تراقَب الانتخابات الأمريكية المقبلة بتوخ وحذر، من قبل قادة العالم الذين تطلعوا إلى تأييد الرئيس دونالد ترامب، والذين يشاركونه روحه السياسية، محققين مآربهم بشكل أو آخر.
ولذا إذا فشل ترامب في الانتخابات، يعتقد الخبراء السياسيون أن القادة الآخرين الذين يتبنون سياسات شعبوية مماثلة يمكن أن يشهدوا تغيرًا في مكاناتهم السياسية، وقد تتضاءل شعبوية هؤلاء القادة في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك ترامب، وفقًا لما ذكره موقع "سي إن بي سي" الأمريكي.
وبصفة أن ترامب زعيم القوة العظمى الوحيدة في العالم؛ فهو أعظم حليف شعبوي يمكن للمرء أن يحصل عليه، وبالتالي فإن هزيمته المحتملة في الانتخابات الرئاسية ستكون ضربة قوية للحكومات الشعبوية بجميع أنحاء العالم.
وقالت إيرين كريستين جين، أستاذة العلاقات الدولية بجامعة أوروبا الوسطى في فيينا، لـ"سي إن بي سي" إن هناك دعم ضمني من قبل إدارة ترامب، مضيفة: "يسعى القادة الشعبويون إلى تغيير مكانة بلادهم في النظام الدولي من خلال تحدي القيود النظامية، وهم بحاجة إلى حلفاء للقيام بذلك".
مآرب الزعماء الشعبويون من وراء ترامب
يجمع السياسيون والأحزاب الشعبوية بجميع أنحاء العالم خصائص مشتركة مع سياسات ترامب، إذ أنهم يميلون إلى الاتجاه إلى اليمين والترويج للسياسات القومية والمناهضة للهجرة، ورفضهم للعولمة.
وبدا أن انتخاب دونالد ترامب في عام 2016، جاء في ذروة الموجة الشعبوية عبر السياسة العالمية، ففي وقت سابق من نفس العام صوتت المملكة المتحدة لمغادرة الاتحاد الأوروبي بعد سنوات من التشكك في أوروبا ومناهضة الهجرة والخطاب الشعبوي من حزب الاستقلال البريطاني "UKIP".
وكمثل البريطانيين الذين يأملون في أن يؤدي مغادرة الاتحاد الأوروبي إلى تمكينهم وتعزيز الوظائف البريطانية، كان وعد ترامب في الولايات المتحدة بجعل أمريكا عظيمة دعوة إلى حمل السلاح للعديد من الأشخاص بأمريكا الذين شعروا بالنسيان من قبل النخبة الحضرية.
وبعد أربع سنوات من انتخاب ترامب، ووسط استجابة انتقادات حادة فيروس كورونا، والأضرار الشديدة للاقتصاد، فإن آمال ترامب في انتخابات نوفمبر غير مؤكدة مع تقدم المرشح الديمقراطي للرئاسة جو بايدن، خاصة بعدما تقدم بايدن على ترامب 10 نقاط في متوسط استطلاعات "إن بي سي نيوز" الوطنية حسبما أفادت، مشيرة إلى أن ترامب يدعم كبار السن، ويواجه انشقاقات واسعة بين خريجي الجامعات البيض من النساء.
الوضع الحالي في ميزان محليلين سياسيين
قد يكون سقوط ترامب المحتمل أمرًا غير محمود العواقب للقادة الآخرين الذين اتبعوا أسلوبه، وفقًا لبعض الخبراء السياسيين.
وبالنظر إلى تأثير الولايات المتحدة على البلدان الديمقراطية في جميع أنحاء العالم، وبخاصة أوروبا، ستجد تراجع القادة الشعبويين إذا خسر ترامب الانتخابات، وفقًا لما ذكرته نادية أوربيناتي؛ أستاذة النظرية السياسية في جامعة كولومبيا.
وقالت جين من جامعة أوروبا الوسطى: "رأينا على مدار التاريخ أن الشعبويين في الحكومة، سواء على اليسار مثل هوجو شافيز من فنزويلا، أو اليمين مثل فيكتور أوربا بالمجر، يسعون للحصول على دعم الشعبويين الآخرين في الحكومة".
وأشارت إلى التحالفات والصداقات المعروفة بين القادة الشعبويين، وأن الرئيس الفنزويلي الأسبق هوجو شافيز كان يتطلع إلى دعم فيدل كاسترو من كوبا ومحمود أحمدي نجاد في إيران.
وأضافت أن رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، المعروف بشخصيته القوية وسياساته القومية، تحول في أوروبا إلى تحالفات سياسية مع ماتيو سالفيني في إيطاليا والرئيس البولندي أندريه دودا.
أصدقاء البيت البيض
في حين أن خسارة الانتخابات لترامب يمكن أن تكبح الاتجاه الشعبوي في السياسة العالمية، ولكن من غير المرجح أن تخرجه عن مساره.
وتقول المحللة السياسية ياسمين سرحان، إنه لا يمكن القول إن الأشخاص في إيطاليا الذين يصوتون لماتيو سالفيني سوف يتغيرون لأن ترامب لم يعد في السلطة.
وأضافت أن ترامب على مدى سنواته الأربع الماضية، قام بتمكين القادة الشعبويين والقوميين ومن ثَم ستؤثر إعادة انتخابه عليهم.
في حين أن ترامب كان ”صديقًا” مربحا عبر المحيط الأطلسي، فقد اعتقدت أن مغادرته المحتملة للبيت الأبيض لم تكن كافية لزعزعة استقرار القيادات الأخرى.
وكان ترامب قريبًا جدًا من الكثير من القادة ذوي التفكير المماثل؛ مثل: ناريندرا مودي في الهند، وبنيامين نتنياهو في إسرائيل، ومن الواضح أن الكثير من هؤلاء القادة مدعومون من خلال وجود صديق في البيت الأبيض، لذلك لا شك في أن القادة ذوي التفكير المماثل لترامب سيكونون سعداء للغاية لاستضافته أربع سنوات أخرى، حسبما أوضحت سرحان.