إسلاميات(6) - بوابة الشروق
الثلاثاء 23 أبريل 2024 10:07 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

إسلاميات(6)


نشر في: الخميس 16 مايو 2019 - 10:27 ص | آخر تحديث: الخميس 16 مايو 2019 - 10:37 ص

فى مقدمة ما صرنا نعانيه تراجع قيمة العمل، والعمل هو قوام الحياة فى الإسلام.
من عَلِمَ عمل..
ومن عَمِلَ أنتج..
ومن أنتج أفلح..
من اللافت أن تتراجع قيمة العمل بينما رسخ الإسلام قيمه، ونوه بالعمل والعاملين.. وجعل من العمل شرفا.. وكان رسوله عليه الصلاة والسلام إماما للعاملين، ومثالا للتقديس العميق لقيمة العمل وشرفه من طفولته وصباه إلى شبابه وكهولته وشيخوخته.
لم تثنه عنه مهام النبوة ولا أعباء الدعوة.. رعى الغنم، وباشر التجارة فى أمانة وبركة ظلت مضرب الأمثال.. يخصف نعله بيده.. ويشارك المسلمين حفر الخندق حتى يتعفر وجهه الكريم بالتراب ويقول حانيا لمن رجوه أن يترك ذلك لهم: أعلم أنكم تكفوننى، ولكن الله تعالى يحب العبد المحترف ويكره العبد البطال!.
لم يكن العمل عنده مجرد غاية للمعاش، وإنما كان أسلوب حياة... يقول عليه السلام لأصحابه: «من الذنوب ذنوبٌ لا يكفرها إلا الهمُّ فى طلب المعيشة... »، «من أمسى كالا من عمل يده أمسى مغفورا له».
إن الحياة فى سنة الخالق جل شأنه ــ لا تستقيم إلاَ على سننٍ وأسباب، ومن هنا كان العمل هو قوام الحياة ومناط الفضل بين الناس.. «تَبَارَكَ الَذِى بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِ شَيْءٍ قَدِيرٌ * الَذِى خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُكُمْ أَحْسَنُ عَمَلا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ»
(الملك 1، 2)..
العمل الذى تغياه الإسلام، هو العمل الصادق المتقن.. وفى الحديث: «إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه»..
كان العمل دستور النبى المصطفى وصحابته.. يقول عمر بن الخطاب رضى الله عنه لمن صادفهم فارغين من العمل.. «لا يقعد أحدكم عن طلب الرزق ويقول اللهم ارزقنى، فقد علمتم أن السماء لا تمطر ذهبا ولا فضة»!
إن الله تبارك وتعالى إذْ جعل النهار معاشا وخلق الدنيا وجعل لنا فيها معايشَ وسبلا، فإنه قد أمرنا بأن نضرب فى الأرض وننتشر فى ربوعها ونبتغى من فضله.. يريدنا سبحانه على أن نعطىَ الحياة كى تعطيَنَا.
الاستعانة بالله لا توقف واجب العمل أو تبطل سنة الأسباب.. وفى الحديث النبوى:
«المؤمن القوى خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف. احرص على ما ينفعك واستعن بالله، ولا تعجز».

Email :rattia2@hotmail.com
www.ragai2009.com



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك