وطنيات ثورة 1919 (12): «شوقي» و«حافظ» يحتفلان بنجاة سعد زغلول من محاولة اغتيال - بوابة الشروق
الجمعة 10 مايو 2024 10:30 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

وطنيات ثورة 1919 (12): «شوقي» و«حافظ» يحتفلان بنجاة سعد زغلول من محاولة اغتيال

حسام شورى:
نشر في: الثلاثاء 12 مارس 2019 - 1:42 م | آخر تحديث: الثلاثاء 12 مارس 2019 - 1:42 م

تواصل «الشروق» على مدار شهر مارس، تذكير قرائها بنخبة مختارة من الأغاني والقصائد الوطنية التي أنتجتها عقول شعراء وفناني مصر الرواد، بالتزامن مع ثورة 1919 أو تفاعلاً معها أو مواكبة لمطالبها وشعاراتها، بهدف إلقاء الضوء على أشكال مختلفة من إبداعنا منذ 100 عام ورصد الآثار الكبيرة للثورة على الفن والأدب في مصر.

••••••••••••

في عام 1924 تشكلت اول حكومة دستورية برئاسة سعد باشا زغلول كنتيجة طويلة الأجل لثورة 1919 بعد إقرار أهم مطالبها وهو الدستور في 1923، بعد شهور بسيطة من توليه رئاسة الحكومة وبينما كان مسافرُا إلى الإسكندرية لحضور تشريفات عيد الأضحى حدثت محاولة لاغتيال سعد غلول، في 12 يوليو 1924 في محطة باب الحديد، حيث أطلق الرصاص عليه عبداللطيف عبدالخالق الدلبشاني الذي كان طالبا للطب ببرلين، وأودع مستشفى الأمراض العقلية بناء على تقرير طبي بعد الحادث.
وأصيب زعيم الأمة حينها بجرح خطير ونقل إلى مستشفى قصر العينى، وأصيب الشعب المصري بوجع وحزن شديد؛ إذ لم تكن محاولة اغتيال سعد زغلول مجرد حادث عادي، ولكنه كان خبرًا مُفزعًا وموجعًا لكل المصريين.
ولما أصبح سعد باشا بخير، عبر أمير الشعراء أحمد شوقى، عن تهلله وابتهاجه بنجاة الزعيم من المحاولة الآثمة، فى قصيدة نشرتها أغلب الصحف آنذاك فى صفحاته الأولى.


نص القصيدة:

نَجا وَتَماثَلَ رُبّانُها وَدَقَّ البَشائِرَ رُكبانُها

وَهَلَّلَ فى الجَوِّ قَيدومُها وَكَبَّرَ فى الماءِ سُكّانُها
تَحَوَّلَ عَنها الأَذى وَاِنثَنى عُبابُ الخُطوبِ وَطوفانُها
نَجا نوحُها مِن يَدِ المُعتَدى وَضَلَّ المُقاتِلَ عُدوانُها
يَدٌ لِلعِنايَةِ لا يَنقَضى وَإِن نَفَدَ العُمرُ شُكرانُها
وَقى الأَرضَ شَرَّ مَقاديرِهِ لَطيفُ السَماءِ وَرَحمانُها
وَنَجّى الكِنانَةَ مِن فِتنَةٍ تَهَدَّدَتِ النيلَ نيرانُها
يَسيلُ عَلى قَرنِ شَيطانِها عَقيقُ الدِماءِ وَعِقيانِها
فَيا سَعدُ جُرحُكَ ساءَ الرِجالَ فَلا جُرِحَت فيكَ أَوطانُها
وَقَتكَ العِنايَةُ بِالراحَتَينِ وَطَوَّقَ جيدَكَ إِحسانُها
مَنايا أَبى اللَهُ إِذ ساوَرَتكَ فَلَم يَلقَ نابَيهِ ثُعبانُها
حَوَت دَمَكَ الأَرضُ فى أَنفِها زَكِيّاً كَأَنَّكَ عُثمانُها
وَرَقَّت لِآثارِهِ فى القَميصِ كَأَنَّ قَميصَكَ قُرآنُها
وَريعَت كَما ريعَتِ الأَرضُ فيكَ نَواحى السَماءِ وَأَعنانُها
وَلَو زُلتَ غُيَّبَ عَمرُو الأُمورِ وَأَخلى المَنابِرَ سَحبانُها
رَماكَ عَلى غِرَّةٍ يافِعٌ مُثارُ السَريرَةِ غَضبانُها
وَقِدماً أَحاطَت بِأَهلِ الأُمورِ مُيولُ النُفوسِ وَأَضغانُها
تَلَمَّسَ نَفسَكَ بَينَ الصُفوفِ وَمِن دونِ نَفسِكَ إيمانها
يُريدُ الأُمورَ كَما شاءَها وَتَأبى الأُمورُ وَسُلطانُها
وَعِندَ الَّذى قَهَرَ القَيصَرَينِ مَصيرُ الأُمورِ وَأَحيانُها
وَلَو لَم يُسابِق دُروسَ الحَياةِ لَبَصَّرَهُ الرُشدَ لُقمانُها
فَإِنَّ اللَيالى عَلَيها يَحولُ شُعورُ النُفوسِ وَوُجدانُها
وَيَختَلِفُ الدَهرُ حَتّى يَبينَ رُعاةُ العُهودِ وَخُوّانُها
أَرى مِصرَ يَلهو بِحَدِّ السِلاحِ وَيَلعَبُ بِالنارِ وِلدانُها
وَراحَ بِغَيرِ مَجالِ العُقولِ يُجيلُ السِياسَةَ غُلمانُها
وَما القَتلُ تَحيا عَلَيهِ البِلادُ وَلا هِمَّةُ القَولِ عُمرانُها
وَلا الحُكمُ أن تَنقَضى دَولَةٌ وَتُقبِلَ أُخرى وَأَعوانُها
وَلَكِن عَلى الجَيشِ تَقوى البِلادُ وَبِالعِلمِ تَشتَدُّ أَركانُها
فَأَينَ النُبوغُ وَأَينَ العُلومُ وَأَينَ الفُنونُ وَإتقانها
وَأَينَ مِن الخُلقِ حَظُّ البِلادِ إِذا قَتَلَ الشيبَ شُبّانُها
وَأَينَ مِنَ الرِبحِ قِسطُ الرِجالِ إِذا كانَ فى الخُلقِ خُسرانُها
وَأَينَ المُعَلِّمُ ما خَطبُهُ وَأَينَ المَدارِسُ ما شَأنُها
لَقَد عَبَثَت بِالنِياقِ الحُداةُ وَنامَ عَنِ الإِبلِ رُعيانُها
إِلى الخُلقِ أَنظُرُ فيما أَقولُ وَتَأخُذُ نَفسِى أَشجانُها
وَيا سَعدُ أَنتَ أَمينُ البِلادِ قَدِ اِمتَلَأَت مِنكَ إيمانها
وَلَن تَرتَضى أن تُقَدَّ القَناةُ وَيُبتَرَ مِن مِصرَ سودانُها
وَحُجَّتُنا فيهِما كَالصَباحِ وَلَيسَ بِمُعييكَ تِبيانُها
فَمِصرُ الرِياضُ وَسودانُها عُيونُ الرِياضِ وَخُلجانُها
وَما هُوَ ماءٌ وَلَكِنَّهُ وَريدُ الحَياةِ وَشِريانُها
تُتَمِّمُ مِصرَ يَنابيعُهُ كَما تَمَّمَ العَينَ إنسانها
وَأَهلوهُ مُنذُ جَرى عَذبُهُ عَشيرَةُ مِصرَ وَجيرانُها
وَأَمّا الشَريكُ فَعِلّاتُهُ هِى الشَرِكاتُ وَأَقطانُها
وَحَربٌ مَضَت نَحنُ أَوزارُها وَخَيلٌ خَلَت نَحنُ فُرسانُها
وَكَم مَن أَتاكَ بِمَجموعَةٍ مِنَ الباطِلِ الحَقُّ عُنوانُها
فَأَينَ مِنَ المَنشِ بَحرُ الغَزالِ وَفَيضُ نِيانزا وَتَهتانُها
وَأَينَ التَماسيحُ مِن لُجَّةٍ يموتُ مِنَ البَردِ حيتانُها
وَلَكِن رُؤوسٌ لِأَموالِهِم يُحَرِّكُ قَرنَيهِ شَيطانُها
وَدَعوى القَوِى كَدَعوى السِباعِ مِنَ النابِ وَالظُفرِ بُرهانُها

كذلك حرص شاعر النيل حافظ إبراهيم، على وداع سعد باشا زغلول، والدعاء له قبل سفره إلى أوروبا لتلقى العلاج، بهذه القصيدة:

الشَعبُ يَدعو اللَهَ يا زَغلولُ أَن يَستَقِلَّ عَلى يَدَيكَ النيلُ
إِنَّ الَّذى اِندَسَّ الأَثيمُ لِقَتلِهِ قَد كانَ يَحرُسُهُ لَنا جِبريلُ
أَيَموتُ سَعدٌ قَبلَ أن نَحيا بِهِ خَطبٌ عَلى أبناء مِصرَ جَليلُ
يا سَعدُ إِنَّكَ أَنتَ أَعظَمُ عُدَّةٍ ذُخِرَت لَنا نَسطو بِها وَنَصولُ
وَلَأَنتَ أَمضى نَبلَةٍ نَرمى بِها فَاِنفُذ وَأَقصِد فَالنِبالُ قَليلُ
النَسرُ يَطمَعُ أن يَصيدَ بِأَرضِنا سَنُريهِ كَيفَ يَصيدُهُ زَغلولُ
إِنّا رَمَيناهُم بِنَدبٍ حُوَّلٍ عَن قَصدِ وادى النيلِ لَيسَ يَحولُ
بِأَشَدِّنا بَأساً وَأَقدَمِنا عَلى خَوضِ الشَدائِدِ وَالخُطوبُ مُثولُ
بِفَتىً جَميعِ القَلبِ غَيرِ مُشَتَّتٍ إِن مالَتِ الأهرام لَيسَ يَميلُ
***
فاوِض وَلا تَخفِض جَناحَكَ ذِلَّةً إِنَّ العَدُوَّ سِلاحَهُ مَفلولُ
فاوِض وَأَنتَ عَلى المَجَرَّةِ جالِسٌ لِمَقامِكَ الإِعظامُ وَالتَبجيلُ
فاوِض فَخَلفَكَ أُمَّةٌ قَد أَقسَمَت أَلّا تَنامَ وَفى البِلادِ دَخيلُ
عُزلٌ وَلَكِن فى الجِهادِ ضَراغِمٌ لا الجَيشُ يُفزِعُها وَلا الأُسطولُ
أُسطولُنا الحَقُّ الصُراحُ وَجَيشُنا الحُجَجُ الفِصاحُ وَحَربُنا التَدليلُ
ما الحَربُ تُذكيها قَناً وَصَوارِمٌ كَالحَربِ تُذكيها نُهىً وَعُقولُ
خُضها هُنالِكَ بِاليَقينِ مُدَرَّعاً وَاللَهُ بِالنَصرِ المُبينِ كَفيلُ
أَزَعيمُهُم شاكى السِلاحِ مُدَجَّجٌ وَزَعيمُنا فى كَفِّهِ مِنديلُ
وَكَذَلِكَ المِنديلُ أَبلَغُ ضَربَةً مِن صارِمٍ فى حَدِّهِ التَضليلُ
لَكَ وَقفَةٌ فى الشَرقِ تَعرِفُها العُلا وَيَحُفُّها التَكبيرُ وَالتَهليلُ
زَلزِل بِها فى الغَربِ كُلَّ مُكابِرٍ لِيَرى وَيَعلَمَ ما حَواهُ النيلُ
***
لا تَقرَبِ التاميزَ وَاِحذَر وِردَهُ مَهما بَدا لَكَ أنه مَعسولُ
الكَيدُ مَمزوجٌ بِأَصفى مائِهِ وَالخَتلُ فيهِ مُذَوَّبٌ مَصقولُ
كَم وارِدٍ يا سَعدُ قَبلَكَ ماءَهُ قَد عادَ عَنهُ وَفى الفُؤادِ غَليلُ
القَومُ قَد مَلَكوا عِنانَ زَمانِهِم وَلَهُم رِواياتٌ بِهِ وَفُصولُ
وَلَهُم أَحابيلٌ إِذا أَلقَوا بِها قَنَصوا النُهى فَأَسيرُهُم مَخبولُ
فَاِحذَر سِياسَتَهُم وَكُن فى يَقظَةٍ سَعدِيَّةٍ أن السِياسَةَ غولُ
إِن مَثَّلوا فَدَعِ الخَيالَ فَإِنَّما عِندَ الحَقيقَةِ يَسقُطُ التَمثيلُ
الشِبرُ فى عُرفِ السِياسَةِ فَرسَخٌ وَاليَومُ فى فَلَكِ السِياسَةِ جيلُ
وَلِكُلِّ لَفظٍ فى المَعاجِمِ عِندَهُم مَعنىً يُقالُ بِأَنَّهُ مَعقولُ
فصَلَت سِياسَتُهُم وَحالَ صِباغُها وَلِكُلِّ كاذِبَةِ الخِضابِ فصولُ
جَمَعوا عَقاقيرَ الدَهاءِ وَرَكَّبوا ما رَكَّبوهُ وَعِندَكَ التَحليلُ
***
يا سَعدُ أَنتَ زَعيمُنا وَوَكيلُنا وَعَلَيكَ عِندَ مَليكِنا التَعويلُ
فَاِدفَع وَناضِل عَن مَطالِبِ أُمَّةٍ يا سَعدُ أَنتَ أَمامَها مَسئولُ
النيلُ مَنبَعُهُ لَنا وَمَصَبُّهُ ما أن لَهُ عَن أَرضِها تَحويلُ
وَثِقَت بِكَ الثِقَةَ الَّتى لَم يَنفَرِج لِلرَيبِ فيها وَالشُكوكِ سَبيلُ
جَعَلَت مَكانَكَ فى القُلوبِ مَحَبَّةً أَو بَعدَ ذاكَ عَلى الوَلاءِ دَليلُ
كادَت تُجَنُّ وَقَد جُرِحتَ وَخانَها صَبرٌ عَلى حَملِ الخُطوبِ جَميلُ
لَم يَبقَ فيها ناطِقٌ إِلّا دَعا لَكَ رَبَّهُ وَدُعاؤُهُ مَقبولُ
يا سَعدُ كادَ العيدُ يُصبِحُ مَأتَماً الدَمعُ فيهِ أَسىً عَلَيكَ يَسيلُ
لَولا دِفاعُ اللَهِ لَاِنطَوَتِ المُنى عِندَ اِنطِوائِكَ وَاِنقَضى التَأميلُ
شَلَّت أَنامِلُ مَن رَمى فَلِكَفِّهِ حَزُّ المُدى وَلِكَفِّكَ التَقبيلُ
هَذا وِسامُكَ فَوقَ صَدرِكَ ما لَهُ مِن بَينِ أَوسِمَةِ الفَخارِ مَثيلُ
حَلَّيتَهُ بِدَمٍ زَكِى طاهِرٍ فى حُبِّ مِصرَ مَصونُهُ مَبذولُ
فى كُلِّ عَصرٍ لِلجُناةِ جَريرَةٌ لَيسَت عَلى مَرِّ الزَمانِ تَزولُ
جاروا عَلى الفاروقِ أَعدَلَ مَن قَضى فينا وَزَكّى رَأيَهُ التَنزيلُ
وَعَلى عَلِى وَهوَ أَطهَرُنا فَماً وَيَداً وَسَيفُ نَبِيِّنا المَسلولُ
قِف يا خَطيبَ الشَرقِ جَدِّد عَهدَنا قَبلَ الرَحيلِ لِيُقطَعَ التَأويلُ
فاوِض فَإِن أَوجَستَ شَرّاً فَاِعتَزِم وَاِقطَع فَحَبلُكَ بِالهُدى مَوصولُ
وَاِرجِع إِلَينا بِالكَرامَةِ كآسيا وَعَلَيكَ مِن زَهَراتِها إِكليلُ
إِنّا سَنَعمَلُ لِلخَلاصِ وَلا نَني وَاللَهُ يَقضى بَينَنا وَيُديلُ
كَم دَولَةٍ شَهِدَ الصَباحُ جَلالَها وَأَتى عَلَيها اللَيلُ وَهى فُلولُ
وَقُصورِ قَومٍ زاهِراتٍ فى الدُجى طَلَعَت عَلَيها الشَمسُ وَهى طُلولُ
***
يا أَيُّها النَشءُ الكِرامُ تَحِيَّةً كَالرَوضِ قَد خَطَرَت عَلَيهِ قَبولُ
يا زَهرَ مِصرَ وَزَينَها وَحُماتَها مَدحى لَكُم بَعدَ الرَئيسِ فُضولُ
جُدتُم لَها بِالنَفسِ فى وَردِ الصِبا وَالوَردُ لَم يُنظَر إِلَيهِ ذُبولُ
كَم مِن سَجينٍ دونَها وَمُجاهِدٍ دَمُهُ عَلى عَرَصاتِها مَطلولُ
سيروا عَلى سَنَنِ الرَئيسِ وَحَقِّقوا أَمَلَ البِلادَ فَكُلُّكُم مَأمولُ
أَنتُم رِجالُ غَدٍ وَقَد أَوفى غَدٌ فَاِستَقبِلوهُ وَحَجِّلوهُ وَطولوا

وغدا حلقة جديدة...



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك