أفادت الشرطة الألمانية بأنها أنهت الاحتجاجات الصاخبة التي اندلعت مساء أمس الأحد في العاصمة برلين ضد مقابلة تلفزيونية مع أليس فايدل، زعيمة حزب "البديل من أجل ألمانيا"، بعد 30 دقيقة من بدايتها.
ووفقًا لبيان الشرطة، كان عدة أشخاص تجمعوا في الساعة الثالثة بعد الظهر بالقرب من مبنى البرلمان الألماني في الحي الحكومي، حيث احتجوا بصوت عال. وقالت مجموعة "تسنتروم فور بولتيشيه شونهايت - مركز الجمال السياسي"، إنها هي التي دعت إلى تنظيم هذه الاحتجاجات.
وأوضحت الشرطة أن التجمع لم يكن مرخصًا، مؤكدا أن عناصر الشرطة وصلت إلى المكان بعد دقائق من بدء الاحتجاج. في الوقت نفسه، كانت المقابلة مع فايدل تُجرى على الضفة الأخرى من نهر شبريه وتُبث مباشرة عبر الإنترنت، حيث سُمعت بوضوح أصوات الاحتجاج، بما في ذلك صفارات وأبواق وموسيقى صاخبة. وذكرت الشرطة أن عدد المشاركين بلغ 40 شخصًا.
وأشارت الشرطة، إلى أن امرأة، 64 عامًا، قامت لاحقًا بتسجيل ما أطلقت عليه "مسيرة عفوية". كما تم رصد حافلة سياحية مقفلة في مكان قريب، حيث كانت تُبث منها موسيقى صاخبة تحتوي على كلمات مناهضة لحزب البديل عبر مكبرات صوت مثبتة. ووفقًا للشرطة، كانت هناك إشارة داخل الحافلة إلى شخص يمكن الاتصال به، وقالت إنه بعد الاتصال، حضر رجل، 39 عامًا، في الساعة 15:20، وزعم أنه لا يستطيع تحريك الحافلة وأن الأمر يتعلق بعرض فني مستقل.
وقالت الشرطة، إنها أمرته بإيقاف الموسيقى على الفور لأنها "تؤثر على حركة المرور والنظام العام"، مشيرة إلى أن هذا هو ما فعله الرجل بحلول الساعة 15:30. كما فتحت الشرطة تحقيقًا في مخالفات تتعلق بانتهاك قانون التظاهر.
وأكدت الشرطة، أنها تلتزم بالتعامل مع المظاهرات غير المرخصة وأي اضطرابات محتملة للأمن العام بشكل مناسب ومتناسب، وذكرت أن الأمر تطلب أمس الموازنة بين حرية التظاهر وحرية الصحافة وحماية النظام العام وحركة المرور.
وكان الهدف من التدخل الشرطي هو ضمان حق التعبير عن الرأي العفوي مع الحفاظ على سير المقابلة الصحفية مع السياسية. وأكدت الشرطة أن "شرطة برلين تصرفت في هذه الحالة بحياد، وبطريقة تهدف إلى تخفيف التصعيد، ووفقًا للقوانين السارية."
وبدورها، كانت القناة الأولى بالتلفزيون الألماني "ايه آر دي" أعلنت مساء أمس عن اتخاذ تدابير لاحقة بعد ما حدث خلال المقابلة الصيفية مع فايدل، والتي تخللتها احتجاجات صاخبة.
وردا على سؤال من وكالة الأنباء الألمانية "د ب أ"، قالت متحدثة باسم القناة، إن "سير المقابلات دون تشويش هو في مصلحتنا، وقبل كل شيء في مصلحة الجمهور، ولذلك سنستخلص استنتاجات من هذه الحلقة ونتخذ احتياطات في المستقبل". ولم تُذكر تفاصيل إضافية.
وأضافت المتحدثة: "نأسف لتعذر فهم جزء من المقابلة بسبب الاحتجاجات الصوتية". وأكدت أن ما حدث سيُقيَّم داخليًا، مشيرة إلى أنه لم يكن هناك علم مسبق بالاحتجاج قبل بدء البث.