حصن كيفا.. جنة للطبيعة وقلعة تاريخية يبتلعها سد أردوغان - بوابة الشروق
الجمعة 19 أبريل 2024 6:28 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

حصن كيفا.. جنة للطبيعة وقلعة تاريخية يبتلعها سد أردوغان

أدهم السيد
نشر في: السبت 11 يوليه 2020 - 4:38 م | آخر تحديث: السبت 11 يوليه 2020 - 4:38 م

تنفرج التلال الجيرية على ضفاف نهر دجلة، عن أحد أجمل الأماكن في تركيا، فبين المساجد العتيقة تخطف الأنظار حدائق الرمان والتين في كل جانب، بينما تتدلى المقاهي المتزينة بتكعيبات العنب على الجرف باتجاه النهر في مدينة تذكر كهوفها الناظرين بأن الإنسان الحجري مر منذ زمن على تلك المنطقة، بينما تستدعي قلعة للعصور الوسطى للأذهان أيام الحضارة الرومانية، ويبقى أحد الجسور شاهدا على عصر ذهبي لمدينة كانت على طريق الحرير التجاري ولكن كل ذلك زال منذ أسابيع تحت وطأة امتلاء سد "أيلس" الذي سيجلب لحكومة أردوغان المكاسب السياسية والاقتصادية معا.

وبحسب صحيفة "نيويورك تايمز"، خرج أردوغان في مايو الماضي بلقاء على فيديو لينك، محتفلا بإنهاء العمل السد، الذي يهدف إلى تنمية جنوب شرق تركيا في خطة للقضاء على تواجد التمرد الكردي والاكتفاء الذاتي من الطاقة المائية دون حاجة لاستيراد الفحم والغاز لتوليد الكهرباء.

وتقول زينب أهونباي، مديرة المجلس العالمي للحفاظ علي النصب التذكارية الأثرية، إنها جريمة أن تتم إزالة موقع أثري كذلك لأي سبب فالجمال الذي نحته الإنسان والطبيعة سويا لا يقدر بثمن.

وقامت زينب من قبل مع فريق من النشطاء بمقاضاة أردوغان بمحكمة حقوق الإنسان الأوروبية، ولكن لكونها من غير أهل المنطقة خسرت القضية، ورغم تعاطف الدول الأوروبية وانسحابها من تمويل السد، إلا أن حكومة أردوغان لم تتأثر ومولت السد بأموال بنوكها، واستعانت بالشركات المقربة لبناء مدينتين كبديل لـ70 ألفا من أهالي حصن كيفا، وبجانب ذلك تم بناء الجسور فوق البحيرة التي سيملؤها السد.

وتقول بيرسون أرجون، التي تملك وزوجها الفندق الأوحد في الحصن، إنه لم يكن سبيلا للمقاومة، فالحكومة اكتزت الجميع بالأموال وكان أبناء الأسرة الواحدة يخدعون بعضهم ويسحبون أموال التعويضات من البنوك لتتم عملية بيع المنزل أو الملك.

ويضيف عارف إيهان، تاجر تحف بالمنطقة، الذي قاد التظاهرات، أن دخول أنصار حزب العمال الكردستاني بصفوف المتظاهرين أضاع القضية، إلى جانب منع الحكومة أي تظاهرات بعد الانقلاب الفاشل ليتم التهجير في صمت.

وأما عن المساجد والقلعة، قامت الحكومة بنقلها لأعلى التل لمدينة صناعية تفقد أي روح للعراقة.

وبدأت النهاية فجأة أغسطس الماضي حين قدمت القوات والجرافات لتهجير الجميع، إذ لم يجد ماميت علي، أحد مالكي ورش النجارة أمامه سوى أن يحرق محله الذي عمل فيه منذ الصغر، بينما وجد هزني أكسو نفسه ينظر لأرض أجداده الزراعية، وهي تغمرها المياه بينما يرحل سيلال أوزبي وأسرته عن منزلهم وهو يقول إن قلبه يحترق على ما فقد ولكن لا خيار غيره.

وأما فاتايم سوكان فقد رفضت الرحيل قائلة إنها ستبقى حتى لو ستسبح في منزلها لاغارق.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك