أعلن عملاق التكنولوجيا والملياردير الأمريكى، بيل جيتس، عبر مدونته عن قائمة ترشيحات الكتب للقراءة الصيفية السنوية لعام 2021، والتى حملت عنوان: «العلاقة المعقدة بين الإنسانية والطبيعة».
وقال «جيتس» إنه اختار هذا العنوان لأنه يعبر عن حالة الفوضى التى سادت الطبيعة بعد تفشى وباء «كورونا» المُستجد، كما أنه يشير أيضًا لأحدث اهتماماته بشأن قضية المناخ الذى دفعه شهر فبراير الماضى لنشر كتاب بعنوان «كيف نتجنب كارثة المناخ: الحلول المقترحة والإنجازات المطلوبة»، مؤكدا فيه على الضرورة المُلِحّة لتغيير المناخ وتقديم مخطط لكيفية معالجة المشكلة.
وذكر «جيتس» أن مواضيع الكتب هذا العام تتأرجح بين البحث العلمى الذى يحاول جاهدًا إنقاذ كوكب الأرض من الأضرار التى لحقت به على يد البشر، وإلقاء نظرة على طريقة عمل الجهاز المناعى وقدرته المذهلة على مقاومة الأمراض، ومذكرات الرئيس السابق باراك أوباما الجديدة، بالإضافة إلى رواية عن مجموعة من الناس العاديين الذين يقاتلون لإنقاذ الأشجار، وكتاب يسرد بالوقائع التفصيلية انهيار إحدى أعظم الشركات الأمريكية فى البورصة.
وفيما يلى الكتب الخمسة التى يوصى بها «جيتس» للقراءة فى الصيف نقلًا عن موقع «سى إن بى سى» الإخبارى.
ــ «تحت سماء بيضاء: طبيعة المستقبل»
يعد هذا الكتاب الثالث للكاتبة إليزابيث كولبيرت الحائزة على جائزة «البوليتزر»، بعد إصدارها الأول بعنوان «ملاحظات ميدانية عن الكارثة: الإنسان والطبيعة وتغير المناخ» والثانى بعنوان «الانقراض السادس»، وتتساءل عبر صفحات الكتاب عن إذا ما كانت الابتكارات البشرية هى وسيلة خلاص كوكبنا الحقيقية من الدمار؟
ويتناول الكتاب عدة قضايا بيئية وعلمية محورية؛ مثل: إنقاذ الشعاب المرجانية، وتحرير الجينات والهندسة الجيولوجية، والتى تتضمن إجراء تغييرات مؤقتة فى الغلاف الجوى أو المحيطات من أجل التحكم فى درجة حرارة الأرض.
وقد قال «جيتس» عن الكتاب: «أنا سعيد لأن الكُتّاب الأذكياء من أمثال إليزابيث يذكروننا بمخاطر محاولة التدخل فى الطبيعة، لكننى أتمنى لو أنها استكشفت أيضًا إن كانت النتائج تستحق المخاطرة، أو على الأقل تطرح لنا البدائل».
ولا يتفق «جيتس» مع الكاتبة فى كل وجهات النظر؛ حيث يقول: «لا أعتقد أنه من الحتمى أن يستمر البشر فى تخريب البيئة إلى الأبد؛ لأنه مع ارتفاع مستوى المعيشة، تنخفض مستويات النمو السكانى ويبدأ الناس فى تكريس الموارد للحفاظ على البيئة»، وتابع: «كما أننا نعمل حاليًا على تطوير طرق جديدة لفهم حجم تأثيرنا على الطبيعة، بما فى ذلك نماذج الكمبيوتر التى يمكنها التنبؤ بكيفية استجابة مجموعات البعوض للمحاولات المختلفة لقتلها وغيرها».
ــ «أرض الميعاد» لباراك أوباما
عبّر «جيتس» عن بالغ إعجابه بمذكرات الرئيس السابق باراك أوباما لما اتسمت به من حذاقة ودقة فى الوصف، وقال: «عليك أن تكون شخصًا صريحًا إلى أبعد الحدود إذا ما كنت بصدد كتابة سيرة ذاتية، وهو الأمر البعيد كل البعد عن طبيعة السياسة والسياسيين، ولكن لحسن الحظ، الرئيس أوباما ليس مثل معظم السياسيين»، وأضاف: «أرض الميعاد كتاب لا يحاول بيع نفسه عن طريق الادّعاء بأن صاحبه منزّه عن اللغط أو أنه لم يرتكب الأخطاء».
ويستعرض الكتاب تفاصيل فترة رئاسة «أوباما» داخل البيت الأبيض، وقد أعلن بالفعل عن صدور جزء ثانٍ له.
وتحدث «جيتس» عن الكتاب قائلًا: «يوضح أوباما أن إيجابيات وظيفة رئيس الجمهورية تفوق السلبيات»، وقال مُعبِّرًا عن إعجابه بسرد واسترسال «أوباما»: «فى بعض الأحيان كنت أتخيل نفسى مكانه وأنا أخرج من الباب الشرقى، وأمر بغرفة الحراسة والبوابات المصنوعة من الحديد لأتفقد بنفسى الشوارع المزدحمة».
ــ «انطفاء الأنوار: الكبرياء والوهم وسقوط شركة جنرال إلكتريك»
وفى قائمة «جيتس»، يأتى أيضًا كتاب «انطفاء الأنوار» الذى يسرد وقائع السقوط التجارى لشركة «جنرال إلكتريك» الأمريكية الرائدة، بقلم كل من توماس جريتا وتيد مان.
وقال «جيتس» عن الكتاب: «أول ما استخلصته هو أن إحدى أعظم نقاط القوة الواضحة لشركة جنرال إلكتريك كانت فى الواقع واحدة من أكبر نقاط ضعفها؛ وذلك بسبب إقبال المستثمرين الأعمى على شراء أسهم جنرال إلكتريك بسبب أن الشركة كانت دائمًا تنتج أرباحًا عالية للسهم، أو على قدر ما توقعه محللو وول ستريت فى أقل تقدير».
وتابع «جيتس»: «لكن اتضح أن ثقافة صنع الأرقام بأى ثمن لا تسفر سوى عن مطاردة المكاسب بأى ثمن أيضًا» على حد تعبير المؤلفين، ولذلك تم إخفاء المشكلات من أجل الحفاظ على الأداء، والسماح للمشكلات الصغيرة بأن تصبح مشكلات كبيرة قبل اكتشافها.
وأكمل: «شركة جنرال إلكتريك لم تكن لديها الموهبة والأنظمة المناسبة لتجميع مجموعة مذهلة من الأعمال غير ذات الصلة ــ بما فى ذلك صناعة الأفلام والتأمين والبلاستيك ومحطات الطاقة النووية ــ وإدارتها بشكل جيد، وبرغم ذلك وافق المستثمرون على فكرة أن التدريب التى تلقاه العاملون بالشركة جعلها أفضل فى إدارة الأعمال من أى شخص آخر، وقد نجحت الشركة فى إقناع الناس بأن طاقمها يمكنه التغلب على عقبات السوق التى أعاقت التكتلات الكبيرة فى الماضى، ولكن الواقع كان أن طاقم العمل هذا لم يستوعب بشكل كامل فى كثير من الأحيان تفاصيل الصناعات التى تعيّن عليه إدارتها، ولم يتمكن من التعلُّم بنفس سرعة نموه الاقتصادى».
ــ «نهاية القصة» لريتشارد باورز
تضم الرواية الحائزة على جائزة «البوليتزر» الأدبية لعام 2019 فى فئة الخيال، تسع قصص لشخصيات تأثرت حياتها بطريقة أو بأخرى بالأشجار المحيطة بها.
وقال «جيتس» عن الرواية عبر مدونته: «لقد جعلنى الكتاب أرغب فى معرفة المزيد عن الأشجار، وتركنى أشعر بالفضول الشديد بشأن هذا الموضوع»، وأضاف: «إن الأشجار تتسم بالأناقة بحق؛ لاسيما فيما يخص كيفية ملاءمتها لأنظمتها البيئية، إنه لأمر مدهش أنهم يعيشون لفترة طويلة حيث إن أقدم شجرة فى العالم يزيد عمرها عن 4800 عام!».
وتابع: «هذا الكتاب يحمل الكثير من الأنماط المفتوحة والحكايات المتداخلة التى تجعلك تفكر فى أفعال الشخصيات من زاوية كونها حكيمة أم أخلاقية أم فقط نابعة من الجنون المحض؛ وهذا ما يجعل الكتاب ممتعًا للغاية».
ــ «دفاع أنيق: العلم الجديد غير الاعتيادى للجهاز المناعى: قصة عن 4 حيوات»
وهو كتاب عن جهاز المناعة البشرى يقول «جيتس» إنه تم كتابته ونشره قبل جائحة الفيروس التاجى المستجد، لكنه يوفر سياقًا جيدًا لفهمه. والكتاب من تأليف «مات ريشتل» صحفى «النيويورك تايمز» الحائز على جائزة «البوليتزر»، والذى يروى فيه قصة الجهاز المناعى من خلال القصص الحقيقية التى وقعت بالفعل لأربعة أشخاص مروا بمحن صحية عدة وقاوموا المرض.
وقال «جيتس»: «تأثرت كثيرًا بقصة صديق الكاتب الذى تم تشخيص بسرطان الغدد الليمفاوية»، وأشار «جيتس» إلى أنه نفس المرض الذى أودى بحياة صديقه المؤسس المشارك لشركة «مايكروسوفت»، بول ألين، عام 2018.
وكشف «جيتس» أن الكاتب أيضًا أورد بعض القصص الطبية لأخطاء الجهاز المناعى الشائعة، وشرح كيفية عمل بعض العلاجات.
واسترسل «جيتس»: «فى سياق سرد قصة إصابة صديقه بالسرطان، وصف ريتشل علاجات جديدة فعالة تساعد أنظمتنا المناعية على استهداف الخلايا التى انقلبت على جسدها الخاص من خلال قصص مريضة الذئبة الحمراء ميريديث برانسكومب، ومريضة التهاب المفاصل الروماتويدى ليندا سيجرى»، وتابع: «ساعدنا ريشتل على فهم الأدوية الجديدة التى تثبط جهاز المناعة لأولئك الذين يعانون من اضطرابات المناعة الذاتية المنهكة».