يبدو أن لا النجم الفرنسي الدولي كيليان مبابي، ولا ناديه السابق باريس سان جيرمان الفرنسي، مستعد للتراجع مع وصول نزاعهما القانوني إلى ذروة جديدة، مع وجود مبالغ طائلة سيتم دفعها على المحك.

وترافع محامو كلا الطرفين أمام محكمة صناعية في العاصمة الفرنسية باريس، حيث طالب كل منهما بمئات الملايين من اليورو من الآخر سعياً لتسوية خلافهما بشأن نهاية عقد اللاعب قبل انتقاله لفريق ريال مدريد الإسباني لكرة القدم في صيف عام 2024.

ووسط اتهامات بالتنمر والخيانة والمضايقة التي أحاطت بانهيار علاقتهما، نستعرض في السطور التالية أبعاد هذه القضية البالغة قيمتها 800 مليون دولار.

وتحولت ماكانت يوما قصة حب بين اللاعب الفائز بكأس العالم عام 2018 وبطل أوروبا الحالي، إلى علاقة متوترة عندما قرر مبابي في عام 2023 عدم تمديد عقده، الذي كان من المقرر أن ينتهي في صيف عام 2024.

ويدعي سان جيرمان أن هذا القرار حرم النادي من مبلغ انتقال مغر، على الرغم من أنه عرض عليه أغلى عقد في تاريخ الفريق عندما وقع عقدا جديدا عام 2022، لكن تم استبعاده من جولة تحضيرية للموسم الجديد، واضطر للتدرب مع اللاعبين البدلاء.

وغاب مبابي عن المباراة الافتتاحية للموسم في الدوري آنذاك، لكنه عاد إلى التشكيلة الأساسية للموسم الأخير بعد مناقشات مع النادي، وهي محادثات أصبحت الآن محور النزاع.

ويتهم نادي العاصمة الفرنسية مبابي بالتراجع عن الاتفاق الذي جرى في أغسطس 2023 التي يزعم فيها أنه تضمن تخفيضا في راتبه في حال رحيله عن الفريق في صفقة انتقال حر، وهي اتفاقية يقول باريس سان جيرمان إنها كانت تهدف إلى حماية استقراره المالي.

ويزعم سان جيرمان أن مبابي أخفى قراره بعدم تمديد عقده مع النادي لما يقارب 11 شهرا، وتحديدا في الفترة من يوليو 2022 إلى يونيو 2023، مما حال دون إتمام صفقة انتقاله وتسبب في أضرار مالية جسيمة، كما يتهمه النادي بانتهاك الالتزامات التعاقدية ومبادئ حسن النية والولاء.

في المقابل، يشدد فريق مبابي على أن باريس سان جيرمان لم يقدم على الإطلاق أي دليل على موافقة قائد منتخب فرنسا على التنازل عن أي مدفوعات، ويدعي محاموه أن النادي لم يدفع رواتب ومكافآت أشهر أبريل ومايو ويونيو 2024.

كما يسعى دفاع مبابي لإعادة تصنيف عقده محدد المدة إلى عقد دائم، مما قد يؤدي إلى تعويضات، كما يتهم اللاعب إدارة النادي بالتحرش المعنوي به، مشيرا إلى معاملته السيئة أثناء غيابه عن الملاعب.

ويتجاوز إجمالي مطالباته المالية الآن 260 مليون يورو، بما في ذلك الراتب غير المدفوع، والمكافآت التعاقدية، ومكافأة نهاية الخدمة، والتعويضات عن سوء السلوك في مكان العمل.

من جانبه، ينفي النادي جميع اتهامات التحرش، مؤكدا أن مبابي شارك في أكثر من 94% من المباريات التي أقيمت موسم 2023 / 2024، ولعب بشكل دائم في ظل ظروف تتوافق مع ميثاق كرة القدم الاحترافية.

ويطالب سان جيرمان، الذي توج هذا العام بلقب دوري أبطال أوروبا بدون مبابي، بتعويضات إجمالية قدرها 440 مليون يورو، من بينها 180 مليون يورو عن ضياع فرصة إتمام صفقة اللاعب منذ رحيله في صفقة انتقال حر عقب رفضه عرضا بقيمة 300 مليون يورو من نادي الهلال السعودي في يوليو 2023.

وانضم مبابي إلى ريال مدريد في صيف 2024 في صفقة انتقال حر بعد تسجيله رقما قياسيا لسان جيرمان بتسجيله 256 هدفا خلال سبع سنوات قضاها داخل جدران ملعب (حديقة الأمراء).

ويطالب النادي بـ180 مليون يورو إضافية عن الأضرار الناجمة عما يعتبره سلوكا غير مخلص خلال مفاوضات العقد، بالإضافة إلى 60 مليون يورو أخرى عن انتهاكات حسن النية والوفاء بالعقد.

بالإضافة إلى ذلك، يطلب باريس سان جيرمان 20 مليون يورو تعويضا عن الضرر الذي لحق بسمعته وصورته.

ومن المتوقع صدور قرار من المحكمة - مجلس باريس للعمال - في 16 ديسمبر المقبل، وقد يكون لهذا الحكم تداعيات على عقود اللاعبين وقانون العمل في كرة القدم الفرنسية، على الرغم من إصرار سان جيرمان على أن طلب مبابي إعادة تصنيف عقده كعقد دائم لا يستند إلى أي أساس قانوني.

وذكر النادي: "عقود اللاعبين المحترفين هي اتفاقيات محددة المدة، تخضع لقانون الرياضة، ومعتمدة من جانب رابطة المحترفين الفرنسية، وفقًا للقانون الفرنسي والأوروبي".

وعارض محامو مبابي هذا الرأي، قائلين: "إن إعادة تصنيف العقد محدد المدة  إلى عقد دائم هو إجراء معياري بموجب قانون العمل عندما لا تستوفى الشروط القانونية للعقد محدد المدة".