الجمال في اللغة والمتعة في الجحيم.. فلسفة كراسناهوركاي في الكتابة كخلاص إنساني - بوابة الشروق
الأحد 12 أكتوبر 2025 4:13 م القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

برأيك.. هل تنجح خطة الـ21 بندًا لترامب في إنهاء حرب غزة؟

الجمال في اللغة والمتعة في الجحيم.. فلسفة كراسناهوركاي في الكتابة كخلاص إنساني

شيماء شناوي
نشر في: الخميس 9 أكتوبر 2025 - 6:01 م | آخر تحديث: الخميس 9 أكتوبر 2025 - 6:01 م

أثار فوز الكاتب المجري لاسلو كراسناهوركاي بجائزة نوبل للأدب لعام 2025 اهتمام الأوساط الثقافية العالمية، بوصفه امتدادًا للتقليد الأدبي الأوروبي العميق الذي يمزج بين الغرائبية والتأمل الفلسفي. ورغم أنه لم يدلِ بتصريحات جديدة عقب إعلان الجائزة، فإن حواراته السابقة مع صحف ومجلات مرموقة مثل The Guardian وThe Yale Review تكشف ملامح رؤيته الفكرية والأدبية.

في تصريح نقله موقع The Guardian، قال كراسناهوركاي:

“Letters; then from letters, words; then from these words, some short sentences; then more sentences that are longer … Beauty in language. Fun in hell.” "من الحروف تولد الكلمات، ومن الكلمات جمل قصيرة، ثم جمل أطول… الجمال في اللغة، والمتعة في الجحيم."


هذه العبارة تبدو وكأنها تعريف شخصي لفلسفته في الكتابة؛ فهو يرى أن جوهر الجمال يكمن في اللغة ذاتها، لا في الحدث أو الحبكة، وهو ما ينسجم مع بيان الأكاديمية السويدية التي منحته الجائزة تقديرًا لـ«منجزه المقنع والمتبصر الذي يؤكد من جديد قوة الفن في خضم الإرهاب المروّع».

وفي حديثه مع The Yale Review، قال كراسناهوركاي واصفًا رؤيته للجمال:

“Beauty is a construction, a complex creation of hope and higher order.” "الجمال بناءٌ معقد من الأمل والنظام الأعلى."

 


بهذه النظرة، يتحول الأدب عنده إلى شكل من أشكال المقاومة الفكرية ضد الفوضى والعنف، ومحاولة لإعادة إحياء المعنى في عالم يوشك على الانهيار.

أما عن علاقته بالقارئ، فقد قال في مقابلة أخرى مع The Guardian:

“If there are readers who haven’t read my books, I’d advise them to go out, sit down somewhere, just remaining in silence… They will eventually meet someone who has already read my books.” "إن لم تكن قد قرأت كتبي، فاذهب واجلس في صمت… ستلتقي يومًا بمن قرأها."

 


جملة تختزل إيمانه بأن الأدب ليس صخبًا أو شهرة، بل فعل تواصلي صامت بين من يفهمون عمق الكلمة.

بهذه الكلمات، يرسخ كراسناهوركاي صورته ككاتب يرى في الكتابة محاولة لإنقاذ ما تبقى من الجمال وسط الفوضى، ليس لمقاومتها فقط، بل لتأملها بروح شاعر وفيلسوف يؤمن بأن الخلاص يبدأ من اللغة.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك