• مطلوب نظام للتعاقد مع الوجوه الجديدة.. ولجنة لإعادة تقييم المذيعين والمذيعات
•حفل شم النسيم بداية لعودة «ليالى التليفزيون».. واختيار الحلانى يمثل دعمًا كبيرًا للسياحة بشرم الشيخ
• أعمل على إدخال قسم جديدة بالهيكل الإدارى لترويج البرامج على السوشيال ميديا
• أنتظر نجاح «مسرح ماسبيرو».. وأتمنى أن يدخل الإنتاج الدرامى على الخط نفسه
• «الملتقى» برنامج حصرى للمصرى يذاع فى رمضان على الهواء مباشرًا من الحرم المكى
يعود التليفزيون المصرى مجددا لإنتاج الحفلات الغنائية الجماهيرية، والتى تعارف عليها فى سنوات الريادة بـ«ليالى التليفزيون»، وذلك من خلال حفل يقام بمدينة شرم الشيخ فى ليلة شم النسيم، ويحيها نجم الأغنية اللبنانية عاصى الحلانى مع فرقته الموسيقية، والتى يقدم من خلالها أربعة أصوات واعدة اختارهم الحلانى من بين المشاركين فى برنامج اكتشاف المواهب الغنائية «أحلى صوت»، هذه الخطوة يعتبرها مجدى لاشين رئيس التليفزيون بداية لعودة إنتاج الحفلات الجماهيرية، ومحاولة جادة لاستعادة بريق الشاشة المصرية فى إطار تصورات وضعها لتطوير الشاشة خلال الفترة المقبلة.
وفى حوار خاص مع «الشروق» كشف رئيس التليفزيون عن تفاصيل هذا الحفل وأبعاده الفنية والاقتصادية والسياسية، كما كشف عن الكثير من تحفظاته على التليفزيون الذى يديره، ووجهة نظره فيما يقدمه، وتصوراته للإصلاح، وخططه لتطوير الأداء.
وفى البداية يقول لاشين إن ليالى التليفزيون كانت ولفترة طويلة هى أهم الحفلات الجماهيرية التى تقام فى الوطن العربى، ولكن لأنها تحتاج لميزانيات ضخمة توقفت لفترة طويلة خاصة فى ظل الظروف المالية التى يمر بها ماسبيرو فى السنوات الأخيرة، وعلى الرغم من هذا لم يمر شم نسيم إطلاقا دون أن يقدم التليفزيون حفلا كبيرا، ومنذ حفلات عبدالحليم حافظ وفريد الأطرش يحتفل التليفزيون كل عام بحفل يشارك فيه نجوم الغناء العربى، فهذه المناسبة تنفرد بها مصر فى المنطقة العربية، وتكون شاشتها محط اهتمام الجمهور فى مختلف بلدان المنطقة.
ويؤكد رئيس التليفزيون أن حفل هذا العام تم الإعداد له جيدا، بداية من اختيار مكانه فى شرم الشيخ، أو اختيار النجم، وكذلك الترتيبات الفنية والاقتصادية التى تخرج بهذا الحفل على مستوى يليق بالمناسبة واسم التليفزيون المصرى، مشيرا لوجود أبعاد سياسية واقتصادية وسياحية لهذا الحفل، الذى سيقام فى مدينة سياحية لها اهميتها هى «شرم الشيخ»، وهو ما سيحمل رسالة للعالم عن حالة الاستقرار التى تعيشها، وأنها مدينة آمنة، كذلك اختيار نجم عربى له جماهيرية كبيرة بمختلف البلدان العربية، وهو ما سيساهم فى إحداث انتعاشة فى حركة السياحة الوافدة على المدينة خصوصا أن شم النسيم واحد من مواسم السياحة العربية فى مصر، مشير إلى وجود عمليات تسويق واسعة لزيارة شرم الشيخ فى هذه مناسبة، وأن المؤشرات تؤكد صول عدد كبير من الطائرات للمدينة من المنطقة العربية فى شم النسيم.
< وماذا عن توفير الميزانيات الضخمة التى يحتاج إليها مثل هذا الحفل الكبير؟
ــ كما ذكرت فإن التخطيط لإقامة حفل هذا العام تم بشكل محكم، وقمنا باستغلال عرض كانت قد قدمته شركة لبنانية للتليفزيون تطلب فيه المشاركة فى انتاج حفل غنائى كبير بمصر فى شم النسيم، وبموجب الاتفاق الذى تم معها تتكفل الشركة بالاتفاق مع الفنانين وتتحمل تذاكر السفر، فيما يتكفل أحد الفنادق الكبرى فى شرم الشيخ بإقامة الفنانين والفنيين كاملة، بينما يتحمل التليفزيون المصرى أجور الفرقة الموسيقية وتجهيزات المسرح من صوت وإضاءة وغيرها، وسيشارك عاصى الحلانى فى الحفل متبرعا، وذلك رغبة منه فى تقديم حفل كبير لجمهوره فى مصر.
< وماذا بعد شرم الشيخ؟
ــ نناقش حاليا على فكرة وضع برنامج لحفلات التليفزيون خلال الفترة القادمة، ونركز فيها على اقامة سلسلة حفلات فى أقاليم مصر المختلفة، وذلك من منطلق أن الحفلات الفنية لها أبعاد استراتيجية غير أنها حفلات للترفيه عن المشاهد، لكنها ايضا تساهم فى تنمية الذوق العام عبر عروض فنية راقية تواجه موجات الابتذال والتدنى فى الثقافة الفنية، كما أن انتقال الأنشطة الفنية للأقاليم يساهم بشكل كبير فى تنمية الشعور بالانتماء ويعكس الاهتمام بالمواطن فى أى مكان على أرض مصر، والذى يجب أن يشعر بأن له مكانا على شاشة تليفزيون الدولة.
< ومتى يخرج هذا البرنامج للنور؟
ــ نعمل حاليا على ترتيب الأوراق بشكل جيد حتى تخرج الحفلات بالشكل المناسب، واهم شىء بالنسبة لنا هو توفير الدعم المالى الذى يمكننا الاستمرار فى برنامج الحفلات دون أن نتوقف، ولأن ميزانيات التليفزيون لا تتحمل هذه التكلفة فإننا سنعتمد بشكل كبير على رعاية بعض المؤسسات والشركات، وهذه الاتفاقات ستحتاج إلى بعض الوقت، ونحن الآن نتحدث مع كثير من الجهات التى لديها قدرة على المساهمة معنا فى هذا المشروع، وأحب أن أشير هنا إلى مساهمة أحد البنوك الوطنية فى حفل شرم الشيخ، والذى يشارك باعتباره راعيا للحفل، أما عن النجوم فهناك عدد كبير من نجوم الغناء العربى الكبار أبدوا استعدادهم للمشاركة فى ليالى التليفزيون دون أى شروط، وذلك لأنهم يعرفون جيدا قيمة هذه الحفلات.
< وكيف ترى محاولات أبناء ماسبيرو لاستعادة مسرح التليفزيون؟
ــ أنتظر نتائج جيدة جدا خصوصا أنه سيقدم أعمالا مسرحية مختلفة عما تقدمه الفضائيات، وأشعر بالتفاؤل بهذا المشروع لأنه خرج من مجموعة من المتحمسين، وهو نفس الشعور الذى جعل عصام الامير رئيس الاتحاد يضعه تحت الإشراف المباشر لرئاسة الاتحاد، وأتمنى أن يكون المشروع التالى هو استعادة ماسبيرو لنشاطه فى الإنتاج الدرامى، خصوصا أن غيابه أثر على طبيعة الأعمال الدرامية على الشاشة المصرية، وأصبحت لغة الدراما المصرية متدنية ولا تليق بالبيت المصرى، وهنا يجب أن تلعب الدولة دورها فى تصحيح المسار عبر إنتاج أعمال درامية تحمل قيم المجتمع، وتساهم فى رفع ذوق الشارع المصرى، كما أن دور الدولة أيضا يتمثل فى أن تعيد التوازن للإنتاج الدرامى المصرى بإنتاج الأعمال التاريخية والدينية التى لا يقوم القطاع الخاص بإنتاجها.
< على الرغم من تطوير عدد من البرامج على شاشة التليفزيون فإنه لا تزال هناك فجوة بينها وبين المشاهد.. فما أسباب ذلك؟
ــ نحن نعمل على التطوير بشكل مستمر، ولدينا برامج لا تقل اهمية عن كثير من البرامج الجماهيرية على القنوات الفضائية، ولكن لدينا مشكلة هى العدد الكبير من البرامج، فستندهش عندما تعلم ان القناة الأولى وحدها بها 120 برنامج، والقناة الفضائية بها 80 برنامج، وكذلك القناة الثانية، فكيف تستطيع التركيز على البرامج المهمة وسط هذا الزحام الشديد؟ ومشكلتنا اننا فى النهاية نتعامل بمنطق حكومى ودورنا أن نتيح فرصة العمل للجميع وتشغيل اكثر من 200 مخرج و200 معد فى قناة واحدة، ولذلك يكون الناتج هذا الكم من برامج الخمس والعشر دقائق، بينما تركز القنوات الأخرى على مجموعة من البرامج لا تتجاوز عشرة برامج لتخرج بشكل مبهر، ومشكلة العدد الكبير من العاملين لا يمكن حلها بين يوم وليلة لانهم فى النهاية موظفين، ولا يمكن استبعادهم، ولكن ستتقلص تلك الأعداد بمضى الوقت، خصوصا بعد إغلاق باب التعيينات الجديدة.
< ولكن إغلاق الباب أمام دخول دماء جديدة أثر كثيرا على الشاشة وأصبح كثير من الوجوه على الشاشة كبيرة أو غير مناسبة للمنافسة، فما تعليقك على هذا؟
بالفعل هناك الكثير من المذيعين والمذيعات بحاجة لإعادة تقييم، وفكرة الاعتماد فقط على الموجودين سيصيب شاشة التليفزيون بالشيخوخة، ومن هنا اقترح فكرة تعاقدات مع وجوه جديدة لفترات محددة بعد اجراء الاختبارات اللازمة لإجازتهم، وخلال تلك خمس سنوات يمكن الاعتماد عليهم فى تقديم برامج تجدد دماء الشاشة، ومن يثبت جدارة نجدد له عقده، أو نفتح الباب لآخرين، وهكذا.
اما بالنسبة للمذيعين الحاليين فنحن بصدد تشكيل لجنة لإعادة تقييمهم، وتصنيف المذيعين والمذيعات بما يتيح توظيفهم حسب قدراتهم وأدائهم بالبرنامج المناسب لكل منهم، فالحقيقة أننا لا يمكن ان نستمر على الشاشة لمجرد الاستمرار، لأننا أمام مؤسسة إعلامية تفقد بريقها بسبب استمرار مقدمى برامج لسنوات طويلة دون تطوير او إعادة تقييم.
< هناك برامج مهمة لا يتم الإعلان عنها بشكل يليق بها وسط هذا الزحام.. فكيف يمكن التعامل مع هذه المشكلة؟
ــ لدينا إدارة للتنويهات مختصة بالتنويه عن البرامج، ولكن وسط الزحام لا يستطيع المشاهد تتبع هذه البرامج، ومن هنا أقوم حاليا بدراسة مشروع لإدخال إدارة جديدة للسوشيال ميديا تكون مهمتها التواصل المباشر مع الجمهور، والتنويه عن البرامج على شبكات التواصل الاجتماعى، وهناك مذكرة سيتم عرضها على جهاز التنظيم والإدارة لإضافة قسم للسوشيال ميديا على الهيكل التنظيمى لإدارات التليفزيون، وحتى يتم اتخاذ قرار بهذا الشأن طلبت من المخرجين عمل صفحات لترويج برامجهم على مواقع التواصل الاجتماعى، ولكن تظل المسألة خاضعة لمبادرات شخصية من المخرجين.
< وما رايك فى برنامج «أنا مصر» الذى راهن عليه التليفزيون فى استعادة ذكريات «البيت بيتك» و«مصر النهاردة»؟
ــ «انا مصر» حقق الكثير من الأهداف التى كنا ننتظرها، ويتمثل أهمها فى امتلاك التليفزيون المصرى برنامجا كبيرا مع بداية العام، فهو يمثل عودة حقيقية لإنتاج البرامج الضخمة، ولكن هذا لا ينفى أن البرنامج بحاجة إلى إعادة نظر فى بعض الأمور المتعلقة بالإخراج والإعداد، والعمل على تنشيط مشاهدة البرنامج عبر مجموعة للتعامل مع السوشيال ميديا.
< وكيف يستعد التليفزيون لموسم العرض الرمضانى؟
ــ نجرى حاليا اجتماعات مكثفة لمناقشة أفكار البرامج التى ستقدمها قنوات التليفزيون فى رمضان، كما تجرى مفاوضات مع عدد من شركات الإنتاج لشراء مجموعة من الأعمال الدرامية للعرض فى الموسم الرمضانى، ومن المنتظر أن يعرض التليفزيون نحو 10 مسلسلات، ونحن نعكف على اختيار أعمال تناسب العرض على تليفزيون الدولة.
< وماذا عن العرض الحصرى؟
ــ نحن تليفزيون خدمة عامة، ومن هنا يهمنا توفير مسلسلات درامية للمشاهد أكثر من الدخول فى منافسة على العرض الحصرى، ولكن رغم هذا فإن كلمة حصرى يمكن إطلاقها على برنامج «الملتقى» الذى يذاع على الهواء مباشرة من الحرم المكى، بالتعاون مع التليفزيون السعودى، والبرنامج يقدمه الإعلامى علاء بسيونى، ويستضيف فيه شخصيات من مختلف الدول العربية.