- منظمة دولية تجري تجارب على عقار مصري لعلاج فيروس «سي» بتكلفة لا تتعدى 300 دولار
أعلن د. توم بوت صديقي، رئيس مجموعة البحث العلمى لأدوية فيروس سي بإحدى الشركات العالمية، والذي أشرف على أختراع عقار «كيوريفو»، أن هناك دراسات جديدة حول عقار آخر ضمن أدوية الجيل الرابع لعلاج فيروس سي قد توصلت لدوائين جديدين ما زالا بأسماء كودية وهما «APT493، وAPT530» ويساعدان على توسيع دائرة المستفيدين من الأدوية، خاصة المرضى المصابين بتليف كبدي والمعروف أنه يصعب علاجهم.
وأوضح «صديقي»، خلال مؤتمر الجمعية الأوروبية لدراسة أمراض الكبد المنعقد حاليا في برشلونه، أن الدوائين يساعدون على تقليل فترة العلاج من خلال العمل بأكثر من طريقة لتثبيط تكاثر الفيروس ومنع تكاثره، مع تقليل فترة العلاج بنسبة شفاء 100%.
وأشار إلى أن الأبحاث مستمرة لضمان توفير العلاج الآمن والفعال لـ160 مليون شخص حول العالم مصابين بالمرض؛ نظرًا لأن المرضى الذين لا يتم علاجهم يصابوا بأورام وتليفات بالكبد، ولذلك لابد من التوصل لعلاجات حديثة حتى لا يتلف الكبد.
وقال إن «كيوريفو» حاليا ضمن بروتوكولات علاج وزارة الصحة المصرية لعلاج مرضى فيروس «سي» الذين يعانون من فشل كلوي، لافتا إلى أن الشركة أجرت دراستين بمصر حاليًا بعد استخدامه.
وأوضح أن الدراسة الأولى أظهرت أن بعد 16 أسبوع من أجرائها أن المرضى الذين تم علاجهم بالعقار من بينهم مصابين بفيروس «سي وتليف كبدي تصل نسبة الشفاء بينهم إلى 100% بعد 16 أسبوعا، بينما انخفضت إلى 96% بعد 12 أسبوع.
ولفت إلى أن الدراسة الثانية أجريت على 160 مريض لمدة 24 أسبوع، وأظهرت شفاء المرضى غير المصابين بتليف بنسبة 94%، وشفاء المرضى بالمصابين بتليف بنسبة 97%، إلا أنه أرجع ذلك إلى عدم متابعة المرضى في المراكز العلاجية بعد تحسن حالتهم.
في سياق متصل، أعلنت المنظمة الدولية لعلاج الأمراض المهملة، عن توقيع اتفاقية مع إحدى الشركات المصرية للأدوية لإجراء تجارب إكلينيكية على أحد العقاقير المستحدثة لعلاج فيروس سي بتكلفة لا تتجاوز 300 دولار.
ومن جانبه، أوضح د.بيرنارد بيكول، المدير التنفيذي للمنظمة الدولية لعلاج الأمراض المهملة (DNDi)، أن التجارب التي سيتم إجرائها إذا قدر لها النجاح فيمكن أن يصبح العقار الجديد جزء من منظومة العلاج وبديلا عن الأدوية المتاحة حاليا لعلاج فيروس «سي»؛ حيث إن تكلفتها العالمية مازالت مرتفعة.
وأكد أنه من الضروري توفير علاج فيروس «سي» بإعتباره يصيب عدد كبير بجميع أنواعه الجينية، مشيرًا إلى أنه بمجرد الحصول على الموافقات اللازمة، ستطلق «المنظمة الدولية للأمراض المهملة» عددًا من التجارب الإكلينيكية في ماليزيا وتايلاند، لاختبار مدى فاعلية العقار المرشح «رافيداسفير» والعقار المسجل «سوفوسبوفير» المعروف تجاريا بـ«سوفالدي»، وذلك على جميع مرضى فيروس «سي» باختلاف النوع الجيني.
وأوضح أن العقار الجديد واحدًا من الأجيال الجديد لمضادات الفيروسات ذات المفعول المباشر لعلاج الالتهاب الكبدي الوبائي «سي»، وقد أظهرت نتائج المرحلة الثالثة من التجارب الإكلينيكية التي أجريت عليه بمصر، نجاحه فى تحقيق معدلات علاج تصل إلى 100% لمرضى النوع الجيني الرابع من فيروس «سي» عند استخدامه مع عقار «سوفوسبوفير»، وقد حصلت المنظمة الدولية لعلاج الأمراض المُهْمَلَة على موافقة لإستخدام العقار الجديد في الدول ذات الدخل المنخفض والمتوسط.
وتنص الأتفاقية بين الشركة المصرية والمنظمة الدولية «للأمراض المهملة» على توفير الشركة الأدوية الجديدة للمنظمة لإجراء التجارب الأكلينيكية مقابل 300 دولار لكل كورس علاجي، ومن أجل توسيع نطاق العمل بهذا النظام العلاجي، اتفقت الشركة المصرية -بمجرد حصولها على الموافقة- على تحديد سعر تجاري 294 دولار أو أقل لكل كورس علاجي.
ومن جانبه، أوضح وزير الصحة الماليزي، د.إس سوبرامانيام، إن الأسعار الباهظة لأدوية فيروس سي الجديدة هي السبب في استحالة قدرة الحكومات على توفير العلاج بالكميات الكافية».
تجدر الإشارة الى أن المرحلتين الثانية والثالثة من الدراسة التي ستجريها «المنظمة الدولية للأمراض المهملة» في ماليزيا وتايلاند ستتم بالتعاون الكامل بين الحكومتين، حيث ستقارن بين المركب الدوائي الجديد، والعلاج التقليدي الحالي، بمشاركة 1000 مريض، حيث سيتم تقييم الفعالية والأمان والخصائص الفرماكولوجية للمركبات الدوائية في علاج المرضى على اختلاف مستويات تليف الكبد والنوع الجيني للفيروس والإصابة أو عدم الإصابة بعدوى الإيدز.