انتشرت قوات الحرس الوطني الأمريكي، من منزل إلى منزل صباح اليوم الجمعة، وذلك لإخلاء مدينة زراعية شمال سياتل، بينما تسببت فيضانات شديدة في جميع أنحاء غرب واشنطن في حصار عائلات على أسطح المنازل وغمرت الجسور واقتلعت بعض المنازل من أساساتها، حسبما أفادت وكالة أنباء أسوشيتد برس (أ ب) .
وقالت (أ ب)، إن أياما من الأمطار الغزيرة أدت إلى امتلاء الأنهار ووصولها إلى مستويات قياسية أو شبه قياسية.
وحث الحاكم بوب فيرجسون السكان في المناطق المهددة أمس الخميس على المغادرة واتباع تعليمات السلطات المحلية. ويعتقد أن ما يصل إلى 100 ألف مقيم قد تأثروا بأوامر الإخلاء.
وأوضح فيرجسون في منشور على منصة إكس: "أتفهم أن العديدين في ولايتنا قد تعرضوا لفيضانات كبيرة في الماضي". وأضاف، "مع ذلك، نحن أمام وضع تاريخي، حيث نتوقع ارتفاعاً بمقدار قدمين (61 سم) فوق مستوى الفيضان القياسي".
وتابع فيرجسون، أن أكثر من 30 طريقا سريعا رئيسيا أغلق أمام حركة المرور. وأعلن الحاكم أيضا حالة طوارئ على مستوى الولاية لحشد الأموال والموظفين الإضافيين بسرعة.
ونظرًا لخطر فشل السدود والجسور في مواجهة الفيضانات، أصدر مسئولون أول أمس الأربعاء، أوامر بصيغة "انطلقوا الآن" لعشرات الآلاف من المقيمين في سهل الفيضان لنهر سكاجيت، بما في ذلك مدينة بورلينجتون التي يبلغ عدد سكانها قرابة 10 آلاف نسمة.
وبحلول صباح اليوم الجمعة، فاضت مياه محملة بالوحل من إحدى القنوات واندفعت نحو المنازل، مما دفع إلى مزيد من التحذيرات الملحة.
وكتبت مقاطعة سكاجيت على وسائل التواصل الاجتماعي: "يجب على جميع المقيمين في مدينة بورلينجتون الإخلاء فوراً".
وقال مايكل لامبكين المتحدث باسم إدارة شرطة بورلينجتون، إن أعضاء الحرس الوطني طرقوا مئات الأبواب لإبلاغ السكان بإشعار الإخلاء ومساعدتهم في نقلهم إلى مأوى إذا لزم الأمر.
وأفاد بأن المياه كانت بعمق من قدمين إلى 3 أقدام "0.6 إلى 0.9 متر" في مناطق معينة حيث غمرت المنازل.
وأشار لامبكين، إلى أنه على الرغم من أن مستويات المياه بدت وكأنها هدأت في وقت لاحق من الصباح، "إلا أنها بالتأكيد ليست علامة على أن الأمر انتهى".
وانتهت أقوى الأمطار في المنطقة، لكن التأثير لا يزال واسع الانتشار.
وقال جيف ميشالسكي، الخبير بهيئة الأرصاد الجوية في سياتل، إن منسوب نهر سكاجيت سينخفض ببطء ولم تصل بعض الأنهار في جبال كاسكيد إلى ذروتها بعد، بينما تظل أنهار رئيسية أخرى فوق مستوى الفيضان.
وأردف ميشالسكي، أنه حتى مع انحسار مياه الفيضانات، فإن نظامًا مناخياً آخر يقترب ويمكن أن يتحرك بدءًا من يوم الأحد المقبل.
وفي الشمال، بالقرب من الحدود بين أمريكا وكندا، تم إخلاء مدن سوماس ونوكسك وإيفرسون بعد أن غمرتها المياه. وتم إغلاق معبر سوماس الحدودي وعلقت شركة أمتراك للسكك الحديدية رحلات القطارات بين سياتل وفانكوفر في مقاطعة كولومبيا البريطانية.