دعا الرئيس اللبناني جوزاف عون، الاثنين، إلى توحيد الجهود الداخلية والتصرف بمسؤولية لإبقاء لبنان بمنأى عن الصراعات الإقليمية، في ظل التطورات الأمنية الأخيرة في سوريا.
جاء ذلك خلال لقائه بقصر بعبدا في بيروت وفد جمعية "لبناني وأفتخر"، وفق بيان للرئاسة اللبنانية.
وشدد عون على أن "سلامة لبنان وعدم المخاطرة باندلاع حرب يشكلان أولوية قصوى، إذ لا قدرة للبلاد على تحمل تبعاتها"، بحسب وكالة الأناضول.
وأشار إلى أن مواقف عقلانية صدرت عن شخصيات دينية وسياسية بارزة ساهمت في تخفيف التوترات.
وأشاد بدور كل من "مفتي الجمهورية عبد اللطيف دريان، وشيخ عقل الطائفة الدرزية سامي أبي المنى، والوزير السابق وليد جنبلاط، ورؤساء الحكومات السابقين نجيب ميقاتي، و فؤاد السنيورة، وتمام سلام".
والجمعة، طالب الزعيم الدرزي اللبناني وليد جنبلاط بوقف إطلاق النار في السويداء وتشكيل لجنة تحقيق، ودعا لتحكيم العقل.
فيما أكد شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز في لبنان سامي أبي المنى، رفضه طلب أي جهة لتوفير حماية إسرائيلية للدروز في السويداء جنوبي سوريا، معتبرا أن مثل هذا الطلب يضرب تاريخ طائفته وهويتها.
وفي كلمته خلال اللقاء، قال الرئيس اللبناني: "هذه المواقف ساهمت في تخفيف التوترات وإبعاد لبنان عن الصراع من حولنا".
وأكد ضرورة توحيد جهود اللبنانيين والتصرف بموضوعية ومسئولية من أجل حماية لبنان، "كما حدث خلال الحرب بين إسرائيل وإيران، حين بُذلت جهود مكثفة لإبقاء البلاد بمنأى عن الصراع".
يأتي ذلك وسط مخاوف لبنانية من انتقال التوتر من السويداء إلى لبنان، بعد اندلاع اشتباكات مسلحة بين مجموعات درزية وبدوية جنوب سوريا، خلّفت عشرات القتلى والجرحى.
وفي 13 يوليو الجاري، اندلعت اشتباكات مسلحة بين عشائر بدوية ومجموعات درزية بالسويداء، ثم تحركت قوات حكومية نحو المنطقة لفرض الأمن، لكنها تعرضت لهجمات من مجموعات درزية "خارجة عن القانون، ما أسفر عن مقتل عشرات الجنود.
وضمن مساعيها لاحتواء الأزمة، أعلنت الحكومة السورية 4 اتفاقات لوقف إطلاق النار بالسويداء، أحدثها السبت.
ولم تصمد الاتفاقات الثلاثة السابقة طويلا، إذ تجددت الاشتباكات، إثر إقدام مجموعة تابعة لحكمت الهجري، أحد زعماء الدروز، على تهجير عدد من أبناء عشائر البدو من السنة وارتكاب انتهاكات بحقهم.