توصل فريق من الباحثين الأمريكيين إلى أن استغلال الأشعة المقطعية قد يساعد بصورة مباشرة في قياس فعالية العقاقير المستخدمة في علاج التهاب السحايا السلبي، فالأطباء عادة ما يستخدمون عقار «ريفامبين» لعلاج المرضى الذين يعانون من مرض السل، والتهاب السحايا السلبي، ولكن في كثير من الأحيان لا يصل الدواء إلى هدفه المنشود.
فقد أظهرت التقارير الطبية الصادرة عن جامعة «جون هوبكنز» في الولايات المتحدة -ونشرت في دورية «Science Translational Medicine»- وصول كميات قليلة من الدواء إلى بكتيريا السل في المخ، عندما يصيب التهاب السحايا الدماغ.
وقال الدكتور «سانجاي جين»، أستاذ طب الأطفال والأشعة والصحة الدولية في جامعة «جون هوبكنز»: «لم يكن من السهل الحصول على معلومات دقيقة حول كيفية استفادة المريض من عقار (ريفامبين)».
وأضاف أنه قد تمكنا من استخدام التكنولوجيا للعثور على تلك المعلومات اللازمة منذ فترة طويلة حول هذا المرض المزعج للغاية، بما أن الأرانب والبشر يتشاركون في أعراض مشابهة لالتهاب السحايا، فقد قام باحثو جامعة «جون هوبكنز»، بإصابة حيوانات المختبر بالمرض، وبعد ذلك، قاموا بحقن الأرانب بعقار «ريفامبين»، واستخدام الأشعة المقطعية لمتابعة فعالية الدواء في كل أرنب لمدة 6 أسابيع.
وبعد أسبوعين فقط من العلاج، قال الباحثون إن معدل وصول عقار «الريفامبين» إلى البكتيريا في مخ الأرانب قد انخفض بشكل كبير من 32 إلى 11%، ثم حاول الفريق البحثي التجربة على البشر، باستخدام التصوير بالأشعة المقطعية «PET» لتعقب «ريفامبين» بين 10 مرضى تلقوا بالفعل العقار من أجل علاج التهاب السحايا، وأكد الباحثون أن معظم نتائج المرضى تشابهت مع النتائج التي تم الحصول عليها من الأبحاث التي أجريت على الأرانب، حيث لم يصل سوى 5% من العقار إلى مخ المرضى.
وشدد الباحثون على أهمية الاستعانة بالأشعة المقطعية في التأكد من وصول الجرعات اللازمة للعقار إلى خلايا المخ.