كشف مصدر بوزارة الآثار أن مشروع الإضاءة الجديد لمعبد حتشبسوت لا يُعَدّ مجرد تطوير تقني، بل استثمارًا استراتيجيًا يهدف إلى تعظيم الاستفادة السياحية من أحد أروع كنوز مدينة الأقصر، ووضعه على خريطة التجارب السياحية العالمية الفريدة.
وأكد المصدر، لـ«الشروق»، أن الفائدة الكبرى للمشروع، الذي نُفِّذ بالتعاون مع الجانب الإسباني، تكمن في فتح آفاق جديدة أمام قطاع السياحة في الأقصر، من خلال تقديم منتج سياحي مبتكر يجذب شرائح جديدة من الزوار، ويرفع من القيمة التنافسية للمدينة.
من زيارة نهارية إلى تجربة ليلية ساحرة
وأوضح المصدر أن الاستفادة الأولى والمباشرة هي إطلاق الزيارات الليلية للمعبد، ما يحوّل الموقع من مزار نهاري إلى وجهة سياحية متكاملة تعمل على مدار اليوم.
وقال: «لأول مرة، سيتمكن السائح من معايشة تجربة مختلفة تمامًا لمعبد حتشبسوت؛ فالإضاءة الفنية المدروسة لا تكشف فقط عن جمال العمارة، بل تخلق أجواءً درامية ساحرة تُبرز عظمة المكان بطريقة لا يمكن رؤيتها تحت ضوء الشمس. هذا يعني أننا نقدم للسائح سببًا قويًا لتمديد إقامته في الأقصر؛ فبدلاً من زيارة سريعة، سيحرص على البقاء ليلة إضافية لخوض هذه التجربة الفريدة، وهو ما ينعكس مباشرة على زيادة معدلات الإشغال الفندقي، وإنعاش الحركة في المطاعم والأسواق وجميع الخدمات السياحية».
زيادة العائدات وتخفيف الضغط على المواقع الأثرية
وأشار المصدر إلى أن إتاحة الزيارات المسائية ستُسهم في توزيع تدفّق الزوار على مدار اليوم، مما يخفف من حدة الازدحام في ساعات الذروة الصباحية. وأوضح أن هذا الإجراء لا يُحسِّن من تجربة السائحين ويجعلها أكثر راحة ومتعة فحسب، بل يساعد أيضًا في الحفاظ على الأثر نفسه عبر تقليل الضغط عليه في أوقات محددة.
وأضاف أن هذا المنتج السياحي الجديد سيؤدي إلى زيادة عائدات تذاكر الدخول، إذ يمكن تسويق الزيارة الليلية كتجربة حصرية وفاخرة تستقطب السائحين ذوي الإنفاق المرتفع.
أيقونة جديدة للسياحة المصرية
وشدّد المصدر على أن مشروع إضاءة معبد حتشبسوت هو أكثر من مجرد تركيب أضواء، بل يمثل إعادة إحياء للضوء الأبدي للفراعنة بطريقة تخدم المستقبل، وترسل رسالة إلى العالم بأن الأقصر ليست مجرد متحف مفتوح للتاريخ، بل وجهة سياحية حية ومتجددة قادرة على تقديم تجارب مبتكرة تليق بعظمة تراثها.
وأكد أن معبد حتشبسوت ليلاً سيصبح أيقونة جديدة للسياحة المصرية، ونقطة جذب لا يمكن تفويتها على برامج الزيارة العالمية.