ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن مساعدة سكان غزة خلقت بؤرة توتر بين حاكم ولاية فلوريدا رون ديسانتيس، والحاكمة السابق لولاية ساوث كارولينا نيكي هايلي، مشيرة إلى أن المرشحين الجمهوريين للرئاسة بدا أنهما يختلفان في المواقف تجاه المدنيين في قطاع غزة وسط ترقب لغزو بري إسرائيلي للقطاع.

واعتبرت الصحيفة في تقرير لها أن الأزمة الإنسانية المتفاقمة في قطاع غزة تدق "إسفيناً" بين ديسانتيس وهايلي، المرشحين الجمهوريين البارزين للرئاسة، اللذين تجادلا بشدة، الأحد، بشأن ما إذا كان يتعين على الولايات المتحدة مساعدة الفلسطينيين في القطاع قبل غزو إسرائيلي متوقع.

* ديسانتيس يتهم سكان غزة بمعاداة السامية

ولدى ظهور ديسانتيس عبر شبكة "سي بي إس" الأمريكية، زاد من حدة التصريحات التي أدلى بها قبل يوم في ولاية أيوا، حيث عارض بشدة مساعدة المدنيين الذين تم الزج بهم إلى قلب الصراع.

وقال ديسانتيس: "إنهم يعلمون الأطفال كراهية اليهود. الكتب المدرسية لا يوجد بها إسرائيل حتى على الخريطة". وتابع إنهم يعدون كل طفل لارتكاب هجمات إرهابية. لذا أعتقد أنها ثقافة سامة"، على حد زعمه.

من جانبها، ردت هايلي على هذا الرأي خلال حوار مع شبكة "سي إن إن" الإخبارية الأمريكية، يوم الأحد، قائلة: "لطالما كانت أمريكا متعاطفة مع حقيقة أنه يمكن فصل المدنيين عن الإرهابيين"، وجاء ذلك بعدما عرض أمامها مقطع فيديو تظهر فيه التعليقات الأولى لديسانتيس.

ويكافح قرابة المليون شخص نقص الغذاء والمياه النظيفة والمأوى في غزة، التي تتأهب لمواجهة غزو بري إسرائيلي عقب الهجمات التي شنتها حركة حماس الفلسطينية على إسرائيل وتمكنها من أسر عشرات الإسرائيليين.

وخلال فاعلية انتخابية، السبت، قال ديسانتيس: "إذا نظرتم إلى كيفية تصرفهم، ليس جميعهم من حماس، لكنهم جميعا معادون للسامية. لا أحد منهم يؤمن بحق إسرائيل في الوجود"، على حد تعبيره.

وأضاف: "يجب أن تستقبلهم الدول العربية.. إذا كان هناك لاجئين، لن يأتوا إلى الولايات المتحدة".

وتابع: "كان هناك احتفاء كبير بتلك الهجمات في قطاع غزة من جانب العديد من أولئك الأشخاص الذين ليسوا (أعضاء) في حماس".

وفي مجلس النواب الأمريكي، أعلن النائبان توم تيفاني من ولاية ويسكونسن وآندي أوجلز من ولاية تينيسي، وكلاهما جمهوري، أنهما يخططان لتقديم مشروع قانون لمنع إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن من إصدار تأشيرات لحاملي جوازات السفر الفلسطينية.

وعند سؤال ديسانتيس عما إذا كان سينصح إسرائيل بوقف هجماتها على البنية التحتية التي توفر المياه والكهرباء لغزة، قال: "لا أعتقد أنهم ملزمون بتوفير المياه وهذه الخدمات أثناء احتجاز الأسرى".

*هايلي تعارض موقف ديسانتس وتهاجم ترامب

في المقابل، ضربت هايلي وتراً أكثر تعاطفاً في وقت سابق يوم الأحد، قائلة إن نسبة كبيرة من الفلسطينيين والإيرانيين لا يؤيدون العنف وأن الكثيرين من هؤلاء الأشخاص يريدون التحرر مما وصفته بـ"الحكم الإرهابي".

وبينما أعرب المرشحان الجمهوريان التضامن مع إسرائيل في أعقاب هجمات حماس، اشتبكا مع بعضهما البعض بشأن من الأكثر ولاء إلى إسرائيل، الحليف الأقرب لأمريكا في الشرق الأوسط، والدور الأمريكي في الصراعات بالخارج.

وواصلت هايلي، الأحد، إدانة ترامب، لإشارته إلى جماعة حزب الله اللبنانية، بـ"الذكية للغاية" بينما انتقد رئيس الوزراء الإسرائيلي والمخابرات الإسرائيلية.

واتهمت ترامب بتشجيع خصوم الولايات المتحدة وجذب الانتباه إلى نفسه.

وقالت هايلي لـ"سي إن إن": "لا تذهب وتثني على أي منهم لأن ذلك يجعل أمريكا تبدو ضعيفة".

ووجهت هايلي انتقادات جديدة للرئيس بايدن، قائلة إنه لم يكن يجب عليه الموافقة أبداً على الإفراج عن الـ6 مليارات دولار من أموال عائدات النفط المجمدة لإيران للأغراض الإنسانية في إطار صفقة إطلاق سراح السجناء التي أعلن عنها في أغسطس الماضي.