قالوا عنه تشارلز ديكنز مصر: طه حسين: الثلاثية أروع ما كتبه المصريون من قصص - بوابة الشروق
الأحد 9 نوفمبر 2025 10:15 م القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

من يفوز بالسوبر المصري؟

قالوا عنه تشارلز ديكنز مصر: طه حسين: الثلاثية أروع ما كتبه المصريون من قصص

كتب ــ عبدالله سليم:
نشر في: الجمعة 11 ديسمبر 2020 - 9:47 م | آخر تحديث: الجمعة 11 ديسمبر 2020 - 9:47 م

العقاد: إننى فى حالة ذهول أمام إنتاج فرد يكاد يصل إلى مستوى العالمية
تظل كلمات الأديب الكبير نجيب محفوظ محفورة فى أذهان جمهوره فى أنحاء العالم، يتداولونها فى مختلف المواقف، ويذكرونه بالخير لما أثراه فى الحياة الثقافية. وكعادة المشاهير الذين يتحدث عنهم حكام وقادة رأى ومثقفون حول العالم، فها هو الرئيس الفرنسى الأسبق جاك شيراك، الذى قال عنه: «واحد من أقطاب الأدب العالمى، وأحد دعاة السلام والتسامح على مستوى العالم أجمع». كما قال عنه وزير الثقافة الفرنسى الأسبق رونو دونديو، إن «نجيب محفوظ رسم لوحات دقيقة لمجتمعه وبالأخص القاهرة». كما وصف الصحفى البريطانى الراحل روبرت فيسك نجيب محفوظ بـ«تشارلز ديكنز مصر».
من جانبه اعتبر الكاتب المسرحى محمد سلماوى أن «أصعب حديث هو الحديث عن نجيب محفوظ؛ لأن الكلام عنه يحتاج إلى مجلدات، لكن محفوظ كان يعتزّ برأيه للغاية ولا يأخذه إلا بعد تفكير، ولا تستطيع قوة مهما كانت أن ترجعه عنه».
وتناول طه حسين عميد الأدب العربى بالنقد روايتين مميزتين لنجيب محفوظ فقط، وهما «بين القصرين» و«زقاق المدق».
وحديث عميد الأدب العربى عن روايتى محفوظ، كان شهادة له دون تحيز، فهو الناقد الجاد المؤهل وصاحب الذوق المعقد، كما وصف نفس ذات مرة، أنه لا يجامل فى النقد البتة ولو كان المنقود أقرب أصدقائه.
النقد تضمن ثناء ملحوظا دون تحفظ حتى إنه جعل عنوان مقالته النقدية هو: «قصة رائعة لنجيب محفوظ».
وكان من أكثر ما أعجبه فيها أنها على الرغم من طولها لا يدركها أى ضعف فنى، وإنما تحافظ على مستوى رفيع من الجودة، كما تحافظ على عنصر التشويق حتى النهاية. ويوضح طه السبب فى ذلك أن القاص «يحقق فى هذه القصة تحقيقيا رائعا خصلتين، يبلغ بهما الأثر الأدبى أقصى ما يقدر له من النجاح، وهما: الوحدة التى لا تغيب عنك لحظة، والتنوع الذى يذود عنك السأم، ويخيل إليك أنك تحيا حياة خصبة، مختلفة المظاهر والمناظر والأحداث».
ومما أعجبه فى الرواية أيضا أن كاتبها أبرع من صور الثورة المصرية (1919) فى أعقاب الحرب العالمية الأولى، إذ صورها حية متغلغلة فى نفوس الشعب المصرى على اختلاف طبقاته، مؤثرة فى جموع الشعب المصرى بمختلف طبقاته، دون التحامل على الألفاظ المنمقة، بل معتمدا على وصف الأحداث التى تفطر القلب وتمزق النفس.
لقد تنبه عميد الأدب العربى إلى مكانة وقيمة ثلاثية محفوظ، قبل أن تلتفت إليها الأنظار وتتم ترجمتها إلى العديد من اللغات، بعد أن يحصد صاحبها نوبل للآداب، فقد حكم عليها بأنها أروع ما كتبه المصريون من قصص، بل يذهب إلى أن رواية «بين القصرين» هى قصة عالمية، تثبت للموازنة مع ما شئت من كتاب «القصص العالمية فى أية لغة من اللغات التى يقرأها الناس».

وأما رواية «زقاق المدق» فقد دفعه لقراءتها إعجابه برواية «بين القصرين»، وقد نالت هى الأخرى قدرا كبيرا من رضاه، ولكنه لا يصل إلى القدر التى حظيت به الرواية السابقة، لكنه مع هذا يرى أن لها قيمة خطيرة من الناحية الاجتماعية، وقد قال عنها إنها: «بحث اجتماعى متقن، كأحسن ما يبحث أصحاب الاجتماع عن بعض البيئات، يصورونها تصويرا دقيقا ويستقصون أمورها من جميع نواحيها».
كذلك يرى طه حسين محفوظ بارعا فى تحليل نفوس شخصياته، سواء أكانوا من الرجال أم كانوا من النساء، فهو «يعرض عليك خباياها عرضا قلما يحسنه البارعون فى علم النفس». ويعد نجيب محفوظ ذى لغة فى الرواية فصيحة وسهلة، خالية من التكلف، ويتخللها أحيانا عبارات شعبية تبدو مناسبة غير نافرة.
على أن طه حسين وإن كان لم يتناول سوى روايتين لنجيب محفوظ قد كان يشير إلى فنه القصصى الرفيع، كلما أتت فرصة مناسبة.
وحُكى أن مجموعة من الأدباء والنقاد المصرين قد نظموا حوارا تلفازيا شهيرا مع طه حسين فى منتصف الستينيات، وقد أدار هذا الحوار الكاتب أنيس منصور، وخلال هذا الحوار المتلفز، خاطب طه حسين بغتة نجيب محفوظ الذى كان من بين المشاركين، وقال له: «أنت قاص ملتزم يا نجيب»، فسأل محفوظ بدوره:

«ملتزم بماذا يا أستاذ؟»، فأجاب طه حسين: «إنك قاص ملتزم بالواقعية»، وهنا ظهرت ملامح فرح طفولى على وجه نجيب محفوظ، وذلك لأنه كان يقدر عميد الأدب أعظم تقدير، بل كان يعده أحد أساتذته الكبار الذين تأثر بهم.
فيما قال «العقاد» بعد ذلك إن نجيب محفوظ أرسل عددا من رواياته للمجلس الأعلى لرعاية الفنون الاجتماعية، وعندما قرأ إنتاجه قال إننى فى حالة ذهول أمام إنتاج فرد يكاد يصل إلى مستوى العالمية، وبعد ذلك حصل نجيب محفوظ على جائزة نوبل.
وفى كتاب« الملف الشخصى لتوفيق الحكيم» لإبراهيم عبدالعزيز، قال نجيب محفوظ، «عندما عرفت الأستاذ توفيق الحكيم فى قهوة «ريتز» التى كان يفضل الجلوس فيها أمام البنك الأهلى، لم يفصلنى عنه إلا الموت، وعلاقتى بتوفيق الحكيم تمثل فى كتاب العمر إلى جانب الصداقة الأدبية، الصداقة الشخصية، وهو يعترف أننى كنت دائما أنوه بأستاذيته الحقيقية، وكان يقدرنى كأديب ويشجعنى.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك