«قد يصعد بك السلم إلى عادات صحية سليمة، وربما ينزلك الثعبان إلى العادات الخاطئة»، بكلمات مختصرة بدأت ندى الخطيب طالبة كلية الطب تشرح فكرة حملة التوعية التى تشارك فيها إلى جانب تلاميذ المدارس.
«كان صعبا على التلاميذ أنهم يستوعبون الشرح الأكاديمى للعادات الصحية السليمة والنصائح الطبية، فلجأنا لألعاب زى السلم والتعبان والمكعبات، ووزعنا عليهم بونبون علشان يتحمسوا»، وحبات البونبون التى قالت عنها ندى والتى احتوت كل واحدة منها على معلومة طبية مثل «تفاحة فى اليوم تخلى الجسم سليم وتبعدك عن الطبيب»، والعقل السليم فى الجسم السليم»، كانت إحدى وسائل الحملة التى بدأها عدد من أعضاء الجمعية العلمية الطلابية فى كلية الطب قصر العينى احتفالا بيوم الصحة العالمى.
فى البداية قررت المجموعة الخروج من المدرجات العلمية إلى الشوارع والمدارس والجامعات، للتوعية بالأمراض الأكثر انتشارا فى مصر، أو ما يطلق عليها الأمراض المتوطنة، ولم يقتصر عملهم على يوم واحد فقط، بل امتد لأسبوعين فى أماكن مختلفة.
كان اختيار الحملة قد وقع على ثلاثة أمراض لتكون محل اهتمامها، وهى السكر، وضغط الدم، والالتهاب الكبدى الفيروسى «سى»، لكنها قررت ضم مرض الدرن أو السل، بعد ظهور حالات إصابة فى المدينة الجامعية لطالبات الأزهر، والتى كانت بمثابة جرس إنذار ينبئ بعدم دراية الكثيرين بالمرض وطرق العدوى واساليب العلاج.
بدأ تطبيق الفكرة فى المدارس وفصول محو الأمية، ووصلت إلى كلية التجارة جامعة القاهرة لتختارها الحملة مقرا لها.
وكان التحدى الأساسى هو التفكير فى الوسيلة التى تساعدهم على توصيل المعلومات الصحية، على حد قول ندى.
وقالت ندى إنها تحمست لفكرة الابتعاد عن المحاضرات والكتب الدراسية والتعامل المباشر مع المواطنين وتقديم خدمات للمريض، الذى غالبا ما يعرف أنه مصاب ببعض الأمراض، وبالفعل انضمت إلى انشطة الجمعية من عامين.
«كنا فاهمين أن مصر خالية من السل زى ما درسنا فى المناهج الدراسية، لكن على أرض الواقع اكتشفنا أن المرض موجود، ورغم إن فيه علاج شافى من المرض فإن المئات من الحالات تموت سنويا نتيجة المرض، وده جهل مش تخلف علمى».
المعلومة الطبية المباشرة لا يفضلها الطلبة لأنهم يكرهون النصائح، خاصة ما يتعلق بالصحة العامة التى لا يعرف أهميتها الكثيرون، والأساليب والمعلومات البسيطة «روشتة» يتقبلها الطالب أكثر، كما قال أحمد عادل أحد منظمى الحملة.
أحمد أكد أن المشاركة فى الحملة لا تؤثر على دراستهم بالسلب بالعكس تفيدهم فى الكثير من الأحيان، وقال: «بعد انضمامى للجمعية ارتفعت تقديراتى لأن خبرات الأعضاء الآخرين غالبا ما تكون مرجعا لى، وتخرجنى من الروتين الدراسى».