«11 سبتمبر» أصبح منذ عام 2001، يوما فارقًا في التاريخ العالمي، واليوم الأكثر دموية في تاريخ أمريكا، بعد هجمات تنظيم القاعدة الإرهابي على نيويورك، والتي أودت بحياة 2977 شخصا، وذلك عندما اختطف 19 إرهابيا 4 طائرات ركاب مدنية، ليوجهوا 2 منها إلى برجي مركز التجارة العالمي، بينما وجهت الطائرة الثالثة نحو مقر وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاجون»، إلا أن الطائرة الرابعة فقد سقطت في ولاية بنسلفانيا، بعد أن حاول طاقمها وركابها استعادة السيطرة عليها.
هذا الحادث المآساوي ساعد في تغيير الكثير من السياسات العالمية، والتي ألقت بظلالها على الشرق الأوسط بشكل كبير، ووصل خطر الإرهاب الدولي إلى مستوى غير مسبوق، وكان كل عام تمر فيه ذكرى «11سبتمبر» يكون قد قطعت تلك التغيرات شوطا جديدا، يربط الكثيرون بينها وبين الهجمات.
إلا أنه بعد 17 عاما من وقوعها، وبينما تستعد أمريكا إلى إحياء ذكرى هذا اليوم، وسط اضطربات سياسية يعيشها العالم، وأمريكا خصوصا، وعزم عالمي لمحاربة الإرهاب، فقد طفت «11 سبتمبر» على السطح من جديد وبقوة خلال العام الجاري، من خلال أحداث، ترصد «الشروق» أبرزها في هذا التقرير ...
«تمديد حالة الطوارىء»
أصدر الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أمس الاثنين، قرارًا بتمديد حالة الطوارئ في البلاد لمدة عام آخر.
وذكر البيت الأبيض فى بيان له أنه: «بما أن خطر الإرهاب لا زال قائما، فيجب أن تبقى حالة الطوارئ المعلنة في 14 سبتمبر 2001، بالإضافة إلى الحقوق والصلاحيات الممنوحة لمواجهة هذا الوضع، سارية المفعول بعد 14 سبتمبر 2018».
«رأي "ترامب" قبل أن يصبح رئيسًا»
نشرت صحيفة «ذا صن» البريطانية، قبل أيام مقطع فيديو نادر للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وهو يتحدث فيه عقب ساعات من هجمات 11 سبتمبر 2011.
وكتبت الصحيفة، أن «ترامب» كان أحد كبار المستثمرين في مجال البناء، وتحدث بصفته عن مدى قدرة برجي التجارة العالميين في الصمود أمام الهجمات التي تعرضوا لها.
وأضافت أن «ترامب»، خرج بعد ساعات من الهجمات دون أن يراعي شعور أحد وبدأ بالتفاخر بأنه أصبح الآن يمتلك أعلى برج في مدينة نيويورك بعد انهيار برجي مركز التجارة العالمي، لأن برجه كان ثاني أطول المباني في وول ستريت، ولم يعر «ترامب» اهتماما لأرواح الضحايا أو العملية الإرهابية ذاتها، وتأثيرها في مختلف أنماط الحياة داخل مدنية نيويورك، فقط ما اهتم به هو مكسب شخصي له.
«إعادة فتح محطة مترو دمرتها الهجمات»
أعادت سلطات مدينة نيويورك الأمريكية، السبت الماضي، فتح محطة قطار الأنفاق، التي دمرتها الهجمات، بعد 17 عاما من إغلاقها، وتم تغيير اسمها إلى «مركز التجارة العالمي»، وانطلق منها أول قطار أنفاق في منتصف النهار.
وزينت جدرانها بالرخام المزخرف، عليها مقتطفات من إعلان الاستقلال الأمريكي، وإعلان حقوق الإنسان للأمم المتحدة لعام 1948.
وقال رئيس هيئة الموصلات في المدينة، جو لوتا: «إن محطة مركز التجارة العالمي كورتلاند، أكثر من مجرد محطة، أنها تعبر عن عزم مدينة نيويورك على إعادة تهيئة وتحسين موقع مركز التجارة العالمي».
«الهجمات أصابت أمريكيين بالسرطان»
الشهر الماضي صدر تقريرا عن «البرنامج الصحي لمركز التجارة الدولي» المعتني بمن تأثروا صحيا من انهيار البرجين في منهاتن.
وذكر التقرير أن 9795 شخصا أُصيبوا بالسرطان طوال 17 سنة مرت على الهجمات، بسبب استنشاقهم دخان الحرائق والغبار السام والأبخرة عند انهيار البرجين.
وأشهر من نال منهم السرطان بين الناجين، هي موظفة في Bank of America الواقع فرعه بالطابق 81 من أحد برجي مركز التجارة الدولي في نيويورك، وكان عمرها 28 عاما، يوم الهجمات.
وتمكنت من النزول وخرجت تبحث عن ملاذ بالجوار، في وقت كان مصور لوكالة الصحافة الفرنسية يلتقط صورا لتوابع الانهيار المزدوج، وصورها أصبحت من أشهر الصور العالمية التي التقطت لمن تأثروا بهذا العمل الإرهابي، وتمكن السرطان منها في 2014، إلى أن توفت في أغسطس 2015، بعمر 42 سنة بسبب سرطان المعدة.
«تقنية جديدة لتحديد هوية الضحايا»
أعلن خبراء في مكتب الطب الجنائي في مدينة نيويورك، أنهم يستخدمون تقنية جديدة في تحليل الحمض النووي تساعد في التعرف على مزيد من ضحايا الهجمات.
وذكروا أن هذه التقنية مكنتهم من التعرف على رفات سكوت مايكل جونسون، 26 عاما، الذي كان يعمل موظفا ماليا في الطابق التاسع والثمانين بالبرج الجنوبي.
وأوضح مارك ديزاير، الذي يقود المعمل الجنائي، أنه إلى جانب فريقه، يجرون تقنية تحليل الحمض النووى الحديثة على بقايا عظام الضحايا المأخوذة من موقع الهجوم.
*«تقاعد قاضي محاكمة المتهمين بتدبير الهجمات»
أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية، الشهر الماضي، أن القاضي العسكري المكلف بالإشراف على إجراءات محاكمة المتهمين بتدبير هجمات 11 سبتمبر قرر التقاعد.
ويُحاكم 5 متهمين في القضية، بينهم «العقل المدبر» للهجمات خالد شيخ محمد في سجن «جوانتانامو» العسكري منذ سنوات، ووجهت إليهم لائحة اتهام عام 2008.
وذكرت الوزارة، وفقا لقناة «الحرة» الأمريكية، أن القاضي العسكري المتقاعد الكولونيل جيمس بول سيستبدل بالكولونيل في مشاة البحرية كيث باريلا.
«تغريم إيران أكثر من 6 مليارات دولار»
في مايو الماضي، أصدرت محكمة فيدرالية في نيويورك حكما يلزم إيران بدفع أكثر من 6 مليارات دولار، تعويضات لأقارب نحو 1000 من ضحايا هجمات 11 سبتمبر، لتصبح بذلك إيران أول دولة تواجه حكما بدفع تعويضات لضحايا الهجمات، وقضى الحكم الذي أصدره القاضي الفيدرالي، جورج دانيلز، بمسؤولية الدولة الإيرانية، والحرس الثوري الإيراني، والبنك المركزي الإيراني، عن مقتل 1008 أشخاص رفعت أسرهم دعاوى ضدهم.
وأفادت شبكة «إيه.بي.سي» نيوز الأمريكية، بأن هذه الدعاوى القضائية التي تم رفعها لأول مرة عام 2004، وسُمح باستئنافها عام 2016 عقب إصدار الكونجرس قانون العدالة ضد الدول الراعية للإرهاب المعروف باسم «جاستا»، بزعم أن إيران قدمت المساعدة إلى مختطفي الطائرات التي شاركت في هجمات 11 سبتمبر بما في ذلك التدريب.
«اعتقال إرهابي ألماني في سوريا»
أعلن قيادي عسكري كردي في أبريل الماضي، أن القوات الكردية في شمال سوريا اعتقلت الإرهابي الألماني السوري الأصل، محمد حيدر زمار، والمتهم بالمشاركة في التخطيط لاعتداءات 11 سبتمبر 2001 في الولايات المتحدة الأمريكية.
«خروج والدة بن لادن عن صمتها»
نشرت صحيفة «جارديان» البريطانية، في بداية أغسطس الماضي، حوار مع والدة زعيم تنظيم القاعدة الراحل أسامة بن لادن، المدبر الرئيس للهجمات، لأول مرة بعد 7 سنوات من مقتله، وأشارت الأم إلى أن ابنها أسامة «كان جيدا إلى أن التقى ببعض الأشخاص الذين غسلوا دماغه في أوائل العشرينات من عمره».
وقال أشقاء أسامة في هذا الحوار إنه بعد مرور 17 عاما على أحداث 11 سبتمبر، ولا تزال الأم تنكر ما يقال عن أسامة، مضيفين: «لقد أحبته كثيرا ورفضت إلقاء اللوم عليه، بدلا من ذلك، تلوم من حوله، إنها تعرف فقط جانب الصبي الجيد، الجانب الذي رأيناه جميعا، لم تتعرف أبدا على الجانب الجهادي لديه».