يعتقد الأشخاص الذين لديهم ميل شديد في تربية الكلاب، أن لديهم القدرة على فهم الكلام البشري وإدراك الكلمات، وبالرغم من قدرة الكلاب على السمع وتحليل أصوات الكلام المختلفة ومعالجتها، إلا أن دراسة جديدة أظهرت أن الكلاب تفشل في التمييز بين الفروق الدقيقة بين الكلمات المتشابهة.
ويوضح الباحثون في دراستهم، أن الكلاب تتميز بقدرات ملحوظة للإدراك الاجتماعي والتواصل، ولكن التعرف على عدد الكلمات التي يتعلمونها يظل منخفضا للغاية.
وأجرى الباحثون تجربة على أكثر من 40 كلبًا، وتم قياس نشاط الدماغ بشكل غير جراحي عبر أجهزة تخطيط كهربية الدماغ متصلة بفروة رأسهم، وسمعت الحيوانات 3 أنواع مختلفة من الكلمات المنطوقة في التسجيل مثل عبارات تعني الجلوس، وكلمات غير منطقية متشابهة صوتيًا.
وأظهرت نتائج مخطط كهربية الدماغ، استنادًا إلى مجموعة فرعية من 17 حيوانًا تم اعتبار بياناتها موثوقة، اختلافًا واضحًا في استجابات دماغ الكلاب، عندما سمعوا كلمات مألوفة وعبارات لا معنى لها، كما وجدوا أنها غير قادرة على التمييز بين التعليمات المألوفة مثل الجلوس والمصطلحات التي لا معنى لها.
ويفترض الباحثون أن ذلك يرجع إلى التمييز الإدراكي غير الكافي لديهم، حيث كانت الكلاب في السابق قادرة على تحديد التغييرات الطفيفة في أصوات الكلام البشري، ولكن يبدو أنها تفشل في الانتباه إلى جميع أصوات الكلام التي تتكون منها الكلمات.
ولاحظ الباحثون، أن الأطفال الصغار يفشلون أيضًا في التمييز بين الكلمات المتشابهة جدًا عندما يكون عمرهم أقل من 14 شهرا، لكنهم يتعلمون لاحقًا التمييز بين التغييرات الطفيفة في الصوتيات، وهو ما يكمن وراء قدرة الإنسان على امتلاك مفردات كبيرة.
يقول أتيلا أنديكس، باحث بالدراسة: على غرار حالة الأطفال الرضع، توقعنا أن تتشابه نشاط دماغ الكلاب مع كلمات التعليمات التي يعرفونها ومع الكلمات المتشابهة التي لا معنى لها، ولكن ظهر أن الكلاب لديهم ميل لتعلم كمية محدودة فقط من الكلمات البشرية، وهذا يعني أنهم لا يفهموننا بقدر ما يعتقد البشر، حيث يمكن للكلمات ذات الصوت المتشابه أن تتسبب في تعثر الإدراك داخل أدمغتهم.