نتيجة الثانوية العامة يعتبرها الكثيرون محطة فاصلة في حياة الطالب، ومؤشر يحدد اتجاه مستقبله.
وقد يُصاب البعض بالإحباط إذا لم يُحقق النتيجة التي يرجوها لدخول الكلية الراغب فيها، وذلك رغم ما تؤكده التجارب والدراسات الحديثة بأن النتيجة، بكل ما تحمله من أرقام وتقديرات، لا تختصر الإنسان، ولا تحكم على مستقبله.
وكشف دليل جامعة "لا تروب" الأسترالية، عن خطوات تساعد في تقبل النتيجة، والتخلص من الشعور بالإحباط، وهي:
- امنح نفسك حق الحزن
خبراء مجال الدعم النفسي الجامعي، يؤكدون أن أول ما يحتاجه الطالب، هو أن يكون لطيفًا مع نفسه؛ فالإحساس بالحزن أو الخوف أو التراجع لا يعني الضعف، بل هو جزء طبيعي من الشعور الإنساني.
ولا بأس أن يشعر الطالب بالتعب، أو أن يأخذ وقتًا ليتصالح مع واقعه الجديد. فالأهم من النتيجة هو كيف سيتعامل معها، وكيف سيعيد ترتيب أوراقه.
- الكلام يُخفف.. فلا تتردد
وفي لحظات كهذه، لا ينبغي التقليل من أثر الحديث مع صديق أو فرد من العائلة أو حتى متخصص. مجرد الكلام قد يخفف من وطأة ما يشعر به الطالب.
- النجاح ليس خطًا مستقيمًا
الدرجات قد تكون جزءًا من المسار، لكنها ليست معيارًا ثابتًا للنجاح. بل إن الكثير من الشخصيات البارزة لم تسر حياتهم وفق خط مستقيم، وإنما عرفت صعودًا وهبوطًا، وتحولات لم تكن متوقعة.
النجاح – كما تقول الأدبيات النفسية الحديثة – هو خط متعرج، لا يخلو من الانكسارات، لكنه في مجمله يسير إلى الأمام.
- الاختيارات تبدأ من جديد
وإذا بدت الخيارات محدودة بعد النتيجة، فمن المفيد أن يعيد الطالب تقييم مساره، وأن يكتب أمامه كل البدائل الممكنة، من تغيير الكلية أو التخصص، إلى إعادة السنة أو التفكير في دراسة تطبيقية، أو حتى برامج تعليمية مهنية. حين تُكتب الخيارات، وتُوضع على الورق، تتراجع الفوضى ويبدأ التفكير الهادئ.
- من التجربة إلى التعلم
المهم أيضًا ألّا تمرّ هذه اللحظة دون فائدة. فالتجربة، حتى وإن كانت مؤلمة، قد تحمل بذورًا لفرصة جديدة.
وهنا يُطرح السؤال الحقيقي: ماذا تعلمت من هذا الموقف؟ ما الذي يمكن تحسينه؟ هل هناك خطوة يمكن البدء بها الآن لتجنب تكرار ما حدث؟ كتابة هذه الأسئلة، والإجابة عليها بصدق، تمنح التجربة معناها، وتُخرج منها طاقة بنّاءة.
- لا تتنازل عن طموحك
وفي النهاية، لا يجب أن تكون النتيجة سببًا في تراجع الطموح. من الطبيعي أن نشعر بالحزن حين لا تأتي الأمور كما تمنينا، لكن من غير الطبيعي أن نسمح لهذا الحزن أن يُقيّد مستقبلنا. فالطالب اليوم لا يبدأ من الصفر، بل من تجربة إضافية تُضاف إلى رصيد حياته.
ولعل الدرس الأهم في كل هذا أن الإنسان لا يُقاس برقم، وإنما بما يفعله بعد كل عثرة. وتلك، وحدها، هي البداية الحقيقية.