المشاريع والإرث: قدمنا أفضل رد على المنتقدين لمونديال قطر - بوابة الشروق
السبت 20 أبريل 2024 10:37 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

المشاريع والإرث: قدمنا أفضل رد على المنتقدين لمونديال قطر

د ب أ
نشر في: الجمعة 9 ديسمبر 2022 - 9:55 ص | آخر تحديث: الجمعة 9 ديسمبر 2022 - 9:55 ص

نجحت قطر خلال أيام في استعراض ثمرة تخطيط وعمل وجهد هائل على مدار أكثر من 12 عاما عبر الاستضافة الناجحة والمبهرة لبطولة كأس العالم 2022 لكرة القدم المقامة حاليا، وجاء الدور لتسليط الضوء على أبرز محاور التحضير للبطولة وكذلك النتائج التي تحققت حتى الآن على أرض الواقع، وهو ما تحدث عنه المهندس ياسر الجمال المدير العام للجنة العليا للمشاريع والإرث.

وفي مقابلة خاصة لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)، تحدث المهندس ياسر الجمال في البداية عن المشروعات الكبرى التي تهدف لخدمة البلاد وكيف لعب المونديال دورا بارزا في التسريع من وتيرتها وإنجازها في الوقت المناسب.

وقال الجمال :"بالتأكيد كان هذا ضمن رؤية استضافة قطر لبطولة كأس العالم، فمنذ أن حصلنا على حق الاستضافة في 2010، كان الهدف الرئيسي تسريع وتيرة العمل في المشروعات الإنشائية، سواء كانت شبكة الطرق التي انتقلت من حوالي 100 كيلومترا إلى 600 كيلومترا في 2022، بالإضافة إلى شبكة المترو، حيث تم الانتهاء من المشروع بالكامل في 2019، ومطار حمد الدولي، بالإضافة إلى البنية التحتية المتعلقة بالمونديال الخاصة بالاستادات وملاعب التدريب."

وأضاف :"تم إنجازها كلها قبل عام من بطولة كأس العالم، وتم تجربة هذه المنشآت بشكل كامل خلال البطولات والفعاليات السابقة، كأس العالم ساهمت بشكل كبير في إنجاز هذه المشروعات في الوقت المناسب وبالجودة المطلوبة، وستبقى إرثا فيما بعد لدولة قطر والمواطنين والمقيمين فيها."

وكشفت إحصائيات اللجنة العليا للمشاريع والإرث عن أن العدد التراكمي لركاب المترو بلغ ما يقرب من 11 مليون راكب بينما بلغ العدد التراكمي لركاب الترام نحو نصف مليون راكب، والعدد التراكمي لركاب الحافلات 8ر3 مليون راكب.

بينما سجلت شركة "كروة تاكسي" لسيارات الأجرة ما يقرب من 200 ألف رحلة وسجلت شركتي "أوبر" و"كريم" 400 ألف رحلة و30 ألف رحلة، على الترتيب.

وعن تفكيك استاد 974 بالكامل وتفكيك أجزاء من مدرجات استادات أخرى وتقديمها كمساهمة لبناء استادات في دول نامية بعد نهاية المونديال، قال الجمال :"تم تصميم الملاعب كي تتجاوب مع هذا الطرح فيما بعد، نحن في انتظار الانتهاء من البطولة، وسنرى الدول التي تحتاج إلى مثل هذه المنشآت بالتنسيق مع الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) بحيث يكون الدعم مشترك بين دولة قطر والاتحاد الدولي، وحتى الآن لم يتم حسم الأمر فيما يتعلق بالدول أو المنطقة التي سيتم توزيع تلك المقاعد بها."

وعن استاد 974، أوضح :"هو يحتوي على 40 ألف مقعد ومن الممكن توزيعها على أكثر من دولة بأكثر من شكل أو طريقة، حتى الآن لم يتم الاتفاق على آلية توزيع مقاعد استاد 974."

وعن استادات المونديال بشكل عام، علق قائلا :"هناك بطولة قادمة لدولة قطر وهي كأس آسيا 2023، وسيتم استخدام هذه المنشآت الرياضية في هذه البطولة وسيتم تحديد المنشآت خلال الأشهر القادمة."

وعن بطولة كأس آسيا 2023 المقررة في يونيو ويوليو المقبلين، وما إذا كان هناك أي طرح أو فكرة لتغيير موعد البطولة، في ظل الإشادة على نطاق واسع بالأحوال الجوية في قطر خلال الفترة الحالية التي تشهد إقامة المونديال، قال الجمال :"طبعا القرار هو للاتحاد الآسيوي لكرة القدم بتحديد الموعد."

وأضاف :"لكننا في دولة قطر، كما شاهد الجميع، جميع منشآتنا الرياضية مكيفة وفيها تقنية التبريد الفريدة من نوعها، فإذا كان التنظيم في شهري يونيو ويوليو، سنكون جاهزين، ولو أقيمت في أي وقت آخر بناء على قرار الاتحاد الآسيوي، سنكون جاهزين أيضا."

وتحدث ياسر الجمال أيضا عن الاستعدادات التي أجريت لاستقبال المشجعين والتعامل مع توافد الأعداد الهائلة من الجماهير خاصة الجماهير المغربية التي ينتظر توافدها بشكل أكبر مع ترقب مباراة دور الثمانية أمام البرتغال المقررة مساء السبت.

وقال الجمال :"المرحلة الأولى من البطولة، وهي دور المجموعات، شهدت إقبالا وحضورا جماهيريا كبيرا من الخارج، كما كان متوقعا، تجاوزنا ما بين 600 و700 ألف مشجع من الخارج خلال دور المجموعات."

وأضاف :"ما زالت الأعداد في تزايد والحضور الجماهيري كبير، مثل ما رأيتم الإحصائيات والأرقام التي ظهرت خلال منافسات دور الستة عشر، قد جرى تسجيل أكثر من مليوني و860 ألف مشجع حضروا المباريات بشكل كامل، وهو ما يشكل نسبة قياسية تصل إلى 96 % من سعة الملاعب."

وتجدر الإشارة إلى أن العدد الأكبر من الجماهير التي حضرت المونديال حتى دور الستة عشر، من السعودية والهند والولايات المتحدة الأمريكية والمكسيك، حسب إحصائيات اللجنة العليا للمشاريع والإرث.

وتابع :"استاد لوسيل شهد حضورا جماهيريا هو أكبر حضور جماهيري في ملعب واحد في بطولات كأس العالم، منذ نسخة أمريكا 1994 ، حيث شهد حضور أكثر من 88 ألفا و900 مشجع في مباراة واحدة (مباراة الأرجنتين أمام المكسيك)."

وأضاف :"كما وعدت الدولة، كنا على كامل الاستعداد لاستقبال الأعداد الكبيرة اللي جاءت في فترة دور المجموعات، وفيما يتبقى من مباريات في دور الثمانية والدور قبل النهائي وبعدها، نتوقع حضور جماهير تعشق كرة القدم وجماهير تأتي لمؤازرة منتخباتها."

وعن الجماهير المغربية، قال الجمال :"بالنسبة للجماهير المغربية، بالطبع نحن سعداء بالإنجاز التاريخي الذي تحقق على أرض دولة قطر عندما اصبح المنتخب المغربي أول فريق عربي يصل لدور الثمانية في المونديال."

وأضاف :"حضرت عدد من الطائرات قبل المباراة السابقة للمنتخب المغربي، مع إسبانيا، ونتوقع حضور المزيد في الفترة المقبلة، مطار الدوحة الدولي قادر على استيعاب كافة الطائرات الخاصة، بالإضافة إلى وجود وسائل النقل التي حققت نجاحا، سواء المترو أو الحافلات، وذلك لنقل الجماهير إلى ملعب الثمامة الذي ستقام عليه المباراة يوم السبت."

وحول التسهيلات المتعلقة بدخول الجماهير التي تأتي إلى قطر ليوم واحد لمؤازرة منتخب بلادها، قال الجمال :"نفس ما كان للجماهير التي حضرت في مباراة إسبانيا، حيث حضرت الجماهير حينها في نفس اليوم، وصلت في الصباح الباكر وتم نقلها إلى المناطق الترفيهية وأماكن الفعاليات في قطر، ومنها سوق واقف ومشيرب، حتى وقت المباراة، وقبيل المباراة، تم نقلهم إلى ملعب المدينة التعليمية لحضور المباراة، وبعد نهاية المباراة تم نقلهم للمطار، فعملية النقل والتسهيلات موجودة والتنسيق موجود بيننا وبين الاتحاد المغربي بهذا الشأن."

وجدير بالذكر إلى أنه يشترط على المشجعين حمل بطاقة "هيا"، التي تعد بمثابة تأشيرة الدخول للجماهير، وقد أعلنت اللجنة العليا أنه تم استقبال ما يزيد على مليوني طلب للحصول على بطاقة "هيا" منهم ما يزيد على 934 ألف طلب دولي.

وعن مبيعات تذاكر مباريات المونديال، قال ياسر الجمال :"سجلت مبيعات التذاكر أرقاما قياسية كما ذكر الاتحاد الدولي، منذ شهر (كانون الثاني) يناير، عندما تم طرح أولى دفعات التذاكر عبر منصة الفيفا، شهدت إقبالا فاق التوقعات، حيث جرى تسجيل 21 مليون طلب للتذاكر والمبيعات تجاوزت ثلاثة ملايين تذكرة، وحتى الآن نشهد الحضور الجماهيري غير المسبوق في بطولات كأس العالم."

وأضاف :"كذلك تحقق المشاهدات التليفزيونية أرقام هائلة، حيث أن أكثر من ملياري شخص حتى الآن، مع نهاية دور الستة عشر، شاهدوا بطولة كأس العالم 2022 في قطر، ونتوقع تزايدا في الرقم خلال الأدوار المقبلة."

وكانت مباراة أمريكا وإنجلترا قد سجلت رقما كأكثر مباراة كرة قدم مشاهدة على الشاشات الأمريكية، كما أشارت بيانات أولية إلى أن مونديال قطر تجاوز أعداد المشاهدات التليفزيونية لنسخة 2018 في العديد من البلدان الأوروبية واللاتينية.

وتحدث الجمال عن مشاركة المنتخبات العربية، قائلا :"أعتقد أن البطولة أظهرت تطور الكرة العربية بشكل كبير، المنتخب السعودي بتغلبه على المنتخب الأرجنتيني في أول مباراة، قدم عرضا استثنائيا، كنا نتمنى أن يصل إلى أبعد من ذلك، لكن أعتقد أن الفوز على المنتخب الأرجنتيني سيظل تاريخيا بالنسبة للكرة السعودية."

وأضاف :"المنتخب التونسي أبلى بلاء حسنا وتفوق على المنتخب الفرنسي بطل النسخة الماضية من كأس العالم، لكن الحظ لم يسعفه في الوصول للدور الثاني، وبالطبع المنتخب المغربي، قلوبنا معه ليصل إلى أبعد من ذلك وأعتقد أنه لديه فرصة جيدة لذلك، والمنتخب القطري أدى المطلوب منه، كنا نتوقع أكثر من ذلك لكن الحمدلله على كل حال."

وعن تأثر ضيوف قطر خلال المونديال بالثقافة القطرية المستمدة من الدين الإسلامي، قال الجمال :"كان هدفنا من استضافة بطولة كاس العالم منذ البداية هو نقل الثقافة العربية والقطرية إلى الخارج، وأن يكون هناك شيء من التنوع في الثقافات بين الجماهير القادمة، وهذا ما لمسناه بشكل كبير ولمسه الجمهور من خلال ما رأيناه بوسائل التواصل الاجتماعي وتأثرهم بالملابس العربية والأكلات العربية."

وأضاف :"كذلك رأي الضيوف كرم الضيافة القطري بشكل ملحوظ خلال وصولهم إلى الملاعب أو خلال تواجدهم في الفعاليات المختلفة، أعتقد أن هذا هو الهدف الرئيسي، وهو تغيير نظرة الغرب للثقافة العربية والإسلامية بشكل خاص."

وتابع :"أعتقد أننا نجحنا بشكل كبير وملحوظ في تغيير هذه النظرة، حيث أن الكثير من الإشادات جاءت من الغرب، من حيث جاءت الانتقادات بشكل كبير في وقت سابق، لقد جاءوا على أرض الواقع ورأوا كيف هو التنظيم في دولة قطر وكيف هو الترحيب بجميع الناس."

وأضاف :"مثل ما ذكرنا، الكل مرحب به في دولة قطر، من جميع الجنسيات، فأعتقد أن التجربة كانت فريدة للكل، والكثير من الضيوف أبدوا رغبتهم في العودة مرة أخرى إلى قطر بعد كأس العالم."

وعن استمرار البعض في الانتقادات رغم ما قدمه كأس العالم 2022 من إبهار للجميع، قال الجمال :"منذ أن نلنا شرف الاستضافة والانتقادات لم تتوقف، بل كانت في تصاعد مستمر، لكن أعتقد أننا بما قدمناه على أرض الواقع وبالتنظيم الرائع الذي تم بالكوادر الموجودة في دولة قطر، قدما أفضل رد على جميع المنتقدين، وبشكل عام، نحن نسمع أي انتقاد ونطور من أنفسنا للوصول إلى أعلى مستوى، الانتقادات لن تتوقف ولكن الرد الأفضل يكون على أرض الواقع."

وعن خطط الاستفادة من الكوادر القطرية بعد نهاية المونديال، قال :"أكثر شيء يشعرنا بالفخر أن تنظيم بطولة كأس العالم تم بالاعتماد على كوادر شابة، كوادر من الشباب القطريين والفتيات القطريات، بدأوا في المشروع منذ عام 2010 إلى اليوم."

وأضاف :"الاستمرارية في العمل واستمرارية هؤلاء الأشخاص، ساهمت بشكل كبير في إنجاح هذه البطولة، طبعا الكوادر ضمت مواطنين ومقيمين وتم الاستعانة أيضا بكوادر من الخارج وخبرات خارجية، لم نستغن عن ذلك لأن هناك الكثير من الخبرات في تنظيم مثل هذه البطولات."

وتابع :"أجزم بأنه بعد كأس العالم، هناك كفاءات قطرية سيتم الاستفادة منها في تنظيم بطولات وفعاليات على مستوى عالمي، لأنه أمر رائع كونك نجحت في تنظيم بطولة بهذا الحجم، حيث تعتبر أكبر بطولة في العالم، في بلد بحجم جغرافي صغير."

وأوضح :"كانت أربع مباريات تقام في اليوم (خلال دور المجموعات)، الفيفا لم يفعل شيئا كهذا من قبل، أربع مباريات في اليوم في نطاق جغرافي محدد، يتم نقل أكثر من 200 ألف أو 300 ألف مشجع من وإلى الاستادات، وهو يعد إنجازا كبيرا، يعود الفضل فيه إلى الله سبحانه وتعالى ثم الكوادر القطرية."

وعن الفعاليات الرياضية القادمة في قطر، حول ما إذا كانت تطمح في استضافة الأولمبياد مستقبلا، قال الجمال :"طموح قطر لن يتوقف عند بطولة كأس العالم، هناك الكثير من البطولات القادمة، أمامنا كآس آسيا 2023 وآسياد 2030، دائما فكرة الأولمبياد تكون موجودة ومطروحة على الطاولة، وأعتقد النسخة المقبلة (التي لم يجر اختيار الدولة المستضيفة لها) هي 2036، ولا يزال هناك وقت كاف للتفكير والتخطيط لذلك."

وعن حجم الاستفادة المتوقع بعد نهاية المونديال، قال الجمال :"بعد انتهاء البطولة يمكن أن نقيم العائد المادي، هناك عائد مباشر وعائد غير مباشر من استضافة قطر لكأس العالم."

وأوضح :"العائد غير المباشر هو ما نراه الآن على أرض الواقع، من خلال تغيير الفكر النمطي عن الثقافة العربية والثقافة الإسلامية، هذا الشيء لمسناه بشكل كبير في الأيام السابقة، وبالتالي التأثير غير المباشر موجود بالفعل... أما العائدات الاقتصادية المباشرة، سيتم النظر فيها بعد البطولة من خلال العائدات على الفنادق والقطاع السياحي والقطاع التجاري والمتاجر والفعاليات، ولكن النتائج مبشرة."

وعن الخطوات المقبلة للجنة العليا للمشاريع والإرث، قال الجمال :"حتى الآن لم ننته، فهناك الكثير من العمل يجب أن ينتهي أولا خلال الأيام العشرة المقبلة، وبعدها يكون أمامنا إغلاق الملفات الخاصة بالأعمال المختلفة، وبعدها لكل حادث حديث."

ولدى سؤال الجمال عن إبداء اللاعبين أرائهم على أرض الملعب، وبالتحديد قيام لاعبي المنتخب الألماني بتغطية أفواههم بأياديهم اليمنى لدى التقاط الصور قبل مباراتهم الافتتاحية أمام اليابان في احتجاج واضح ضد قرار الفيفا بحظر ارتداء الشارة متعددة الألوان التي تحمل شعار "حب واحد"، قال الجمال :"الأفضل أن يكون التركيز في البطولة على الكرة وعلى الأداء في الملعب."

وأضاف :"أفضل شيء ترك الموضوعات الثانوية والأشياء غير المرتبطة بكرة القدم خارج الملعب، لأن الكل يستمتع في بطولة كأس العالم وبالأداء والفعاليات، أعتقد أن ترك مثل هذه الأمور خارج محيط المستطيل الأخضر هو أفضل من التركيز عليها."



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك