مروان البرغوثي مانديلا فلسطين .. تاريخ نضال الأسير القائد في سجون الاحتلال - بوابة الشروق
الأحد 17 أغسطس 2025 6:33 ص القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تتوقع النجاح لنظام الدوري المصري الجديد في ظل مشاركة 21 فريقًا؟

مروان البرغوثي مانديلا فلسطين .. تاريخ نضال الأسير القائد في سجون الاحتلال

محمد حسين
نشر في: السبت 16 أغسطس 2025 - 11:26 ص | آخر تحديث: السبت 16 أغسطس 2025 - 11:26 ص

أثار مشهد اقتحام وزير الأمن القومي في حكومة الاحتلال الإسرائيلي إيتمار بن غفير الزنزانة الانفرادية للقيادي الفلسطيني البارز مروان البرغوثي في سجن "ريمون"، الخميس، موجة واسعة من الغضب والإدانة.

وأظهر الفيديو الذي بثته وسائل إعلام عبرية "البرغوثي" بملامح هزيلة وحالة صحية متدهورة، بينما وجّه له بن غفير تهديداً صريحاً قائلاً: "من يقتل أطفالنا أو نساءنا فسنمحوه، أنتم لن تنتصروا علينا".

يذكر أن البرغوثي، معتقل منذ أبريل 2002، ومحكوم عليه بخمسة مؤبدات و40 عامًا إضافيًا، فضلًا عن أنه يعتبر أول عضو من اللجنة المركزية لحركة فتح، وأول نائب فلسطيني تعتقله سلطات الاحتلال وتحكم عليه بالسّجن مدى الحياة.


ورأت مؤسسات الأسرى وشخصيات فلسطينية، أن الاحتلال يستهدف البرغوثي بسياسة انتقامية ممنهجة، تسعى إلى إذلال الأسرى وحرمانهم من أبسط حقوقهم الإنسانية، عبر فرض ظروف اعتقال قاسية وعزل انفرادي متواصل.

وحمّلت وزارة الخارجية الفلسطينية، الحكومة الإسرائيلية، على المستوى الرسمي، المسئولية الكاملة عن حياة الأسير مروان البرغوثي، مؤكدة أن هذا الاعتداء يشكّل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي وحقوق الأسرى، ويستدعي تدخلًا عاجلًا من المؤسسات الدولية لوقف هذه الانتهاكات، مطالبة بتدخل فوري لحماية الأسرى وضمان الإفراج عنهم.

* الشبيبة الفتحاوية

تعرض "البرغوثي"، للاعتقال لأول مرة عام 1976، ثم أعاد الاحتلال اعتقاله للمرة الثانية عام 1978، وللمرة الثالثة عام 1983، وبعد الإفراج عنه عام 1983 التحق بجامعة بيرزيت، وانتُخب رئيسًا لمجلس الطلبة لمدة ثلاث سنوات متتالية، وعمل على تأسيس حركة الشبيبة الفتحاوية، إلى أن أعاد الاحتلال اعتقاله مجددًا عام 1984 لفترة قصيرة، وتلاه اعتقال عام 1985 استمر لمدة 50 يومًا، تعرض خلالها لتحقيق قاسٍ، وفُرضت عليه الإقامة الجبرية واعتُقل إداريًا في العام ذاته، وفقًا لما نشرت وكالة الأنباء الفلسطينية.

* مانديلا فلسطين وطوفان الأقصى

وعقدت الجامعة الأمريكية بالقاهرة فعالية لإحياء الذكرى السادسة والسبعين للنكبة الفلسطينية في مايو 2024، وكانت قضية "البرغوثي" حاضرة بقوة، وحلّت زوجته فدوى البرغوثي ضيفة على إحدى الندوات.

وذكرت زوجة البرغوثي، أنه مر بتجربة الاعتقال وهو في الـ18 من عمره، وحينها تعرض للاعتداء من قبل جنود الاحتلال ما خلّف ندبة بارزة على جبينه، وبعد ما يزيد على 4 عقود طالته اعتداءات جديدة بعد 7 أكتوبر أصابت الجهة المقابلة من جبهته، لتكون المسافة بين الندبتين رمزية لمسيرة نضاله التي لم تتوقف ولو ليوم واحد.

وأشارت إلى أن مروان البرغوثي، ناقش رسالة الدكتوراه بإحدى الجامعات المصرية من داخل محبسه في سابقة عالمية، ونال عنها درجة الامتياز.

وأوضحت سبب امتناع إسرائيل عن الإفراج عن مروان، كونه يحمل مشروعاً سياسياً منفتحاً وصيغة توافق مع رؤية المجتمعات الدولية، ما يقطع على الاحتلال مبرراته وحججه.

وأكدت أن العالم يقدّر تجربة مروان النضالية ويتعامل معه بوصفه مانديلا فلسطين، فمع زيارتها لأكثر من 50 دولة في العالم لاقت التضامن مع قضيته، ومنحت 15 مدينة أوروبية مواطنة شرف لزوجها.

كما نُظمت مهرجانات واحتفالات على شرفه في مختلف المدن الفرنسية التي رفعت صورته وتضامنت مع قضية الأسرى، فضلاً عن إطلاق اسمه على شوارع في مدن مختلفة حول العالم.

* قائد سياسي من خلف القضبان

ساهم البرغوثي أثناء اعتقاله في صياغة "وثيقة الوفاق الوطني" الصادرة عن القادة الأسرى لمختلف الفصائل الفلسطينية في سجون الاحتلال الإسرائيلي.

وتضمنت الوثيقة التمسك بقرارات الشرعية الدولية والمبادرة العربية في قمة بيروت والدعوة إلى مؤتمر دولي، إضافة إلى حصر عمليات المقاومة داخل حدود 1967.

كما دعت الوثيقة إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية على أساس يضمن مشاركة كافة الكتل البرلمانية، خاصة فتح وحماس.

وفي انتخابات 2006 ترأس القائمة الموحدة لحركة فتح في الانتخابات التشريعية الفلسطينية الثانية، وفاز بعضوية المجلس، كما فاز بعضوية اللجنة المركزية لحركة فتح في المؤتمر السادس الذي عُقد بمدينة بيت لحم عام 2009.

* فلسفة المناضل المعتقل

وعبّر البرغوثي عن فلسفته النضالية داخل سجون الاحتلال من خلال كتابه: "ألف يوم في زنزانة العزل الانفرادي"، قائلاً: "على المناضل المعتقل أن يشعر بالعزة والكرامة، وأن يتغلب على مشاعره وعواطفه بسبب بُعده عن أهله وأمه وأبيه وزوجته وأبنائه وأشقائه وأصدقائه وأصحابه، على المناضل أن يتغلب بكل كبرياء على محاولات الإذلال والقهر والإهانة، وأن يدرك أن الذي أمامه عدو قاتل للأطفال والنساء، وألا يشعر بالضعف أو الخوف بسبب الإهانة، حتى لو بصق عليه المحقق، على المناضل ألا يخشى الضرب والتعذيب والحرمان من النوم والطعام والتدخين، بل عليه أن يواجه كل هذا الذل بكثير من الاعتزاز والشعور بالكرامة الوطنية، ويجب أن يشعر أنه رسول شعبه وأمته، ويمثل كل ما يحمله من كرامة وشموخ وكبرياء".



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك