الهاربون من جحيم الصراع السورى مورد ثمين لسوق العمل الألمانية فى المهن اليدوية والحرفية.. ودعوات لتسهيل اندماجهم بالبلد الأوروبى
يمتدح روبرت منهوفر، صاحب «كاراج» لتصليح السيارات فى ألمانيا، الشاب السورى جورج الذى وظفه كمتدرب، على غرار ما يفعله عدد متزايد من أرباب العمل الألمان، قائلا: «سيكون ميكانيكيا استثنائيا».
ويعتبر اللاجئون السوريون بالنسبة للبعض فى ألمانيا، موردا ثمينا لسد ثغرات فى سوق العمل الألمانية، التى تنقصها الأيدى العاملة فى المهن اليدوية والحرفية، حسب وكالة الصحافة الفرنسية.
ويمضى منهوفر «59 عاما» قائلا عن جورج: «لا يمكن التفوق عليه فى كل ما يتعلق بالممارسة العملية». ويضيف: «أما بالنسبة للناحية النظرية، فلا تسير الأمور على ما يرام بسبب اللغة»، رغم أنه يتكلم الألمانية بشكل جيد، بعد أن تعلم بعضها منذ وصوله إلى البلد الأوروبى.
ووصل جورج رومانوس «21 عاما» المسيحى السورى، إلى بافاريا وحيدا، فى ربيع 2013 بعد رحلة طويلة لا يود التحدث عنها. وعلى غراره، وصل نحو 86 ألف سورى منذ مطلع 2013 إلى ألمانيا هربا من الحرب فى بلادهم. ويعمل الشاب السورى منذ سبتمبر 2015 فى الكاراج، فيما يتابع دروسا فى المدرسة المهنية. وهو يرضى تماما رب عمله الذى يقارنه مع الشباب الألمان «الخمولين» برأيه.
ويتقاضى جورج، أجرا إجماليا قدره 675 يورو فى الشهر، وقد استأجر شقة صغيرة تسدد إيجارها وكالة العمالة.
ولا يلقى اللاجئون ترحيبا فى كل مكان فى ألمانيا، وعلى الأخص فى الشرق، حيث جرت تظاهرات ضد مراكز لايواء اللاجئين، غير أنهم يعتبرون فى المناطق الأخرى بمثابة مورد ثمين للشركات التى تحتاج إلى عمال جدد لاسيما فى مجال المهن اليدوية والحرفية.
وتزداد الدعوات فى الأوساط الاقتصادية، من أجل إقرار قانون يسهل اندماجهم بسرعة أكبر فى سوق العمل.
ولم يعد نظام الأعداد الخاص بألمانيا، والذى يقوم على مزيج من الدراسة والتدريب المهنى، يجتذب العديد من طالبى العمل، حيث بقيت نحو 80 ألف وظيفة متدرب شاغرة فى خريف 2014. وقال روبرت منهوفر: «الآن يفضل الجميع الدراسة فى جامعة».
ورغم أن التعقيدات الإدارية التى تأتى فى مقدمتها احتمالية طرد طالب اللجوء من البلاد خلال الفترة، بين تقديم الطلب والموافقة عليه «تستغرق أشهر»، بدا يلوح بصيص أمل فى إمكانية تجاوز التعقيدات الإدارية من أجل دمج المهاجرين والاستفادة منهم فى سوق العمل.
ولم يكن يحق لطالبى اللجوء فى ما مضى العمل طوال التسعة الأشهر الأولى التى تعقب وصولهم إلى البلد، غير أنه تم تخفيض هذه المهلة فى نوفمبر إلى ثلاثة أشهر. ومنذ يناير، منحت وكالة العمالة أكثر من ستة آلاف إذن عمل لهذه الفئة من الأجانب.