تشهد محافظة الوادي الجديد حاليًا موسم جني البلح، المعروف باسم موسم "الدميرة"، وهو المسمى الواحاتي القديم لجني البلح السيوي النصف الجاف، المعروف أيضًا بالبلح الصعيدي.

ويشهد هذا الموسم حالة من الارتياح بين المزارعين، في ظل ارتفاع سعر كيلو البلح الصعيدي، الذي وصل إلى 48 جنيهًا للكيلو من المزرعة بمركز الداخلة، و45 جنيهًا من المزرعة بمركز الخارجة، فيما قفز سعر بلح المجدول إلى 220 جنيهًا للكيلو من داخل المزرعة.

موسم مهم وعوائد مرضية

يقول محمود إسماعيل، مزارع تمور من مركز الخارجة بالوادي الجديد، إن موسم جني البلح يُعد من المواسم المهمة في المحافظة، حيث يتزامن مع بداية شهر توت في التقويم القبطي الزراعي القديم، ويمثل مصدر فرح وأمل للأهالي منذ القدم، نظرًا لكونه مصدر دخل رئيسي لهم.

وأضاف: "هذا الموسم شهد ارتفاعًا في الأسعار، حيث بلغ سعر الكيلو 45 جنيهًا في مركز الخارجة، وهو سعر مناسب وعادل بالنظر إلى التكاليف المرتفعة التي يتحملها المزارعون سنويًا من تسميد، ومقاومة للآفات، وأجور للعمالة، مما يجعل من الضروري أن يكون السعر مرتفعًا لضمان تحقيق ربح مناسب".

وأوضح في تصريحاته لـ الشروق، أن جودة البلح هذا الموسم مرتفعة، في ظل انخفاض معدلات الطرح، وارتفاع حجم الثمار، وسط الاهتمام المستمر من جانب المزارعين بمقاومة الآفات، والتسميد، والري الجيد، مؤكدًا أن الأهالي يرفعون هذا العام شعار: "بلح الوادي الجديد في العلالي"، وسط حالة من الفرحة العامة بسبب ارتفاع الأسعار وتحقيق عوائد جيدة.

دعم جمعياتي وتسويق متوازن

من جانبه، أوضح محمود الشاذلي، رئيس مجلس إدارة الجمعية الزراعية المركزية بالوادي الجديد، أن السعر الحالي للبلح مناسب جدًا، مشيرًا إلى أن الجمعية تعمل على ضمان شراء المحصول سنويًا بسعر يرضي المزارعين، وتسعى دائمًا إلى فتح أسواق جديدة في ظل زيادة الطلب من التجار والمصدرين.

وأضاف أن المحافظة تضم مصنعين للجمعية الزراعية في مركزي الخارجة والداخلة، بالإضافة إلى ثلاجات لحفظ التمور ذات طاقة استيعابية مرتفعة، مما يعزز من قيمة وسعر المنتج ويخدم حقوق المزارعين.

استقرار وإنتاج مرتفع

في السياق ذاته، أكد الدكتور مجد المرسي، وكيل وزارة الزراعة بالوادي الجديد، أن موسم جني التمور هذا العام يشهد حالة من الاستقرار والارتياح من جانب المزارعين والتجار وأصحاب المصانع.

وأرجع ارتفاع الأسعار هذا الموسم إلى تعطش السوق للتمور وعدم بقاء أي كميات من الموسم الماضي، بالإضافة إلى جودة الثمار نتيجة الاهتمام بالإرشاد الزراعي ومقاومة الآفات والمعاملات السنوية الجيدة لأشجار النخيل.

وأشار المرسي، في تصريحات خاصة لـ"الشروق"، إلى أن المحافظة تنتج نحو 175 ألف طن من البلح سنويًا، بواقع إنتاج حوالي 125 ألف طن من البلح السيوي النصف جاف (المعروف محليًا بالبلح الصعيدي)، وهو أشهر الأنواع بالمحافظة، إلى جانب 50 ألف طن من البلح البارحي والمجدول، وغيرها من الأصناف التي تسعى المحافظة للتوسع في زراعتها.

وأكد أن سعر كيلو البلح المجدول وصل إلى 220 جنيهًا من المزرعة، فيما بلغ سعر الصعيدي 45 جنيهًا بمركز الخارجة، و48 جنيهًا بمركز الداخلة، مشيرًا إلى أن عدد النخيل بالمحافظة وصل إلى 4.8 ملايين نخلة، مع الاقتراب من تعداد 5 ملايين نخلة، وزراعة أصناف مختلفة ذات عوائد اقتصادية مرتفعة.

رسوم لتعزيز القيمة المحلية

من جانبه، كشف مصدر مسؤول بمحافظة الوادي الجديد، أن فرض رسوم على خروج البلح الخام والمصنّع يهدف إلى تعزيز قيمة المنتج المحلي والحفاظ على سعر مناسب.

وأوضح أن عوائد هذه الرسوم تُستخدم في تحسين الخدمات الزراعية وحماية النخيل من الأمراض، بما يعود بالنفع المباشر على المواطنين.

وأشار إلى أن الرسوم المفروضة لا تتعدى جنيهًا ونصفًا على الكيلو الواحد بالنسبة للبلح الخام، ويتم تحميلها على طن البلح المُنقل خارج المحافظة، في ظل تخزين كميات ضخمة من البلح خارج الإقليم وتحقيق التجار مكاسب كبيرة، ما يجعل من الرسوم وسيلة لحماية المنتج المحلي وتعظيم قيمته.

وأكد أن مجمع تمور الوادي الجديد الحكومي رفع سعر التمور إلى 45 جنيهًا للكيلو، في خطوة لضبط الأسعار بالسوق ومنع الاحتكار أو سيطرة فئات محددة على التسويق.