استبعد الدكتور مصطفى الفقي، الدبلوماسي السابق وأستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن تكون مقولة الرئيس عبد الفتاح السيسي، بأن «مصر لن تركع إلا لله»، رسالة موجهة للمملكة العربية السعودية.
وأضاف «الفقي»، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامية لميس الحديدي، في برنامج «هنا العاصمة»، المذاع عبر فضائية «سي بي سي»، أمس السبت، أن العلاقات السعودية-المصرية، لا تسمح بركوع طرف للطرف الآخر، متابعًا: «العلاقات بين الدولتين متكاملة وليست متنافسة، وطبيعة العلاقة بين الشعبين لها خصوصية شديدة جدًا».
وأوضح أن العلاقة بين الدولتين شهدت بعض الأزمات خاصة في عهد محمد، علي، والرئيس الراحل جمال عبد الناصر، مؤكدًا أن الروح العامة للعلاقة بين خادم الحرمي، والرئيس المصري، بغض النظر عن الشخصيات، كانت ترتفع فوق كل هذه الخلافات.
واستطرد قائلًا: «الأمر برمته اختلاف طفيف في وجهات النظر حول الوضع السوري، فمصر أولوياتها في هذا الشأن هو وحدة الأراضي السورية، وإنهاء الأوضاع الدامية، وإدخال مواد الإغاثة، فيما ترى السعودية ضرورة اقتلاع جذور نظام بشار، قبل أي تسوية».
وأكد أن وقوف السعودية بجانب مصر، وتقديم الدعم المادي لها، خلال الفترة الماضية لا يعني حرامان القاهرة، من أن يكون لها وجهات نظر تختلف عن الموقف السعودي، مطالبًا كلا الجانبين بضبط النفس، وإيقاف الحملات الإعلامية، والإحساس بأن ما يجري هو مؤامرة على المنطقة، والعمل العربي بالكامل.
وكانت مصر قد صوتت لصالح مشروع قرار روسي، بمجلس الأمن، بشأن الأزمة السورية، وهو ما أثار غضب بعض الدوائر السعودية.
وأعقب تصويت مصر على هذا القرار، قيام شركة «أرامكو» السعودية، بإبلاغ الهيئة العامة للبترول، بوقف توريد شحنات المواد البترولية المتفق عليها، وذلك دون إبداء أي أسباب، كما غادر أحمد القطان، السفير السعودي بمصر، القاهرة متجهًا إلى الرياض؛ وذلك لبحث مستجدات العلاقات المصرية السعودية.