صدر في سلسلة "كتاب الجمهورية" كتاب "مؤرخ الفن الجميل"، وهو عن الكاتب عبدالله أحمد عبدالله الشهير بـ"ميكي ماوس"، ومن تأليف الكاتب الصحفي زكي مصطفى.
ويواكب صدور هذا الكتاب مرور 100 عام على ميلاد عبدالله أحمد عبدالله، فهو مولود في 10 أكتوبر 1919 ووافته المنية في 18 ديسمبر 1996.
ومؤلف الكتاب هو الصحفي بجريدة "الجممهرية" زكي مصطفى الذي بدأ علاقته بالفن منذ طفولته حيث كانت انطلاقته من مجاورته لشارعي محمد علي وعماد الدين، وكان طريقه اليومي من منزله بباب الخلق يجبره على المرور من هناك، فوقع في غرام أهل الفن وعرفهم وصادقهم منذ طفولته، وكبر بعشقه ليمر بمراحل عديدة كانت أبرزها علاقته بالمؤرخ الجميل الطريف خفيف الدم صاحب الصوت والصورة المميزين والشكل المميز والنطق اللافت للنظر عبدالله أحمد عبدالله مما آهله للحصول على لقب "ميكى ماوس" نظرا لطريقته الطريفة في النطق.
وهكذا تحول عيب اللسان إلى ميزة وضعت عبدالله أحمد عبدالله من بين أهم ظرفاء عصره من مؤرخي السينما والمسرح والإذاعة والتلفزيون.
الكتاب هو العدد الأحدث في سلسلة "كتاب الجمهورية" الذى يرأس تحريرها الكاتب الشاب وليد البلاسي، ويحكي سيرة ميكي ماوس من واقع تاريخ العلاقة الوطيدة بين زكي مصطفى وعبدالله أحمد عبدالله وبتفويض من عائلته الكريمة.
وعبدالله أحمد عبدالله، ولد بحي باب الشعرية بالقاهرة، وكان يوقع مقالاته باسم "ميكي ماوس" وهو مؤرخ فني، وكان له برنامج تلفزيوني أسبوعي باسم "نجوم لها تاريخ" يتحدث فيه عن قصص الفنانين المصريين وأسرارهم التي لا يعرفها الجمهور.
ومن أبرز كتب عبدالله أحمد عبدالله: "الصحافة الفكاهية"، "اضحك يضحك لك العالم"، "50 سنة فكاهة"، "حكايات ميكي ماوس"، "ألوان من الضحك"، "60 سنة سينما"، "عالم النجوم"، "رادار في الوسط الفني".
وبدأ عبدالله أحمد عبدالله حياته متحمسا للفن السينمائي، حيث عمل في النشاط الفني المدرسي، ودعا وهو طالب بالمرحلة الثانوية إلى عقد أول مؤتمر سينمائي مصري في عام 1936، وكان عمره لم يتجاوز الـ17، وانتخب سكرتيرا عاما لذلك المؤتمر.
وترك الدراسة لكي يعمل بالصحافة والسينما، وفي عام 1938 أطلق عليه لقب (ميكي ماوس) حيث كان يعمل في جريدة تسمى (الحديقة والمنزل) وقدم له إسماعيل كامل رسما كاريكاتيريا لميكي ماوس منشورا في مجلة "لايف" الفرنسية، وطلب منه كتابة زجل عنه، وعندما كتبه اقترح عليه أن يوقع باسم ميكي ماوس واستمر يحمل هذا اللقب حتى وفاته.
في الصحافة، شغل عدة مناصب حيث عمل في الأربعينيات محررا في 13 مجلة في وقت واحد، وعمل سكرتير تحرير "الشعلة"، وسكرتير تحرير مجلة "روز اليوسف" وسكرتير تحرير مجلة "السياسة الأسبوعية"، ورئيس تحرير مجلة "البعكوكة".
وعمل كذلك مساعدا للإخراج السينمائي، وكتب سيناريوات العديد من الأفلام منها: (نور العيون - حلوة وكدابة - أبو الدهب) وقدم العديد من البرامج الإذاعية وله أوبريت إذاعي باسم "آدم وحواء".
كتب أول أوبريت للتليفزيون عام 1960، وأذيع في أول يوم للإرسال التلفزيوني، وكتب عدة أغنيات منها (أحن إليك في سكون الليل - مجمع الأحباب)، أصدر 30 كتابا عن نجوم الفن وحياتهم والصحافة الفنية وآخر كتبه "تحية كاريوكا الفنانة الأسطورة".
وكما جاء في الكتاب فإن عبدالله أحمد عبدالله هو أول من أدخل فكرة حملات التسويق التجاري للفيلم المصري، ويعتبر أحد 5 مؤسسين لجمعية المؤلفين والملحنين المصريين والتي صار رئيسا لها عامي 1956 و1957، ويرجع إليه الفضل في اكتشاف أنيس عبيد مترجم الأفلام، وآخر أعماله تسجيل 30 حلقة عن الحياة الفنية بالقناة الثالثة للتليفزيون.
نال عبدالله أحمد عبدالله جائزة من إذاعة لندن العربية عام 1941، كما نال جائزة الدولة لرواد السينما، وجائزة النقاد السينمائية، وجائزة جمعية أصدقاء وفناني الشاشة الصغيرة.