طارق الشناوى: شخصيتا سرحان عبدالبصير و«دسوقى أفندى» أظهرتا قدرته كممثل.. و«سبانخ» و«نوفل» الأقوى
كمال رمزى: كل مشاهده فيها لمسة صدق وإبداع.. وأداؤه استثنائى فى لقطة اكتشاف ضعف فتوة «الهلفوت»
أشرف غريب: النهايات عنده لها سحر خاصة فى «أحلام الفتى الطائر» و«المنسى»
ماجدة موريس: شخصيته فى «الإرهاب والكباب» من أهم المشاهد فى تاريخ السينما
إبراهيم عبدالمجيد: دخل مناطق محظورة فى «اللعب مع الكبار» و«النوم فى العسل» و«الغول» و«الأفوكاتو» و«إحنا بتوع الأتوبيس»
أيام قليلة تفصلنا عن عيد ميلاد الفنان عادل إمام الـ85، صاحب الرحلة الفنية الثرية والمليئة بالمحطات المتنوعة والمتميزة، والتى منحته لقب زعيم الفن العربى.
وفى السطور التالية، ترصد «الشروق» آراء نقاد ومتخصصين حول أبرز الأدوار التى لعبها، والمشهد الأهم له عبر تاريخه الفنى.
قال الناقد طارق الشناوى: حضور عادل إمام الشخصى يجعله حالة استثنائية فى تاريخ فن الأداء، ففى المسرح سنجد شخصية سرحان عبدالبصير فى مسرحية «شاهد ماشافش حاجة»، هى مفتاح أداء عادل إمام فى المنولوجات التى كان يقولها فى العرض، والتى كانت تعبر عن الإنسان الذى يعيش فى عالم خاص به، والحقيقة أنها أظهرت قدرته كممثل على تقمص الدور، أيضًا شخصية دسوقى أفندى وكيل المحامى التى لعبها فى مسرحية «أنا وهو وهى»، وإحساسة أنه ليس المحامى لكنه متقمص لشخصيته لا شعوريًّا.
وأكمل الشناوى: عادل إمام حالة خاصة جدًا، ومن المؤكد أن حضوره أمام الكاميرا أو على خشبة المسرح أو أمام ميكروفون الإذاعة يكفى لكى يسرق الاهتمام ويستحوذ على الوجدان، وفى السينما نجد الشخصية التى لعبها فى "الهلفوت" و"الأفاكاتو" و"الإنسان يعيش مرة واحدة" و"طيور الظلام" من أقوى الشخصيات الدرامية التى قدمها.
ويرى الناقد كمال رمزى أن كل مشاهده فيها لمسة إبداع وصدق من الصعب أن يتم حصرها فى مشهد واحد.
وقال: هناك عشرات المشاهد التى أحبها لعادل إمام والتى نفذها بشكل استثنائى، لكن الأبرز هو مشهد اكتشاف مدى ضعف فتوة القرية صلاح قابيل بفيلم «الهلفوت».
وأضاف: فى هذا الفيلم استطاع عادل إمام أن يجسد بصدق شخصية عرفه مشاوير من أول مشهد بهيئته غير المرتبة وشعر منعكش.
فيما أكد رمزى أن هناك أكثر من مشهد فى فيلم الإرهاب والكباب، التى تُعتبر ذروة فى الأفلام المصرية بشكل عام وليس فى تاريخ عادل إمام وحده، وإنما يم وضعها فى سياق المواقف النموذجية والتى تستحق أن تُدرّس، لكن الأبرز فى الفيلم مشهد ضعف السلطة تجاه الناس عندما تتجمهر، قدمه بشكل بديع، نجد فيه الدهشة والاستغراب.
وأكمل: من مزايا عادل إمام أنه يحطم الصورة التقليدية للنجم الوسيم، ووجهه مصرى جدًا خالٍ من جمال المفترض لنجوم تلك الفترة، وإن كان فيه طاقة إنسانية من المشاعر والانفعالات تظهر فى كل ملامح وجهه وفى صوته، فضلًا عن انتماءاته الشعبية والتى جدت صدى كبير.
وقال الناقد أشرف غريب: عادل إمام قدم 123 فيلم، من الصعب أن نحصرهم فى مشهد واحد، لكن أبرزها من وجهة نظرى مشهد نهاية فيلم «المنسى»، وهو عائد فى طريقه بعد أن خلص يسرا من يد رجال كرم مطاوع، والذين جاءوا لقتله وصوبوا مسدساتهم نحوه، وفى هذا اللحظة يخرج اهل القرية مع طلوع النهار فى طريقهم لإشغالهم، فيتراجع كرم مطاوع ورجاله ويخفضوا المسدسات، بينما يرجع «المنسى» خطوات للوراء وكأنه يحتمى بالناس.
وعلق، قائلًا: هذا المشهد مدلوله أن عادل إمام طوال الوقت «متغطى بالناس» ومحمى بهم، لأنه يرى أنه منهم، وبالتالى الناس غطاء له ويوفرون له الحماية الكاملة، وتلك النهايات القوية تخلق الأثر الكامل للفيلم، والذى يستمر مع المتلقى بعد مغادرة السينما.
وقال غريب: عندما ذهب ليعرض مسرحيته الواد سيد الشغال فى أسيوط، سألت عادل إمام وهو عائد: ألم تخف أن يندس أحدهم وسط الحشد الكبير الذى كان فى استقبالك وتصيبك رصاصة طائشة ؟.. أجاب وقتها بجملته الشهيرة التى أصبحت ترند فيما بعد «اللى محمى من الناس ما بيخافش غير من رب الناس».
وتابع غريب: «هناك أيضًا مشهد آخر كان له تأثير على قضية مجتمعية، وهو مشهد من فيلم كراكون فى الشارع عندما أجروا معه لقاء تليفزيونيًا بعد ما صنع الكراكون، وقال إنهم لا يريدون أن يصنعوا أعباء جديدة على الحكومة، لكنهم يرغبون أن يعطوهم صحراء وهم يعمرونها، وهذه كانت رسالة الفيلم إلى أجهزة الحكومة وقتها لمنح الشباب فرصة للمشاركة فى تعمير الصحراء، وبعد الفيلم توسعت الدولة بالفعل فى منح الشباب أراضى صحراوية.
وأشار أشرف غريب إلى سحر النهايات أفلامه خاصة أعماله مع وحيد حامد، ومنها المشهد الأخير لمسلسل «أحلام الفتى الطائر»، وأغنية «الأحلام مش عاوزه فوارس والأحلام بالناس تتحقق» فى نهاية مسرحية «الزعيم»، والتى تلخص فكرة المسرحية.
وقالت الناقدة ماجدة موريس: قدم عادل إمام عشرات المشاهد المهمة، لكن هناك مشاهد لا تنسى لأعمال، أبرزها مشهد فيلم «السفارة فى العمارة» عندما علم المهندس شريف خيرى، الشخصية التى لعبها عادل إمام فى الفيلم، من الأخبار التليفزيونية عن تشييع جنازة صديقه الطفل الفلسطينى «إياد»، وقدم عادل إمام المشهد بشكل رائع، والفيلم من أهم أفلامه وأقواها، سيناريو الفيلم به مواقف كثيرة مهمة، وأيضًا الشخصية التى قدمها بفيلم «الإرهاب والكباب» من أهم ما قدمه عادل إمام، خاصة أنها كان لها تأثير مجتمعى، من خلال المواطن الذى يذهب إلى مجمع التحرير لحل مشكلته فيكتشف مشاكل الناس، وهذه الشخصية بمواقفها وتفاصيلها هى الأبرز فى تاريخ السينما والدراما بشكل عام.
وتابعت موريس: المشهد الجيد الذى يجعلنا نتذكره والممثل يقوم فيه بدور كبير جدًا، يحاول أن يبدع فيه، لا بد أن هذا الجهد يكون قائمًا على سيناريو محبوب وجيد يجعله متأثرًا به وإخراج وإدارة مخرج كبير ومهم، بدون الكتابة المهمة والإخراج الجيد لا يمكن أن يقوم ممثل بمفرده أن يصنع مشهدًا عظيمًا أو يبدع فيه.
وعن المشهد الأبرز فى الدراما التليفزيونية التى قدمها عادل إمام، قالت موريس: «هناك عدة مشاهد فى مسلسل دموع فى عيون وقحة ومشهد محاولة الموساد تجنيد «جمعة الشوان» الشخصية التى لعبها فى المسلسل، وأيضًا مشهده وهو يحاول خداع رجل الموساد الذى ذهب إليه ليتفاهم معه.
قال الكاتب والروائى إبراهيم عبدالمجيد: عادل إمام فنان غزير الإنتاج لديه العديد من المشاهد فى أفلامه ومسرحياته لا تُنسى، تنوعت أفلامه بين المتعة السريعة وبين المتعة الباقية مع أفلام تدخل مناطق محظورة فى السينما مثل «الإرهاب والكباب، طيور الظلام، اللعب مع الكبار، النوم فى العسل، الغول والأفوكاتو وإحنا بتوع الأتوبيس»، وساهم كتاب ومخرجون مثل وحيد حامد ولينين الرملى وشريف عرفة ورأفت الميهى فى وضعه بقلب قضايانا المصرية المصيرية.
وأضاف: «عادل إمام يحمل وجهى الكوميديا والدراما معًا فى روحه، فهو ممثل لا يضع نفسه فى علبة واحدة، وشخصيته فى مسرحية مدرسة المشاغبين كانت انطلاقته الكبرى فى المسرح».