«لم نكن نعلم أن للعصافير صوتا».. ضعاف سمع يروون لـ«الشروق» تجاربهم مع «السماعات» - بوابة الشروق
الجمعة 26 أبريل 2024 3:34 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

«لم نكن نعلم أن للعصافير صوتا».. ضعاف سمع يروون لـ«الشروق» تجاربهم مع «السماعات»

محمد عثمان ومعاذ ماضي
محمد عثمان ومعاذ ماضي
عبدالله قدري
نشر في: الجمعة 8 نوفمبر 2019 - 10:09 م | آخر تحديث: الجمعة 8 نوفمبر 2019 - 10:10 م

لأكثر من 30 عاما حرُم معاذ ماضى من سماع زقزقة العصافير لإصابته بضعف السمع منذ طفولته، كان عمره عاما واحدا حين اكتشف والده إعاقته، كرس الأب جهوده لمساعدة ابنه فى اقتناء سماعة طبية تساعده على السمع، لم تحقق السماعات آمال معاذ بسبب محدودية التقدم التكنولوجى الطبى لسماعات الأذن آنذاك، إذ ظل يعانى من مشاكل ضعف السمع حتى توصل إلى استخدام السماعات الحديثة منذ سنوات.

يقول معاذ الشاب الثلاثينى لـ«الشروق»: «مع استخدام السماعات الحديثة اللى حلت مشاكل ضعاف السمع، أصبحت أتكلم فى التليفون الأرضى أو المحمول بكل سهولة، أتفرج وأسمع التلفزيون أو مقاطع الفيديو على اليوتيوب من غير ما احتاج ترجمة مكتوبة، أتكلم مع أى حد فى المطعم أو فى السيارة أو فى وسط دوشة، الأكثر من ذلك، بعد ما لبست السماعات اكتشفت أن المطر ليه صوت وقت نزوله، صوت جميل أوى، ولما اتفرج على منظر النافورة اكتشفت أن سقوط الماء له صوت أيضا».

لم يدرك معاذ طبيعة الأصوات إلا بعد اقتناء سماعات طبية حديثة، خالطته مشاعر جديدة وغريبة لم يعتاد عليها، دفعته هذه المشاعر وتجاربه فى اختيار سماعة حديثة، إلى تبنى مبادرة تفيد ضعاف السمع فى مصر، من خلال إنشاء صفحة على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك تقدم نصائح لضعاف السمع فى معايير اختيار السماعات الحديثة «قررتُ البدء بأول سلسلة فيديوهات قصيرة ومهمة ومبسطة لشرح العشر أولويات اللى لازم تأخذها فى اعتبارك لما تيجى تختار سماعتك أو سماعة طفلك».

معاناة ضعاف السمع فى مصر كبيرة، كما يقول معاذ، تبدأ من ارتفاع أسعار السماعات الطبية بضعف سعرها الطبيعى، إضافة إلى أن تلك السماعات رديئة لا تحتوى على وظائف لتحسين السمع، وهى المعاناة التى مر بها معاذ قبل الوصول إلى سماعات حديثة»، تبدأ أسعار السماعات الرديئة المغالى فيها السماعة بـ 10 الاف جنيه، والسماعات المتميزة تصل إلى 45 ألف جنيه، والسعر الطبيعى مفترض أن يكون بنصف ثمن السعر الحالى».

وتُعَرف منظمة الصحة العالمية «الصم» بأنه قدرة قليلة جدا على السمع أو لا سمع على الإطلاق، ويمكن لهؤلاء أن يستفيدوا من من استخدام المعينات السمعية وعملية زرع القوقعة لتحسين حاسة السمع عندهم.

من هؤلاء، محمد عثمان مهندس ديكور مصرى، اكتشف إصابته بضعف السمع وعمره سبع سنوات بعد عملية جراحية قام بها، يقول لـ«الشروق» أول صوت سمعته بدرجة نقاء عالية من خلال السمعات الطبية حديثة بعد 23 سنة».

مثل معاذ، كان عثمان يستخدم السماعات الطبية القديمة التى لم تحقق له النتائج المطلوبة، لكن مع استخدام السماعات الحديثة أدرك عثمان أخيرا كيف يكون صوت الهواء، والماء، وحركة القدم أثناء السير «لما غيرت السماعة الطبية بسماعة حديثة متطورة كان فرق غير عادى، الإحساس بالفرحة والدموع كان فى وقت واحد، لم أتوقع أن نقاء الصوت يفرق جدا فى التواصل مع الناس»، يقول عثمان.

التواصل مع الناس دائما ما يضع المصابين بضعف السمع فى مواقف محرجة، إذ يؤدى ذلك إلى اعتزال الحياة اليومية، حيث يثير ضعف السمع شعورا بالوحدة والعزلة والإحباط، لا سيما بين كبار السن ممن يعانون من فقدان السمع، حسب منظمة الصحة العالمية.

عن هذا يقول محمد عثمان «أحيانا كنا بنوصل لمرحلة البعد عن اللمة الكبيرة لتجنب الإحراج فى عدم سمع الكلام بكامل، وأحيانا أخرى نبقى فى وسط الناس فى خروجة وبنضحك على موقف أو حكاية وفى الأساس مش فاهمين الكلام بس المهم محدش يعرف».

منغصات كثيرة يعانى منها ضعاف السمع كما يقول عثمان «ارتفاع أسعار السماعات الحديثة لتصل إلى 40 ألف جنيه، إضافة إلى استغلال بعض الأطباء الذين حولوا الأمر إلى بيزنس وتجارة»، إذ تشير تقديرات المنظمة العالمية إلى أن الانتاج العالمى لمعينات السمع يلبى فقط أقل من 10% من الاحتياجات العالمية، وأقل من 3% من احتياجات البلدان النامية.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك