وصفت صحيفة "جارديان" البريطانية، اليوم الأربعاء، قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بإقالة مستشاره للأمن القومي، جون بولتون، بأنه "خلاص جيد" وأن رحيله غير مأسوف عليه، إلا أنها رأت أن المشكلة ليست في بولتون بل رئيسه.
وقالت الصحيفة فى افتتاحيتها إنه "لا يمكن لأي مراقب للشؤون الدولية أن يأسف لإعلان ترامب عزل بولتون بهذه الطريقة (عبر تغريدة على حسابه بموقع التدوينات القصيرة "تويتر")، رغم إصرار بولتون الشديد على إنه هو الذي قدم استقالته"، مضيفة أنه "أيا ما كانت الكيفية التي رحل بها بولتون، إلا أن الكثيرين في العالم وفى واشنطن من بينهم الجمهوريين أبتهجوا لهذا القرار، بل رحب به حتى كارهى ترامب".
وتابعت الصحيفة أن "رحيل (بولتون) الصقر المتهور، الذي يتحمل الكثير من المسؤولية عن السياسة الخارجية الأمريكية المروعة في الماضي، والذى سعى لتوجيه ترامب نحو المزيد عندما انضم إلى إدارته كثالث مستشار للأمن القومي فى عهد ترامب، أمر محل ترحيب".
وأوضحت "جارديان" أن صراع إرادات واضح كان قائما بين بولتون وترامب، فمستشار الأمن القومى على عكس الرئيس، كان يؤمن بالتدخل الأجنبي العدواني والوجود العسكري الدولي لتحقيق ذلك.
كما أشارت الصحيفة إلى أن نظرة بولتون لحلفاء واشنطن ومعاداته للمعاهدات الدولية طويلة المدى، كانت السبب وراء إلغاء معاهدة القوى النووية متوسطة المدى مع روسيا، ولذلك رحيله قد يعطي أملا ببداية جديدة.
واستبعدت الصحيفة أن يحرز خليفة بولتون الذي لم يتم الإعلان عنه حتى الآن، تقدما كبيرا، قائلة: "رحيل بولتون، وإن كان يعطي شعورا بالرضى، إلا أن من سيخلفه لن يحقق تقدما، وذلك كما جرى مع بقية مستشاري الأمن القومي السابقين (فى ظل إدارة ترامب) الذين عاشوا وسط الفوضى والعجز، خصوصا وأن ترامب يستمتع بالانقسام بين أعضاء إدارته، الأمر الذى يسمح له بالحكم بناء على أهواءه وإرضاء غروره، على حد قولها.
وأرجعت الصحيفة سبب عزل بولتون من منصبه لقيامه بـ"تحدى نرجسية الرئيس"، وليس لكون المشورة التى يقدمها سيئة للغاية، قائلة: "كان ترامب يحب أسلوب بولتون عندما يشاهده (كمعلق) فى قناة فوكس نيوز، وليس عندما اصطدم بنواياه الخاصة".