* يسرى نصرالله قارئ أول لكل أعمالى.. وأنا محظوظ بالعمل معه فى أول أعماله التلفزيونية الكاملة
* لا يشغلنى التواجد برمضان بقدر ماذا سأقدم للمشاهد
استعنت بأحداث سمعتها ورأيتها والواقع به أحداث صعبة
أحب العمل دائما مع المنتج شريف المعلم فهو قدَّم لى نصف أعمالى بداية من «السبع وصايا»
حقق مسلسل «منورة بأهلها» المعادلة الصعبة التى يسعى لها أى عمل درامى من خلال الفوز بإعجاب واهتمام الجمهور، وأن يحظى بإشادات نقدية، حيث جذب انتباه المشاهد لـ50 دقيقة متواصلة فى كل حلقة، من خلال حكاية مليئة بالأحداث والتشويق والغموض والإثارة والخيال فى ليالى القاهرة استطاع المؤلف محمد أمين راضى، الذى اشتهر بقوة أعماله المدججة بالأحداث والحكايات أن ينسج عوالمها بتميز.
والتقت «الشروق» بالمؤلف محمد أمين راضى، وتحدثت معه عن بداية فكرة المسلسل وما الذى حمسه لتقديم هذه القصة خلال عمل درامى.
* من أين جاءت فكرة المسلسل؟
ـ فكرة المسلسل كفكرة أولية جاءت منذ 15 عاما، لم أكن انتقلت إلى القاهرة حينها وكنت أعيش فى السويس، وحدث لى موقف متعلق بعملى، شعرت بعده بضيق رهيب تجاه القاهرة، ومشيت فى الشارع إلى الموقف الذى أركب منه لأسافر إلى السويس وأنا أبكى، وكل ما يدور فى ذهنى أن هذه البلدة «القاهرة» هى التى فعلت بى هذا الأمر، ثم بعد ذلك كتبت الفكرة وكنت أطور بها كلما يسمح الوقت.
* متى أخذت القرار بتحويلها إلى مسلسل؟
ــ أنا بين الحين والآخر كنت أضيف على الفكرة وأطورها، وبعد مسلسل «مملكة إبليس» فكرت فى تحويلها إلى مسلسل، وبدأت العمل عليها ثم عرضتها كقصة أولية على يسرى نصر الله، الذى هو قارئ أول لكل كتاباتى، ودائما ما أخذ رأيه، وأعجب جدا بالقصة.
* هل بنيت المسلسل على أحداث حقيقية أم جميعها من وحى الخيال؟
ــ بالطبع استعنت بأحداث سمعتها ورأيتها من بعيد، كما أننا إذا قرأنا عن الحوادث سنجد العديد من الوقائع المتشابه مع الكثير من الأعمال وليس «منورة بأهلها» فقط، وحتى الآن لم تقدم الدراما أو السينما جزءا ولو بسيط من فظاعة الحوادث التى نقرأها.
* فى رأيك لماذا تهاجم الأعمال الفنية إذا قدمت بعضا من الوقائع التى بالحوادث؟
ــ الهجوم يعود لسببين الأول هو أننا حتى الآن نسبة الأمية فى مصر عالية، والذى يقرأ عن الحوادث هو الشخص المتعلم، والآخر هو تأثير الرؤية، فأنت عندما تقرأ عن الشيء يمكننك أن تتخيله بطريقة مبسطة ولا يعلق بذاكرتك كثيرا، أما إذا شاهدته تصدم وسيعلق بذاكرتك، إلى جانب وجود الإنكار.
* من اقترح أن يكون يسرى نصر الله هو مخرج المسلسل.. خاصة وأنه أول مسلسل كامل يقوم بإخراجه؟
ــ أنا ويسرى نصر الله أصدقاء، وكما قلت هو قارئ أول لأعمالى، بعيدا عن طرح فكرة أنه مخرج لها، وأنا كنت أعلم أنه بدأ يفكر فى الإخراج التلفزيونى مؤخرا؛ لأن شكل المسلسلات فى العالم كله تغيَّر، وتلاشى تماما الحاجز الذى كان بين المسلسلات والأفلام فى آخر 10 سنوات خاصة مع وجود المنصات الرقمية، واقترحته على المنتج شريف المعلم، وكان مرحبا جدا بهذا الاقتراح وعلى الفور تواصل معه وبدأنا فى العمل والتحضير للمسلسل، وأنا محظوظ جدا بالتعاون مع يسرى نصر الله فى أول أعماله التلفزيونية الكاملة.
* هل اسم «منورة بأهلها» كان الاسم الأول للعمل؟
ــ كان الاسم الأصلى الذى فى ذهنى «القاهرة منورة بأهلها» ولكنه كان اسم فيلم للمخرج الكبير الراحل يوسف شاهين، ولم يخطر ببالى وقتها أنه من الممكن أن يصبح الاسم «منورة بأهلها» فقط، واخترت له اسم «قصاقيص صور»، ومع الوقت فكرت فى أنه يمكن أن يكون الاسم «منورة بأهلها» بدون القاهرة.
* هل كان اختيار الأبطال بالاتفاق مع يسرى نصر الله أم اختياره منفردا؟
ــ اختيار الأبطال كان بالاتفاق بيننا نحن الثلاثة أنا والمخرج يسرى نصر الله والمنتج شريف المعلم، واخترناهم وفقا لمدى تناسبهم مع الأدوار فى مخيلتنا، ويوجد أيضا عدد من الوجوه الشابة الجديدة والتى اخترناها بناء على تجارب الأداء.
* هل كنت تتمنى عرض المسلسل على قناة تلفزيونية.. وهل ستكرر التجربة مع المنصات الرقمية مرة أخرى؟
ــ العمل كتب خصيصا لمنصة «شاهد» الرقمية، وأنا بالفعل أكرر التجربة التى أنا سعدت بها، فمن قبل «منورة بأهلها» تعاونت مع منصة «شاهد» من خلال مسلسل «مملكة إبليس».
* هل تختلف الكتابة لمنصة رقمية عن الكتابة لقناة تلفزيونية مفتوحة؟
ــ بالطبع الكتابة لمنصة تختلف عن الكتابة للتلفزيون، فى طريقة السرد ومدة الأحداث، وعرض حلقة واحدة كل أسبوع يختلف عن عرض حلقة كل يوم وأيضا عن عرض الحلقات كلها فى وقت واحد.
* مدة الحلقة تقريبا 50 دقيقة.. هل فكرت فى تقليل مدة الحلقة تجنبا لإصابة المشاهد بالملل ولزيادة عدد الحلقات أو موسم جديد؟
ــ الطبيعى هو أن تكون هذه مدة الحلقة وهو الذى كان موجودا فى الماضى بالمسلسلات التى تربينا عليها، كما أن جميع أعمالى تكون مدة الحلقة فى هذه الحدود، وأنا دائما أحرص على هذا الأمر لأحافظ على معنى كلمة حلقة، كما أننى لست من محبين الحلقات القصيرة التى مدتها 20 أو 30 دقيقة، ولا نحتاج لزيادة عدد الحلقات فهو فى النهاية مسلسل قصير على منصة رقمية تقدم محتوى متقن يجذب المشاهد، وإذا أعجب المشاهد بالعمل يمكن تقديم موسم ثان منه، فالأفكار كثيرة، أما عن فكرة إصابة المشاهد بالملل فهى يمكن أن تصيبه أيضا من حلقة مدتها 20 دقيقة، والأهم هو أن يكون تكوين العمل ومشاهده مصنوعة باحترافية تجذب المشاهد، حيث إن العلاقة بين المشاهد وصانع العمل تغيرت عن قبل، فإذا لم يجبر صانع العمل المشاهد على احترامه من خلال مادة جيدة، سيجد المشاهد أحدا آخر يقدم مادة تحترمه وتجذبه، كنا أن منظور المسلسلات أصبح مختلفا وأصبحت الحلقة الواحدة بالمسلسل كالفيلم.
* كيف شعرت عندما مر المسلسل بأزمة إلغائه؟
ــ هذه أمور تخص منصة «شاهد»، بالطبع أنا الذى أعلنت عندما حدث الأمر لكنى لا أعرف أى تفاصيل عن هذا الأمر.
* كيف وجدت ردود الفعل على المسلسل.. وهل سيكون هناك موسم ثان؟
ــ سعدت جدا بردود الفعل والتى فاجأتنى، لأن المسلسل صعب جدا فى الاستقبال. لا أعلم حتى الآن هل سيكون هناك موسم ثان أم لا فهو أمر يقرره المنتج شريف المعلم، والذى أحب العمل معه دائما فهو أنتج لى نصف أعمالى تقريبا، وكان أولها «السبع وصايا».
* لماذا أنت مقل فى أعمالك خاصة فى الموسم الرمضانى.. وهل تفكر فى أنواع أخرى من الكتابة؟
ــ فى رأيى أن كتابة عمل كل سنة هو أمر صعب، أنا أقدم عملا حين أستطيع كتابة عمل جيد متقن، ولا يشغلنى التواجد فى الموسم الرمضانى بقدر ما يشغلنى ماذا سأقدم للمشاهد. بالطبع أفكر فى كتابة نوع مختلف وأريد أن أقدم عمل «لايت»، ولكنى حاليا مشغول بكتابة فيلمى الجديد.