلاص.. لا يميز الجنود بين المواطن البرئ والمقاوم الذى يرتدى نفس الملابس وله نفس الملامح.

وهناك الفيلم الإنسانى «وادى ايلاه» للمخرج بول هاجيس والذى حمل رسالة استغاثة واضحة بإظهاره أثر الحرب البغيض على شباب الجنود، حيث حكى الفيلم عن جريمة قتل جندى شاب عائد من العراق، ومحاولة والديه البحث عن الجانى، وتتركز الأحداث على البحث الجنائى الذى يقوم به والد مجند شاب أعلن أنه هرب من وحدته العسكرية إلى أن يجده جثة هامدة ومشوهة.

والد القتيل ضابط عسكرى متقاعد جسده الممثل توم لى جونز يبذل قصارى جهده للوصول إلى قاتل ابنه، وتظهر التحقيقات مسئولية مجموعة من زملاء الجندى عن قتله، ليبين الفيلم الأثر السلبى للحرب على الجنود وتحول بعضهم إلى شخصيات عادية قاسية تدمن التعذيب والتشويه، ونرى العلم الأمريكى المقلوب رمز الاستغاثة.

وأيضا فيلم الرسول أو «Messenger The » وهو ملحمة إنسانية حول مهمة ضابط مكلف بإبلاغ العائلات بمقتل ابنائهم الجنود.

وفيلم «اعتقال سرى» إخراج برايان دى بالما وتناول حادثة جنود أمريكيين يغتصبون فتاة عراقية وما خلفه ذلك من كراهية لدى العراقيين ضد الأمريكان.

والفيلم الذى ينتمى للكوميديا السوداء «الرجال الذين يحدقون فى الماعز» المأخوذ عن رواية للمؤلف جون رونسون، وموضوع الفيلم الساخر الذى أخرجه جرانت هاسلوف يتناول استخدام مجموعة من العسكريين الأمريكيين سلاح السحر والقوى الخارقة، حيث نجد وحدة عسكرية أمريكية تتدرب لاستخدام القوى الخارقة لهزيمة الأعداء بعضها يتدرب على المرور من خلال الحائط، والآخر على التلاعب بقتل الشخص أمامه وبعضها يتدرب على قتل الماعز بالنظر إليها والتأثير فيها حتى يتوقف قلبها، الفكرة التى تبدو كوميدية أشارت إلى ان تلك الفرقة العسكرية كانت موجودة بالفعل داخل الجيش الأمريكى والفيلم ضم عديدا من النجوم كجورج كلونى، ايوان ماكجروجر وكيفن سباسى.

ومن الأفلام التسجيلية الوثائقية «بغداد» و«ثانوية بغداد» وهما يوضحان ما يفعله جنود المارينز ضد العراقيين وصولا لفيلم «اشلاء العراق».

كانت عيون هوليوود تحاول أن ترصد وتناقش اثر مثل تلك الحرب النفسية على جنودها وعلى المجتمع الأمريكى عامة، وكتب العديد من السيناريوهات عن ضحاياها وأهوالها وكأنها مسلسل طويل لم تنته حلقاته إلى الآن، ورغم أن المشاهد تابع تلك الحرب على الفضائيات صوتا وصورة، إلا أن السينما طرحت فى غضون سبع سنوات فقط أكثر من 31 فيلما روائيا طويلا مؤثرا عن غزو أمريكا للعراق، بجانب نحو 150 فيلما تسجيليا ووثائقيا وقصيرا معظمها يرفض الحرب بكل صورها، وقليل منها حاول تبريرها وتلمس الأعذار للساسة الذين اتخذوا قرار الحرب وبعضها كان مجاملة لبوش.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك