سنترال رمسيس ومجمع التحرير.. أبطال في سرديات وحيد حامد السينمائية - بوابة الشروق
السبت 12 يوليه 2025 6:34 م القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

ما هي توقعاتك لمصير وسام أبو علي في المرحلة المقبلة؟

سنترال رمسيس ومجمع التحرير.. أبطال في سرديات وحيد حامد السينمائية

الشيماء أحمد فاروق
نشر في: الخميس 10 يوليه 2025 - 11:52 ص | آخر تحديث: الخميس 10 يوليه 2025 - 11:54 ص

هناك أعمال درامية لا يكون فيها الأبطال أشخاصًا فقط، بل تشترك عناصر أخرى كجزء رئيسي من الحدث، وغيابها يُحدث خللًا كبيرًا في البناء السردي للعمل الفني. ومن الأمثلة البارزة على هذا التأثير مجمع التحرير وسنترال رمسيس في أفلام "الإرهاب والكباب" و"اللعب مع الكبار"، تأليف وحيد حامد وإخراج شريف عرفة.

يُعد كل من مجمع التحرير وسنترال رمسيس من معالم وسط القاهرة، وهي منشآت ترتبط ذهنيًا في وعي المواطن بالأداء الحكومي والموظفين. لذلك وظف الكاتب وحيد حامد كلًا منهما في سياق درامي يتماشى مع الصورة الذهنية لكل مَعلم، وجعلهما أبطالًا لا يمكن تخيّل استكمال الأحداث بدونهما.

يقول علي أبو شادي في كتابه سحر السينما: "في الأفلام الجيدة لا تكون المناظر/الأماكن مجرد ستارة خلفية للحدث، بل امتدادًا للموضوع والشخصيات، وهي توصل المعلومات شأنها شأن العناصر الأخرى، وتومئ بأفكار رمزية، ويمكن أن تكون واقعية أو تعبيرية حسبما يتطلب العمل الفني". واختار وحيد حامد الأماكن الواقعية في كلا فيلميه لتكون جزءًا مكملًا وأساسيًا للأحداث.

سنترال رمسيس

إنه المكان المجهول في بداية الفيلم، والمعلوم في نهايته، حيث تستقر أحلام البطل وصديقه، وتحلق خارجه لكشف الفاسدين في قطاعات مختلفة. وعلى الرغم من أن السنترال كمكان فعلي لا يظهر إلا في اللقطات الأخيرة من فيلم "اللعب مع الكبار"، فإنه حاضر في أغلب الأحداث كمكان غامض يتساءل الجميع عنه، ولا يعرف حقيقته إلا حسن بهلول (عادل إمام) وعلي الزهار (محمود الجندي).

ولأنه جزء من التكوين الأساسي للفيلم، كان لا بد أن يظهر في المشهد الأهم، حيث تُكتشف الحقيقة ويُعرف مصدر الأحلام الغامضة. وقد احتضن المكان صرخة البطل: "أنا هحلم"، وهي صرخة النهاية التي يواجه بها كل الفاسدين المجهولين.

وفقًا لموسوعة "مدينة القاهرة في ألف عام"، شهد عام 1926 افتتاح سنترال العتبة الأوتوماتيكي، بتركيب وحدة من طراز "بي ستروجر"، وفي العام التالي (1927) أُنشئ سنترال القاهرة، المعروف بسنترال رمسيس، بنظام البطارية المشتركة وسعة بلغت ستة آلاف خط. أنشئ المبنى في شارع الملكة نازلي (رمسيس حاليًا)، وبلغ عدد الخطوط حينها 3000 خط، وافتُتحت "دار التليفونات الجديدة" في 25 مايو 1927 بالموقع نفسه، ليُعرف لاحقًا باسم سنترال رمسيس.

مجمع التحرير

في فيلم "الإرهاب والكباب"، كان مجمع التحرير بطلًا رئيسيًا في الأحداث، حيث صُوّر به 90% من مشاهد الفيلم. ففي هذا المجمع الحكومي الضخم، تصبح حياة المواطنين البسطاء أشبه بلعنة داخل دوامة من البيروقراطية والتعنت والإهمال. ويظهر هذا المعنى من أولى مشاهد البطل داخل المجمع، عندما تركز الكاميرا على البطل وهو يدور وسط عدد كبير من المواطنين في حلقة لا تنتهي بحثًا عن الموظف المختص.

ويُعد مجمع التحرير من الأماكن التي لا يمكن الاستغناء عنها في سياق السرد الدرامي لأحداث فيلم "الإرهاب والكباب"، لأن الحدث الرئيسي المرتبط بشخصية البطل مبني بشكل أساسي على معاناة مواطن داخل منظومة البيروقراطية الحكومية، وتجسيد هذه المعاناة عبر أكثر الأماكن ازدحامًا بالموظفين في تلك الحقبة الزمنية.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك