خالد الأسعد.. «حارس» كنوز تدمر - بوابة الشروق
الإثنين 17 يونيو 2024 1:41 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

خالد الأسعد.. «حارس» كنوز تدمر

عالم الأثار السوري القتيل
عالم الأثار السوري القتيل
كتب ــ محمد هشام ووكالات:
نشر في: الجمعة 21 أغسطس 2015 - 9:16 ص | آخر تحديث: الجمعة 21 أغسطس 2015 - 9:16 ص

• «هوارد كارتر» سوريا حمى آثار المدينة التاريخية وقتله «داعش» إثر رفضه الإفصاح عن أماكن «القطع الأثرية».. وكاتب بريطانى: تعرض للخيانة من جيرانه

«باحث وعالم أثار سورى مخضرم، يجيد اللغة التدمرية القديمة ويعد آخر من يستطيع فك رموزها، كرس حياته لتعزيز وحماية مدينة تدمر الأثرية فى ريف حمص الشرقى (وسط)».. إنه خالد الأسعد، أحد رواد علم الآثار فى سوريا بالقرن العشرين، الذى تسبب رفضه الشجاع فى الإفشاء عن موضع الكنوز الأثرية التى اخفاها عن أيدى مسلحى «داعش»، فى إعدامه وصلبه والتنكيل بجثمانه.

وأفادت مصادر مقربة من عائلة الأسعد، للمرصد السورى لحقوق الإنسان، بأن إعدام الأثرى السورى البارز جاء بناء على وشايات من تدمريين منتمين لتنظيم داعش، أرادوا الثأر الشخصى منه.
ورغم وعود التنظيم بالإفراج عن الخبير الأثرى ذى الـ82 عاما(اعتقله في يوليو الماضي)، فإنه فاجأ الأهالى باقتياده إلى الساحة العامة بالمدينة، وذبحه بالسيف حتى فصلت رأسه عن جسده، أمام تجمهر من الأطفال والمواطنين، قبل أن يتم صلب جثمانه.
وكشف المدير العام للآثار والمتاحف فى سوريا، مأمون عبدالكريم أن الضحية خضع لاستجواب مع ابنه وليد، المدير الحالى لآثار تدمر لمعرفة مكان تواجد كنوز الذهب، «لكن لا يوجد ذهب من الأساس فى تدمر"، حسب وكالة الصحافة الفرنسية.
وعن مكانته العلمية، نقلت صحيفة «جارديان» البريطانية عن عمرو العظم، مسئول الآثار السورية السابق، قوله: «لقد كان لاعبا اساسيا، لا يمكنك الكتابة عن تاريخ تدمر أو أى شىء له علاقة بها دون ذكر خالد أسعد»، مضيفا: «مثلما لا يمكنك التحدث عن علم المصريات دون الحديث عن هوارد كارتر».

ونقلت الصحيفة عن أحد العاملين بقسم الأثريات، ويدعى خليل الحريرى قوله لوكالة «اسوشيتد برس» الأمريكية إن «الأسعد كان كنزا لسوريا والعالم، لماذا قتلوه؟». وأضاف الحريرى، وهو زوج ابنة عالم الآثار السورى القتيل، إن «الأسعد عضوا فى حزب البعث الحاكم منذ عام 1954، ولديه 11 ابنا وابنة».
ونشر لخالد الأسعد، الحاصل على إجازة فى التاريخ ودبلوم فى التربية من جامعة دمشق، العديد من الكتب والنصوص العلمية، من أبرزها «زنوبيا ملكة تدمر والشرق»، وظل يعمل لمدة 40 عاما على رأس الآثار فى تدمر، والتى كانت مركزا تجاريا مهما على طريق الحرير، وتقاعد فى عام 2003.

وأبرز محطات حياته، كان عام 2001 الذى أعلن فيه عن اكتشافه 700 قطعة نقد فضية، يعود تاريخها إلى القرن السابع الميلادى فى المدينة، وحملت تلك القطع صورا للملكين خسرو الأول والثانى، وأعضاء من السلالة الساسانية التى سادت فى بلاد فارس قبل الفتح العربى.
وفى عام 2003، كان الأسعد جزءا من فريق أثرى سورى ــ بولندى مشترك كشف عن فسيفساء سليمة تعود للقرن الثالث تصور معركة أسطورية بين إنسان وحيوان مجنح.
بدوره، قال مقدم البرامج التاريخية على تلفزيون هيئة الإذاعة البريطانية «بى بى سى»، دان سنو الذى زار مدينة تدمر عام 2009، فى مقال بصحيفة «تليجراف» البريطانية، أمس الأول، أنه «كان قد سمع عن العالم السورى خالد الأسعد وكيف أنه وهب حياته للمدينة»، مشيرا إلى أن الأسعد تعرض للخيانة من قبل جيرانه، حيث قبض عليه وعذب وقتل ومثل بجثته بطريقة وحشية.
وأوضح الكاتب البريطانى أن جريمة الأسعد تمثلت فى رفضه الشجاع الإفصاح عن الأماكن التى خبأ فيها الآثار الثمينة التى تمكن من نقلها للحفاظ عليها من التنظيم.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك