هنأ البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، أبناءه في مصر والمهجر بعيد القيامة المجيد، وذلك من خلال الرسالة البابوية التي يرسلها لهم سنويًّا، والتي تمت ترجمتها لـ26 لغة مختلفة؛ لتتناسب مع اتساع البلاد التي تخدم فيها الكنيسة القبطية الأرثوذكسية واللغات التي يتحدثها أبناؤها.
وقال البابا تواضروس الثاني:"أهنئكم جميعًا بعيد القيامة المجيد العيد الذي نختم به صومًا مقدسا استمر على مدى خمسة وخمسين يوما. ونحتفل بالقيامة المجيدة على مدار الخمسين يوما القادمة التي نسميها الخماسين المقدسة.
وأضاف: في عيد القيامة المجيد، نحتفل بعمل الله معنا حيث منحنا بقيامته بركة ثلاثية. منحنا المحبة والنعمة والشركة. وهذا ما نعبر به في العبارة الختامية في جميع الصلوات دائما نقول محبة الله الآب نعمة الابن الوحيد شركة وموهبة وعطية الروح القدس. وهذه البركة الثلاثية تلناها في القيامة المجيدة، أو بسبب القيامة المجيدة.
أولا، المحبة التي أحبنا بها الله، حتى أنه جاء إلى العالم حبا فينا نَحْنُ نُحِبُّهُ لأَنَّهُ هُوَ أَحَبَّنَا أولاً" (1) يوحنا 4 (19) فكان التجسد المجيد التجسد المجيد هو كان معبر الله إلينا على الأرض. لم تكن محبته نظرية ولا شفوية ولا عن بعد، ولكن محبة حقيقية. حيث جاء وتجسد، وَالْكَلِمَةُ صَارَ جَسَداً، وَحَلَّ بَيْنَنَا، وَرَأَيْنَا مَجْدَهُ" (يوحنا 1: 14). هكذا أحب الله العالم. فلا يوجد حب أقرب وأقوى من أن يقترب المحب إلى المحبوب. فصار كل إنسان فينا محبوبا لدى الله المحب.
ثم النعمة الكبيرة، نعمة القيامة، نعمة الغفران، نعمة الفداء، نعمة التجديد. هذه النعم حصلنا عليها ونلناها من خلال عمل المسيح تجسده على الأرض، ثم موته على الصليب المجيد من أجلنا. ثم قيامته من أجل خلاصنا. هذه النعمة الكبيرة التي تمنح الإنسان نعمة القيامة. وكما نعلم أن القيامة فيها فعل قام ، فعل قوي شخص كان جالسا ثم وقف واستمر في الوقوف. هذا علامة على الاستعداد، وعلامة أن الإنسان يتمتع بصحة كاملة القيام. ولذلك، نبدأ في التسبحة اليومية ونقول: قوموا يا بني النور لنسبح رب القوات. بنو النور هم بنو القيامة. ونبدأ بالفعل قوموا. هذه هي القيامة المجيدة التي نتمتع بها.
أيضا شركة الروح القدس، الذي يجمعنا جميعًا في كنيسة واحدة، في إيمان واحد في عمل واحد، في رجاء واحد، وبدءاً في محبة واحدة فنصير جميعًا أعضاء في جسد المسيح ويصير المسيح هو رأس هذا الجسد. ويصير عمل الروح القدس فينا أنه يجمعنا جميعًا من خلال الأسرار المقدسة، من خلال الصلوات، من خلال القراءات، وكل الممارسات الروحية.
هذه هي المحبة، وهذه هي النعمة، وهذه هي الشركة. ولذلك، في كل صلاة، يختم الأب الكاهن الصلاة بهذه العبارة الختامية. حيث يذكرنا بأعمال الله معنا من المحبة والنعمة والشركة. وهذا هو البرنامج الحياتي لنا في القراءات الكنسية. وذلك في أناجيل القداسات عبر السنة القبطية. في شهر توت وبابة نتعلم محبة الله في الشهور السبعة بعد ذلك من أول هاتور، نتعلم نعمة الابن الوحيد التي عمل فيها معنا. ثم في بقية شهور السنة القبطية نتعلم شركة وموهبة وعطية الروح القدس.
القيامة قوة كبيرة. ومن القصص الجميلة التي تحكي بصورة رمزية قوة القيامة أن بعض الأطفال ذهبوا وسألوا النار، هل أنت أقوى شيء في الأرض؟ قالت لهم لا ، المياه أقوى مني. فذهبوا وسألوا المياه. هل أنت أقوى شيء على الأرض؟ قالت لهم لا الشمس أقوى مني بتبخرني ذهبوا للشمس، هل أنت أقوى شيء موجود أمام الأرض؟ قالت لهم لا، الغيمة والسحاب يظلل علي ويداريني. فذهبوا للغيمة. سألوها هل أنت أقوى شيء على الأرض؟ قالت لا الهواء يحركني من مكان إلى آخر. فذهبوا للهواء. سألوه هل أنت أقوى شيء على الأرض؟ قال لهم لا ، الجبل أقوى مني، لأن في طريقي أصادف الجبل الذي يغير اتجاهي، ولا اقدر أعبره. فذهبوا للجبل، سألوه هل أنت أقوى شيء على الأرض؟ قال لهم لا ، الإنسان أقوى منى، لأنه يهد في الجبل ويقدر يكسرني. فذهبوا للإنسان، سألوه هل أنت أقوى شيء على الأرض؟ قال لهم لا، الموت أقوى مني لا أستطيع أن أغلب الموت. قالوا نذهب لنسأل الموت هل أنت أقوى شيء ؟ قال لهم لا، المسيح هو الأقوى لأنه بالموت داس الموت بموت المسيح على الصليب داس الموت. وكما يعلمنا القديس بولس الرسول: أَيْنَ شَوْكَتُكَ يَا مَوْتُ؟ أَيْنَ غَلَبَتُكِ يَا هَاوِيَة ؟ (1) كورنثوس 15:(55) المسيح مات على الصليب وقام من بين الأموات لكي يهزم الموت. وبهذه بالصورة صار لنا الحياة الأبدية. فنقول: المسيح قام من الأموات بالموت داس الموت، والذين في القبور أنعم لهم بالحياة الأبدية.
أهنئكم جميعا بعيد القيامة المجيد. أهنئ كل الآباء المطارنة والآباء الأساقفة، والآباء الكهنة، القمامصة والقسوس. أهنئ الشمامسة والأراخنة. أهنئ الخدام والخادمات، وكل الأسر القبطية التي تحتفل بعيد القيامة. أهنئ كل الأطفال والشباب في كل كنيسة، وفي كل خدمة، في بقاع الأرض كلها. ومن حسن الظروف في هذا العام أننا نحتفل بعيد القيامة المجيد معاً. جميع مسيحيي الأرض يحتفلون بعيد القيامة في نفس اليوم. ومن الجميل أننا في هذا العام أيضا نحتفل بمرور سبعة عشر قرنا على مجمع نيقية المسكوني الأول. وهو الذي وضع قانون الإيمان بالحقيقة نؤمن بإله واحد
واختتم البابا تواضروس الثاني: " أهنئ كل الكنائس القطية. أهنئ كل الذين يعملون ويخدمون. وأنقل لكم محبة الكنيسة الأم في مصر. لكل كنائسنا في أمريكا الشمالية، وفي أمريكا الجنوبية، في أوروبا. وفي أفريقيا، وفي الكرسي الأورشليمى، وفي أسيا، وفي أستراليا. أهنئ الجميع. وأرجو لكم عيدا مباركا، وقيامة مع المسيح. وفرحًا يدوم في الحياة كلها. ولا ننسى المحبة والنعمة والشركة لإلهنا كل مجد وكرامة من الآن وإلى الأبد، آمين.