الكتاب والناشرون يواجهون عدوانا صارخا على حقوقهم
قال الناشر السورى عدنان سالم، مؤسس دار الفكر والرئيس السابق لاتحاد الناشرين السوريين: إن احترام حقوق الملكية الفكرية بصورة عامة، ثقافة ترتبط بمستوى تحضر المجتمعات؛ تحرص عليها عندما تكون فى مرحلة مدها الحضارى، وتتجاهلها فى مراحل خروجها من دورتها الحضارية، مشيرا إلى أن احترام حقوق الملكية الفكرية، هو شرط أساسى من شروط الإبداع، وإلا فلن يكون هناك إبداع على جميع الأصعدة.
وأضاف عدنان سالم: «لكن يبدو أن عالمنا العربى لا يزال يعيش مرحلة القرصنة، واستباحة حقوق الملكية الفكرية، بذريعة حاجته لتحصيل المعرفة؛ فهو بذلك يستمرئ تخلفه ليعيش عالة على عالم المبدعين، ولا يزال الكتاب والناشرون يواجهون هذا العدوان الصارخ على حقوقهم».
وتابع: «أعرف محققا لامعا قضى عشر سنوات فى تحقيق كتاب تراثى مهم، لم يلبث حين نشره أن فوجئ بالكتاب منشورا باسم محقق آخر؛ حيث عمد ناشره إلى تكليف طالب ثانوى بتغيير بعض هوامشه لينشره، محتفظا ببضعة أخطاء فى الطبعة الأصلية لتكون دليلا فاضحا على جريمته».
واستكمل نائب رئيس اتحاد الناشرين العرب الأسبق: «منذ بضعة أسابيع لاحظ ناشر فى القاهرة أن كشف تعبئة كتب معدة للشحن إلى الأردن يتضمن كتبا يملك حقوق طبعها الحصرية، فراجع الشاحن بشأنها، فما كان من الشاحن إلا أن غير كشف التعبئة؛ حذف منه عناوين هذه الكتب، واحتفظ بها لتشحن كما هى. وهو الأمر الذى يؤكد تواطؤ الشاحن مع مروج التزوير».
وقال «سالم»: إن حماية الحقوق الفكرية، تتطلب جهودا مشتركة من المؤلفين والناشرين وأصحاب المطابع والمجلدين والشاحنين والقراء، وسائر الأطراف المعنية للكتاب، تدعمها ثقافة احترام لها فى المجتمع، لا تزال غائبة فى مجتمعاتنا، وتوفيرها يحتاج أولا إلى استئنافها دورة حضارية جديدة، هى الأولى بها فى عصر المعرفة الراهن.