«نوبل» تتعافى من الفضيحة الجنسية.. والمنافسة تستعر بتقديم جائزتين بدلًا من واحدة - بوابة الشروق
الجمعة 19 أبريل 2024 4:03 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

هل استعادت مؤسسة نوبل الثقة في جائزتها؟

«نوبل» تتعافى من الفضيحة الجنسية.. والمنافسة تستعر بتقديم جائزتين بدلًا من واحدة

منى غنيم
نشر في: الخميس 10 أكتوبر 2019 - 9:21 ص | آخر تحديث: الخميس 10 أكتوبر 2019 - 9:21 ص

كيني وألباني وياباني وبولندية وأمريكية قي قائمة المرشحين هذا العام


تتأهب أكاديمية نوبل الخميس، للإعلان عن الفائز بالجائزة في الآداب، وذلك بعد مرور عام على الفضيحة التي هزت عرش الأدب في ستوكهولم وفي العالم كله، حيث تمت إدانة المصور الفوتوغرافي جان كلود أرنو، عضو الأكاديمية الذي يعمل هو وزوجته كاترينا فروستنسون في ملحق ثقافي تابع للأكاديمية يسمى "المنتدى-the forum" بالتحرش والاعتداء الجنسي على ما لا يقل عن 18 سيدة من بينهن الأميرة فيكتوريا ولية عهد السويد.

وقد قررت الأكاديمية تأجيل الجائزة العام المنصرم، لأول مرة في تاريخها منذ 70 عام والإعلان عن جائزتين لعامي 2018 و2019، وتقدر قيمة الجائزة بـ9 مليون كرونا سويدية – أي ما يعادل 740 ألف جنيه إسترليني- تبعًا لصحيفة الجارديان.

وقد تم تأسيس الأكاديمية عام 1786 كراعية للغة والآداب في العاصمة السويدية ستوكهولم، وأوصى ألفرد نوبل في وصيته أن تقوم الأكاديمية بإعطاء الجائزة باسمه كل عام، وقد تم منح أول جائزة عام 1901، وتلقت الأكاديمية العديد من الانتقادات بسبب اختياراتها للفائزين عبر السنوات التي وصفها الناس بالمسيسة والمُضللًة وضيقة الأفق.

ثم أتت الفضيحة العام المنصرم على نحو غير متوقع، حيث قامت صحيفة "داجنز نهتر" السويدية بفضح أرنو بالمستندات حول قيامه بالتحرش والاعتداء الجنسي على عدد من السيدات، وقامت الشرطة بفتح ملف تحقيقات موسع حيث ثبت قيامه باستغلال نفوذه في الأكاديمية للتحرش والاعتداء الجنسي واغتصاب ما لا يقل عن 18 سيدة على مدار عدة سنوات.

وقد تمت إدانة «أرنو»، بالواقعة وحبسه مدة عامين قابلين للزيادة، كما ثبت تورطه في جريمة أخرى؛ وهي تسريب أسماء الفائزين بالجائزة مقابل مبالغ مالية يتحصل عليها من الصحف ومكاتب المراهنات، كما حدث في 2015، حين تم تسريب اسم الكاتبة البلاروسية سفيتلانا أليكسييفيتش التي حصلت على الجائزة بالفعل.

وقد أثار ما حدث موجة من الاستهجان العالمي؛ فقاطعت الصحف ووسائل الإعلام كل الأخبار عن جائزة نوبل للآدب، ووصفت ما حدث بالعار الذي لطخ اسم المؤسسة العتيقة التي أسسها الملك جوستاف الثالث والبالغة من العمر 233 سنة. وجاءت الاستقالات الجماعية بالجملة من أعضاء الأكاديمية الذين يطلقون على أنفسهم «مجموعة الثمانية عشر» حتى أن ملك السويد، كارل جوستاف السادس عشر، تدخل بنفسه لتعديل اللائحة في الأكاديمية حتى يستطيع الأعضاء تقديم استقالاتهم؛ حيث أن طبقًا للقانون السويدي تكون عضوية الأكاديمية مدى الحياة، وقد تبقى بالأكاديمية بعد تقديم الاستقالات 10 أعضاء فقط.

ولقد قدمت الأكاديمية العام الماضي وعودًا للعمل بدأب وجد من أجل إعادة بناء الثقة بها كمؤسسة، عن طريق تغيير نظام اختيار الفائزين بالكامل؛ وضم خمسة خبراء مستقلين للجنة التحكيم في الأكاديمية بنظام الانتداب، بالإضافة إلى عدد من الكتاب المرموقين والنقاد الأدبيين المخضرمين، كما وعدت الأكاديمية أن يكون التعامل "أكثر شفافية" في المستقبل فيما يخص أعضاء الأكاديمية وعلاقتهم بمؤسسة نوبل و ببلاط السويد الحاكم، وأضافت أن "المعلومات بدءًا من الآن سيتم معاملتها بأقصى درجة من السرية"، نقلًا عن صحيفة «النيويورك تايمز».

وتم افتتاح مؤسسة جديدة تدعى "الأكاديمية الجديدة لمنح جائزة الأدب" كبديل مؤقت للأكاديمية حيث قامت العام الماضي بمنح جائزة شرفية للروائية الفرنسية ماريز كوندي كما جاء في صحيفة النيويورك تايمز.

وقد صرّح بيورن ويمان، المحرر الثقافي في جريدة "داجنز نهتر" التي كانت أول من نشر الفضيحة في مداخلة تليفونية العام الماضي، أنه مندهش من قرار الأكاديمة بتأجيل الجائزة، وكان يرى أنه من الأفضل إلغائها كلية لهذا العام، حتى تكون رسالة تذكير دائمة بما حدث. ولقد علّق الكثيرون بفقدهم الثقة في أكاديمية نوبل حيث توافقت تلك التعليقات مع عدة اتهامات تم توجيهها للأكاديمية في الماضي بانحيازها للكتاب الاسكندنافيين المغمورين في الفوز بالجائزة، وتغاضيها المتعمد عن أسماء كبيرة في عالم الأدب كمارك توين وليو تولستوي وجيمس جويس وفيرجينيا وولف وهنريك إبسن وإيمي سيزير، وقد حدث عام 1974 أمر أغرب حيث منحت الأكاديمية جائزة نوبل لاثنين من أعضائها مؤكدة شكوك الجميع في كونها "منظومة سرية" تعمل في الخفاء بلا طريقة لمعرفة ما يدور داخلها بالظبط وأبعد ما يكون عن النخبة الأدبية، ولا ننسى الهجوم الحاد الذي تلقته الأكاديمية ومؤسسة نوبل بأكملها عام 2016 حين تم منح جائزة الأدب للمغني الأمريكي بوب ديلان، وهو ثاني أمريكي يحصد الجائزة بعد الروائي الأمريكي توني ماريسون عام 1993.

وقد حرصت الأكاديمية هذا العام على عودة قوية بعد أن عملت على إصلاح كل أخطاء الماضي كما زعمت، وأعلنت أن اختيارتها من الآن فصاعدًا لن تتمحور حول أوروبا كما كانت تفعل في الماضي، وأنها ستوجه أنظارها إلى الأدب العالمي في جميع بقاع العالم طبقًا لصحيفة الجارديان ، كما أعلنت أنها ستولي النساء اهتمامًا أكبر في عملية الاختيار هذا العام، حيث كانت من الانتقادات الموجهة لها كونها "مؤسسة ذكورية" حيث فاز بجائزة نوبل للأدب 14 كاتبة فقط من أصل 114 كاتب، وقد صرّح أندريس أولسون، سكرتير الأكاديمة السابق "أنه يتعين على لجنة التحكيم توسيع مدركها في عملية الاختيار هذا العام".

ومن بين المرشحين هذا العام الكاتبة البولندية أولجا توكاركوك، والمؤلف الكيني نجوي وا ثيونجو، والكاتب الألباني إسماعيل قادري، والروائية الأمريكية، جويس كارول أوتس، والكاتب الياباني هاروكي موراكامي، والروائية الروسية ليودميلا أوليتسكايا، والكاتبة الكندية مارجريت آتوود.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك