كشف متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، أمس الخميس، أن الولايات المتحدة تعتقد بأن التقارير التي تفيد بتورط عسكري إريتري في النزاع بمنطقة تيجراي الأثيوبية "ذات مصداقية"، رغم نفي البلدين الأمر، داعيا أي جندي إريتري متواجد في المنطقة إلى الانسحاب.
وقال المتحدث في تصريحات نقلتها وكالة رويترز: "نحن على دراية بتقارير موثوقة بشأن تورط عسكري إريتري في تيجراي وننظر إلى هذا كتطور خطير. ونحث على سحب أي قوات من هذا القبيل على الفور".
وكانت رويترز قد ذكرت، الثلاثاء الماضى، إن الحكومة الأمريكية تعتقد بوجود جنود إريتريين عبروا الحدود نحو الأراضي الأثيوبية، ما ساعد بفعالية حكومة رئيس الوزراء الأثيوبي، آبي أحمد، على مواجهة الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي .
وكان آبي قد فاز بجائزة نوبل للسلام في 2019، بعد إبرامه اتفاقية سلام مع إريتريا، لكن حضور القوات الإريترية على الأراضي الأثيوبية يثير قلق الحلفاء الغربيين ويرفع مخاطر اشتعال الصراع.
وأشار المتحدث باسم الخارجية الأمريكية خلال حديثه إلى تقارير تفيد بحصول انتهاكات لحقوق الإنسان في تيجراي، قائلا: "يجب على جميع الأطراف احترام حقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي".
وأضاف المتحدث: "نحن والشركاء الدوليون الآخرون نواصل المطالبة بتحقيق مستقل بالتقارير ومحاسبة من تتبين مسؤوليتهم".
وكانت أثيوبيا قد نفت دخول أريتريا في النزاع، رغم أن آبي صرح الأسبوع الماضي بأن بعض القوات الحكومية انسحبت إلى إريتريا في وقت مبكر من الصراع، وأنها حصلت على مساعدة.
من جهته، وصف وزير الخارجية الإريتري، عثمان صالح، التقارير التي أفادت بدخولها الصراع بأنها "بروباجاندا".
ووقع آبي أحمد والرئيس الإريتيري، أسياس أفورقي، اتفاق سلام في 2018، بعد عقدين من القتال بين البلدين. ويعتبر البلدان جبهة تحرير شعب تيغراي عدوا مشتركا.
وتزعم الجبهة بأنها قتلت وأسرت أعدادا كبيرة من القوات الإريتيرية خلال الشهر الماضي، لكنها لم تقدم أي دلائل على ذلك.
وكانت رويترز قد نقلت عن مصادر دبلوماسية القول إن القوات الإريتيرية قد دخلت أثيوبيا في منتصف شهر نوفمبر، عبر ثلاث بلدات حدودية، هي زالامبيسا وراما وبادمي.
وقال وزير الدفاع الإريتري السابق، مسفين هاجوس، الذي انشق عن الرئيس أسياس، في مقال نشره على الإنترنت أن الإريتريين أرسلوا أربع كتائب آلية وسبع كتائب مشاة ولواء كوماندوز، مستشهدا بمصادر في وزارة الدفاع والمعارضة وعلاقاته الشخصية.