هل يساهم غسيل ملابسنا في ضرر أكبر للبيئة؟ دراسة تجيب - بوابة الشروق
الأحد 16 يونيو 2024 12:46 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

هل يساهم غسيل ملابسنا في ضرر أكبر للبيئة؟ دراسة تجيب

محمد نصر
نشر في: الأحد 14 يونيو 2020 - 5:22 م | آخر تحديث: الأحد 14 يونيو 2020 - 5:22 م

في كل مرة نقوم فيها بغسيل ملابسنا، فإننا نطلق الآلاف من الألياف الدقيقة للأقمشة في مياه الغسيل والتي تصل بدورها إلى الأنهار والبحار والمحيطات بما فيها من ألياف تسبب تلوثا في البيئة البحرية، اعتقد العلماء أنها قد تسبب ضررا أكبر وأخطر من الميكروبيدات (جسيمات بلاستيكية دقيقة تتواجد عادة في مستحضرات البشرة ومعجون الأسنان تم حظرها من المنتجات الاستهلاكية في أمريكا وانجلترا في السنوات الأخيرة)، إلا أن تغييرا طفيفا في عادات غسيل الملابس قد يخفض من نسبة تلوث المحيطات بنحو 30% من الألياف الدقيقة للأقمشة والتي تتسرب إلى البيئة البحرية بما يعادل شاحنتي قمامة كل يوم.

وفقا لما كشفت عنه دراسة جديدة نشرت نتائجها مجلة "بلوس ون" العلمية، فإن ما يقرب من 13 ألف طن من الألياف الدقيقة، يتم إطلاقها في البيئات البحرية الأوروبية كل عام، وربما قد يعتقد البعض أن ثمة انفصال في بين حالة المحيطات والمخاطر التي تواجه الصحة العامة، إلا أن هناك ارتباط وثيق بينهما.

الدراسة الجديدة والتي قام بها علماء من جامعة نورثمبريا شمال شرق انجلترا بالشراكة مع شركة بروكتر اند جامبل المصنعة للعديد من منتجات التنظيف ومساحيق الغسيل هي أولى دراسات الطب الشرعي حول التأثير البيئي للألياف الدقيقة المنبثقة عن غسيل الملابس المتسخة، والتي كشفت عن ما متوسطه 114 مللي جرام من الألياف الدقيقة التي تم إطلاقها لكل كيلوجرام من القماش في كل حمل غسيل خلال دورة الغسيل القياسية.

بحسب موقع فيز «phys.org»، بالنظر إلى تقرير الرابطة الدولية للصابون والمنظفات ومنتجات الصيانة (AISE) لعام 2013 فإن هناك نحو 35.6 مليار حمولة غسيل في 23 دولة أوروبية كل عام، وهو ما يشير وفق الباحثين إلى 12,709 طن من الألياف الدقيقة يتم إطلاقها من الغسالات إلى الأنهار والبحر والمحيط كل عام في أوروبا وحدها. وهذا يعادل شاحنتين قمامة بقيمة نفايات تنتهي في البيئات البحرية كل يوم.

إلا أن الباحثون قد حققوا انخفاضا بنسبة 30 ٪ في كمية الألياف الدقيقة المنبعثة عندما أجروا دورة غسيل لمدة 15 دقيقة 15 درجة مئوية ، مقارنة بدورة قياسية تبلغ 85 دقيقة 40 درجة مئوية ، بناءً على دوره غسيل منزلية نموذجية؛ وهو ما يعني أنه إذا غيرت الأسر من عاداتها إلى غسيل أكثر برودة وأسرع، فمن المحتمل أن يتم تقليص نحو 3813 طنًا من الألياف الدقيقة التي يتم إطلاقها في النظم البيئية البحرية في أوروبا.

توصلت الدراسة إلى نتائج أخرى كان منها: أن الملابس الجديدة تطلق المزيد من الألياف الدقيقة مقارنة بالملابس القديمة خلال عمليات الغسيل الثمانية الأولى، وأن أحمال الغسيل الأكبر تؤدي إلى خفض كمية الألياف المنطلقة من الملابس بسبب انخفاض نسبة الماء في النسيج، لذا ينصح فريق البحث بملء الغسالات بما يعادل ثلاثة أرباع المساحة.

تم التوصل إلى أن استخدام منعمات الأقمشة ليس لها تأثير مباشر على إطلاق الألياف الدقيقة وذلك في ظروف الغسيل الأوروبية وشمال أمريكا. إضافة إلى هذا وجد الباحثون أن 96٪ من الألياف التي تم إطلاقها من الملابس كانت طبيعية، قادمة من القطن والصوف والفيسكوز، بينما كانت نسبة الألياف الاصطناعية، مثل النايلون والبوليستر والأكريليك 4٪ فقط.

وقال جون ر. دين، أستاذ العلوم التحليلية والبيئية بجامعة نورثمبريا، الذي قاد الدراسة: "هذه أول دراسة رئيسية تفحص أحمال الغسيل المنزلية الحقيقية وإطلاق الألياف منها. لقد فوجئنا ليس فقط من مجرد كمية الألياف القادمة من أحمال الغسيل هذه، ولكن أيضًا للتأكد من أن تكوين الألياف الدقيقة الخارجة من الغسالة لا يتطابق مع تركيبة الملابس الداخلة في الغسالة، نظرًا للطريقة التي يتم بها تصنيع الأقمشة.

"من المحتمل أن يتطلب إيجاد حل نهائي لتلوث النظم البيئية البحرية بالألياف الدقيقة للملابس تدخلات كبيرة في عمليات تصنيع المنسوجات وتصميم الغسالات."

ويقول الباحثون إن الدراسة توفر أدلة لمصنعي الأجهزة لإدخال أنظمة الترشيح في تصميم الآلات وتطوير مناهج لتقليل استهلاك المياه في الغسيل، كما يأملون في أن يشجع البحث مصنعو المنسوجات على المساعدة عن طريق إجراء الغسيل المسبق المصفى لإزالة أكثر الألياف الملصقة التي يمكن أن تتحلل بسهولة.

كان أحد الجوانب الجديدة في الدراسة هو إشراك خبيرة من الطب الشرعي وهي الدكتوره كيلي شيريدان، خبير شرعي في ألياف النسيج وقد عملت في العديد من حالات القتل البارزة، والتي ساعدت توجيهاتها في إجراء البحث دون تلوث الألياف من مصادر أخرى.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك