«عداد» اليوتيوب.. حيلة المطربين لحفظ ماء الوجه أمام تراجع المبيعات - بوابة الشروق
الإثنين 29 أبريل 2024 12:23 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

«عداد» اليوتيوب.. حيلة المطربين لحفظ ماء الوجه أمام تراجع المبيعات

تحقيق ــ مصطفى يحيى:
نشر في: الأربعاء 23 أبريل 2014 - 1:22 م | آخر تحديث: الأربعاء 23 أبريل 2014 - 1:22 م
  • الشرنوبى: إحدى طرق الدعاية الخادعة وتحدث عن طريق شركات متخصصة
  • حلمى بكر: «حلاوة روح» امتداد طبيعى لمهزلة الثمانينيات يحيى خليل: الأزمة فى الاستسهال والسرقة وروح عدم الابتكار
  • عزت الجندى: الشارع هو المقياس الحقيقى ولا يمكن تجاهله أو اختزاله فى موقع

خسائر كبيرة تلحق بسوق صناعة الاغنية منذ سنوات طويلة ادت إلى اغلاق 99% من شركات الانتاج والمتبقى منها اصبح يعمل فى مجال التوزيع، الانهيار يعنى امرين ان هناك قرصنة تساهم فى عدم المبيعات بالقدر الذى يسمح بتدوير عجلة الإنتاج، والأمر الثانى ان المنتج نفسه وهو الاغانى اصبح لا يجد رواجا كافيا بين الناس، بدليل انخفاض المبيعات إلى نسبة يخجل الكثير من المطربين والشركات اعلانها، لأنه حتى فى عز أزمة القرصنة وضرب الالبومات منذ الثمانينيات من القرن الماضى كان هناك رواج. وامام تدنى المبيعات بالقدر الذى اعتبره الكثيرون اهانة، لجأ جميع المطربين إلى حيلة اخرى تضمن لهم حفظ ماء الوجه، وهى نسبة المشاهدة على اليوتيوب، بحيث لا يمر يوم الا وتجد مطربا أو مطربة يؤكد عبر المواقع وعلى حسابه الشخصى على مواقع التواصل الاجتماعى بأن اغنيته المعروضة على اليوتيوب وصل عدد زوارها إلى 8 ملايين وآخر يقول 6 ملايين رغم أن 99% من تلك الاغانى لم تجد أى رواج فى الشارع.

 

وربما الاستثناء الوحيد خلال السنوات الثلاث الاخيرة هى اغنية تسلم الايادى رغم انها لم تكن مدرجة ضمن خطة اغانى الكاسيت، لكن بساطة الكلمة واللحن جعلوا منها الاغنية الاكثر انتشارا منذ 30 يونيه الماضى.

سألنا بعض المتخصصين عن حكاية لجوء المطربين لعالم اليوتيوب وعن عدم انتشار أى اغنية رغم ان الاشهر الاخيرة شهدت طرح البومات لنجوم لهم اسماؤهم فى عالم الغناء مثل شيرين ونانسى عجرم ولطيفة وصابر الرباعى وسينجل لسميرة سعيد وآخر لكاظم الساهر الى جانب ان البومات عمرو دياب وتامر حسنى وحماقى الاخيرة لم تصنع أى رد فعل.

الموسيقار حلمى بكر يقول: كل ما يتردد حول حجم المشاهدات على اليوتيوب ما هو الا حلاوة روح وترويج كاذب لحفظ ماء الوجه، واضاف ان التكرار والالحاح لم يعد يصنع النتيجة التى كان يحققها فى الماضى، الآن وصلنا إلى مرحلة ان الكمبيوتر هو الملحن وهو المطرب ايضا بدليل ما يطلق عليها «اغانى المهرجانات» كلها عبارة عن صوت بشرى يتم اللعب فيه بواسطة الكمبيوتر، ثم اننى لا اعرف ما يقال عن اغنية السينجل الذى يطلق على الاغنية الواحده فهذا الامر يفعله حليم وام كلثوم منذ سنوات طويلة.

واضاف بكر ان ما يحدث الآن هو استمرار لما كان يقدم فى ثمانينيات القرن الماضى من مهازل واكاذيب حول الاغنية، آخرها ظهور احدهم منذ ايام فى برنامج تليفزيونى يتحدث عنى ويسأل اين الاخ صاحب مصطلح الاغنية الشبابية، وردى الوحيد عليه ان من بقى من الاسماء التى قدمها للساحة يرفضون الآن التعاون معه ولفظوه بالثلاثة. ومؤخرا ظهر ومعه اختراع اسمه النظارة، وانا اقول له انا موجود لكننى لا ابيع الدجل للناس.

واشار حلمى: التواجد الشرعى لاى مطرب هو رد فعل الشارع. الآن للاسف الشديد الحركة الغنائية والفضائية تدار من بيروت. و99% من المطربين ينتجون لانفسهم لأن الشركات لا تريد الخسارة.

الملحن صلاح الشرنوبى يتفق مع حلمى بكر فى ان كثيرا من المطربين يلجأون إلى الاعتماد على شركات دعايه تقوم بتحقيق اكبر عدد من المشاهدات على اليوتيوب حتى يقول للناس انا موجود، وهو امر لا يحقق له أى عائد سوى التواجد، لكن مع شديد الاحترام لمن يفعلون ذلك وهم كثيرون وتستطيع ان تحصرهم من خلال الاخبار المنتشرة على المواقع ان الانتشار والتواجد لا يتحقق الا عندما تجد الجماهير تغنى هذه الاغنية أو تلك، لكن ماذا يعنى ان تظهر مطربة وتقول ان اغنيتها حققت 8 ملايين زائر والناس فى الشارع لا تعرف عنها شئيا.. لا ترددها والكل يعلم ان مقياس النجاح هو تكرار سماع الاغنية فى اكثر من مكان. وفى الماضى كنت تذهب إلى المصيف تجد الاغنية موجودة وفى التاكسى وفى البوتيكات، الآن لا يوجد هذا وبالمناسبه هذا يحدث حتى قبل الثورة.

واشار الشرنوبى ان السبب هو حالة التقليد التى يسير عليها ركب الغناء فى العالم العربى منذ سنوات، هذا الركب خلف وراءه ما نشاهده ونلمسه الآن لا جديد فى الغناء، وإن اراد المطربون الخروج من هذا المأذق عليهم ان يتجهوا نحو «الشرقية» مرة اخرى فهى بها الكثير الذى لم يقدم.، وعلى المطربين أن يكونوا أكثر جرأه ولا يستسهلون.، فلجوءهم إلى السينجل نوع من التواجد لكنه فى النهايه لا يحقق طموح المتلقى.

الشاعر الغنائى عزت الجندى وعضو مجلس ادارة جمعية المؤلفين والملحنين يرى ان الازمة فى الشللية، وبالتالى فالمطرب يظل يتعاون مع مجموعة معينة من المؤلفين والملحنين ويغلق على نفسه باب أى عمل مختلف ربما يكون لدى شاعر أو ملحن من خارج الشلة. وبالتالى يحصد نتيجة ذلك التكرار.. ثم ان انشغال بعض الشعراء بنقل لغة الشارع إلى الاغنية ادى إلى نفور الناس من الاغانى خاصة ان اغلبها بعيد تماما عن عادتنا وتقاليدنا وبالتالى يرفض الناس قلة الدب الموجودة فى بعض الشوارع الآن نتيجة الانفلات كما يرفض نقلها للاغنية. انحدار لغة التعبير وعدم البحث عن مفرد جديد ادى إلى ما نحن فيه. واصبحت الاغنية مثل السينما هلس وسطحية وخلاعة. المهم انه يصنع اغنية تصلح للرقص.. واضاف عزت ان كل ما يقال حول عدد مرات المشاهدة أو مرات التحميل كلام غير واقعى لسبب بسيط ان عدد مستخدمى الانترنت فى مصر لا يصل إلى بعض الارقام التى يعلنها بعض الاخوة المطربون.. زمان كان هناك ميزان آخر لقياس انتشار الاغنية وهو مدى ترديدها فى الشارع.. كنت تذهب لكل مكان فتلاحظ ان الاغنية موجودة.. الآن ارقام تعلن بالملايين ولا وجود لها فى الشارع، وبالمناسبة الشارع هو المقياس الحقيقى ولا يمكن تجاهله أو اختزاله فى موقع.

الفنان يحيى خليل الذى احدث نقله حقيقية فى عالم الغناء بعد عودته من امريكا فى نهاية سبعينيات القرن الماضى اشار الى ان الازمة الآن فى الاستسهال، الملحن حاليا أو الشاعر لا يبتكر لكنه يذهب إلى احد الاغانى العالمية ويقوم بنقل الجمله الموسيقية كما هى، فتجد جمله من امريكا اللاتينية واخرى من تركيا لذلك من الطبيعى ان نصل إلى ما وصلنا اليه.. وانا عندما عدت من امريكا كان من السهل على ان انقل ما شاهدته هناك، لكننى قدمت ما استفدت منه هناك فى قالب شرقى، يتناسب مع شكل ولون وطعم الساحة المصرية.. وعلى فنانينا ان يقدموا ما يتناسب معهم وان يصنع كل واحد منهم شخصية ويعمل على تطوير نفسه بدون تقليد من الغرب.. اما ان يظل كل مطرب مشغول بحجم المشاهدات على اليوتيوب فهو امر غير منطقى، لأنه ببساطة شديدة أى عمل غريب من الممكن ان يحظى بنسبة مشاهدة وهذه النسبه لا يمكن اعتبارها دليل إعجاب أبدا.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك