جمعتهما الشهرة وحب الناس الغامر في المقام الأول، فكانا علمان من أعلام الحب والبهجة وحب الحياة، عن العندليب الأسمر والسندريلا نتحدث.
لم يخطر في بال السندريلا بعد أن جمعهما عمل سينمائي واحد ووحيد، وهو فيلم "البنات والصيف" أن يجمعهما أيضا يوم واحد أيضا في الميلاد والوفاة، حيث ولد عبد الحليم حافظ في يوم 21 يونيو عام 1929، بينما توفت السندريلا في نفس اليوم عام 2002.
لا أحد يدري إن كان رحيل سعاد في نفس يوم ميلاد حليم قد حدث بمحض الصدفة أم جرى بسابق ترتيب، حيث استيقظت مصر في 21 يونيو من عام 2002 على خبر سقوط السندريلا من شرفتها ووفاتها على الفور وكانت هناك شبهة جنائية في الحادثة لم يعرفها المصريون حتى الآن، لكن الأكيد هو وجود علاقة حب بين الثنائي ملئت الوسط الفني حديثا عن روعتها وقوتها وسريتها أيضا..
ففي لقاء تليفزيوني مع الإعلامي وائل الأبراشي في برنامج العاشرة مساءً منذ عدة أعوام، كشفت شقيقة السندريلا، السيدة جانجا، عن عقد زواج عرفي للثنائي، عثرت عليها في ممتلكات السندريلا بعد رحيلها، وكان الأمر وقتها بمثابة الصدمة في الوسط الفني وللجمهور العربي، فقد ثبتت قصة الحب القوية التي طالما تحدث عنها المعجبون وانتشرت شائعاتها داخل الوسط الفني.
ونص العقد العرفي على "إنه في اليوم الموافق 3/4/1960، تحريرا بين كل من السيد عبد الحليم على شبانة، المقيم في القاهرة، مسلم الديانة، مصري الجنسية زوج طرف أول، ثانيا السيدة سعاد حسني البابا، مسلمة الديانة سورية الجنسية، بعد أن أقر الطرفان من التعاقد والتصرف وخلوهما من كافة الموانع الشرعية اتفقا أمام الذكور المذكورين بهذا العقد.. الخ".
وكانت المفاجأة عندما تضمن العقد اسم الفنان يوسف عبد الله وهبي، والإعلامي الشهير وجدي الحكيم، كشهود على الزواج، فيما انتهى العقد بتوقيع المأذون وهو شيخ الأزهر، الإمام الراحل حسن مأمون.
في النهاية، الدنيا لا تعطي كل شئ، فعلى الرغم من شهرتهما الواسعة وحب الوطن العربي الغامر لهما، إلا أنهما عاشا حياة غير مستقرة تقترب من التراجيديا، التي طالما قدموها في أفلامهم السنيمائية، فقد أصيب العندليب بمرض الكبد وتوفى على إثره في لندن خلال تلقيه العلاج وهو لم يكمل عامه الخمسين بعامين، فيما توفت السيندريلا قبل أن تكمل عامها الستين بعامين أيضا، ولا تزال ملابسات وفاته مبهمة حتى الآن.