يوميات ثورة 1919 (20): كيف استطاعت النساء فك حصارهن بأقل من ساعتين؟‎ - بوابة الشروق
الإثنين 6 مايو 2024 7:48 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

يوميات ثورة 1919 (20): كيف استطاعت النساء فك حصارهن بأقل من ساعتين؟‎

هاجر فؤاد:
نشر في: الأربعاء 20 مارس 2019 - 12:30 م | آخر تحديث: الأربعاء 20 مارس 2019 - 12:30 م

تواصل «الشروق» على مدار شهر مارس، عرض يوميات ثورة 1919، التي اندلعت أولى مظاهراتها في 9 مارس بالتحديد، وذلك لإطلاع الأجيال الشابة على أحداث هذه الثورة التي تعتبر أول حراك شعبي سياسي واجتماعي في تاريخ مصر الحديث، شاركت فيه كل فئات وطوائف المجتمع.

الكتاب الذي نعتمد عليه لاسترجاع هذه الأحداث هو «تاريخ مصر القومي 1914 -1921» للمؤرخ الكبير عبدالرحمن الرافعي، الذي يروي في قسم كبير منه يوما بيوم حالة مصر بعاصمتها وأقاليمها وشوارعها وجامعتها في فترة الثورة.

•••••••

استمرت المظاهرات في الأيام التالية، وتعددت في كل النواحي دون انقطاع، رغم محاولات الجنود البريطانيين في صدها وتفريقها بإطلاق الرصاص، واتسعت أيضا حركة قطع السكك الحديدية وتدمير المحطات، فأصدرت القيادة العامة إنذار قالت فيه:

«كل حادث جديد من حوادث تدمير محطات السكك الحديدية، أو المهمات الحديدية يعاقب عليه بإحراق القرية التي هي أقرب من غيرها إلى مكان التدمير، وهو آخر إنذار».

أوامر بالتدمير والحرق:

واستدعى بعدها القائد العام بعض الأعيان والوزراء السابقين إلى مركز القيادة البريطانية بفندق سافواي، وأبلغهم أنه لم يتخذ حتى هذا اليوم إلا تدابير دفاعية لقمع الاضطرابات في البلاد، فإذا استمرت هذه الحوادث سيتم اتخاذ تدابير فعالة قوية، من تدمير عمائر وتخريب بيوت، فضلا عن إحراق القرى وإرهاق الدماء.

وأخذت السلطة العسكرية من ناحيتها تقمع حركة قطع الخطوط الحديدية، فأمرت بتيسيير كتائب طوافة من الجنود المسلحين بالبنادق والمدافع لتجوب البلاد التي يترامى إليها نبأ وقوع هذه الحوادث فيها.

واستخدمت الطائرات الحربية في بعض النواحي للسهر على حماية الخطوط وتشتيت الجموع الذين كانوا يتلفون المحطات ويخربون الخطوط الحديدية، وحدث أن أطلقت النيران على بعض الطائرات التي تقوم بأعمال الدورية، فأجابت بقذف القنابل ما أسفر عن وقوع خسائر شديدة من القتلى والجرحى.

ولاحظت السلطة العسكرية أن إتلاف الخطوط الحديدية يقع ليلا، فأصدرت قرارا بمنع الناس من الخروج من منازلهم من الساعة 9 مساء وحتى 4 صباحا، وحملت عمد ومشايخ البلاد مسؤلية كل من يخالف الأوامر، مع منع السفر من قرية إلى أخرى بين غروب الشمس وشروقها، كما كلفت الجنود البريطانيين بحراسة السكك الحددية ليلا بدلا من الخفر.

كان لقرار السلطة العسكرية نتاج فعال، فأذاعت السلطة العسكرية أن حالة السكك الحديدية أصبحت هادئة فسار قطار القاهرة إلى بنها، وقطار الأسكندرية إلى القاهرة، دون وقوع أي حوادث، أما مواصلات الوجه القبلي ظلت مقطوعة منذ 15 مارس.

مظاهرات نسائية للمرة الثانية:

شاركت النساء الرجال في الثورة لأول مرة في يوم 16 مارس، وأعلنت مساهمتها فيها بمختلف الوسائل، وأثرت بالفعل في الثورة حتى حياهم شاعر النيل حافظ إبراهيم بقصيدة رائعة، مجد فيها شعورهن وشجاعتهن، وحمل فيها حملة لاذعة على مسلك الجنود الإنجليز حيالهن.

وعقدوا عزمهن على إقامة مظاهرة أخرى، اليوم 20 مارس، فاجتمعن صباحا بالحديقة القريبة من النيل بحي جاردن سيتي، وسرن ماشيات، في مقدمتهن 6 أعلام، كتبن على أحداهما بالعربية «إننا نحتج على سفك دماء الأبرياء العزل من السلاح»، وعلى الثاني «نحتج على قتل الأبرياء»، والثالث «نطلب الاستقلال التام»، أما الأعلام الثلاثة الأخرى كتبن عليها باللغة الفرنسية.

سارت المتظاهرات حتى وصلن لشارع سعد زغلول ووقفن هاتفات أمام بيت الأمة (بيت سعد زغلول)، فأقبلت قوة كبيرة من القوات البريطانية في سيارات مسلحة وحصارهن نحو ساعتين من منتصف الساعة 11 صباحا وحتى 1 بعد الظهر.

أرسل النساء احتجاجاتهن إلى سفارات الدول، حتى جاء القنصل الأمريكي بنفسه، وشاهد هذا الحصار، دفعه المشهد للذهب إلى القيادة البريطانية بفندق سافواي، ليحتج على فظاعة ما شاهده، فصدر الأمر على عجل برفع الحصار، فركبت النساء السيارات والعربات التي كانت تنتظرهن، وانصرفن إلى بيوتهن.

غدا حلقة جديدة.....



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك